المزيد من الأخبار






والدة المتهم السويسري في قضية "شمهروش" توجه رسالة مؤثرة للمحكمة: متى كان دخول الإسلام جريمة


والدة المتهم السويسري في قضية "شمهروش" توجه رسالة مؤثرة للمحكمة: متى كان دخول الإسلام جريمة
سارة الطالبي


في الجلسة السابعة والأخيرة في مسلسل محاكمة المتهمين بقتل السائحتين الاسكندنافيتين في منطقة “شمهروش”، وجهت أم “كيفن زولير”، المتهم السويسري في القضية، اليوم الخميس، رسالة مؤثرة إلى القاضي، حصل “اليوم 24” على نسخة منها، تتعاطف فيها مع عائلات الضحايا، وتطلب من القاضي البراءة لابنها في غياب أدلة مادية على تورطه في الملف.

وافتتحت الأم السويسرية الإسبانية، “جيما كويرفوس”، رسالتها لقاضي محكمة الإرهاب بسلا، بالترحم على الضحيتين الاسكندنافيتين في الجريمة، التي هزت المغرب، والعالم، في شهر دجنبر الماضي، قائلة: “بكل لغات العالم.. وبالمشترك الإنساني في كل الأديان، والثقافات، والحضارات.. وبلغة التسامح، التي ترسم حدود التعايش فوق كل بقاع الأرض.. أنحني ترحما على روحي ابنتينا “لويزا” و”مارين” وأتمنى بكل جوارحي أن تعذراننا على كل تلك البشاعة، التي انتهت بها مسيرتهما في الحياة”.

وقصت “كويرفوس” على القاضي كيف تحولت حياتها هي وعائلتها إلى جحيم، بعدما أودت الجريمة البشعة بحياة الشابتين الاسكندنافيتين، وقالت عن نفسها “أنا واحدة ممن حولت هذه القضية حياتهم إلى جحيم.. منذ أن طالت سكاكين الغدر رأسي “لويزا”، و”مارين”.. فقد طالت رأسي أيضا ورأس ابني، وكل فرد من عائلتي.. نعم هكذا نحن الآن! “لويزا”، و”مارين” لم تقتلا لوحدهما، فقد قتلونا معهما، وبشكل لا يقل بشاعة وفظاظة”.

وأكدت أم “كيفن” أنها، وعائلتها تأثرا برسالة والدة الضحية الدنماركية للقاضي، التي قدمها دفاعها، قبل أسبوع، موجهة رسالة إلى أم الضحية الدنماركية بالقول: “أحسست بألمهما، وأتمنى أن تحس بألمي، على الرغم من المصاب الجلل.. سيدتي: منفذو هذه الجريمة ضد الإنسانية نفذوها في حق ابنتك، وصديقتها.. وفي حق ابني أيضا!! نعم سيدتي.. ابني أيضا ضحية وإن اختلفت الدرجات..هو يموت يوميا، ونموت معه ألما!!”.

وقالت أم “كيفن” إن ابنها كذلك ضحية، لأنه سقط “ضحية لحظه العاثر، الذي أسقطه في طريق هؤلاء الأشخاص، الذين كانوا يودون أن يشرحوا له الدين الإسلامي بمفهوم خاطئ، ابني عندما ذهب لبلدكم سيدي القاضي كان قصده التعرف على دينكم السمح.. منذ متى كان الدخول في الإسلام جريمة سيدي القاضي؟! هذا كان قصد ابني وباقي التفاصيل سببها حظه العاثر”.

وعادت أم “كيفن” للوقوف على التفاصيل الأولى لوصول ابنها للمغرب بحثا عن الدين الإسلامي، وتعاليمه، حيث قالت إنه “لم يكن هناك شخص ينتظره في المطار، ولم يقض الثلاث ليالي في الفندق برفقة شخص، ولم يذهب لبلدكم بسوء نية، بل توجه لمدرسة قرآنية تملكها الدولة لفهم الدين الإسلامي، وطرح الأسئلة التي تراوده، عندما وجد المدرسة مقفلة عاد إلى مراكش”.

وأضافت أم “كيفن” أن ابنها عندما فشل في العثور على المدرسة القرآنية، التي كان يبحث عنها “لم يسأل الناس في الشارع، ولم يسأل حتى محمد الذي صادفه، بل سأل إمام المسجد، لسبب وحيد أن الإمام أكثر علما، وهذا هو المتعارف عليه هنا في أوربا المسلمون يسألون الأئمة، والمسيحيون يسألون القساوسة، ولو كنت مكانه ستفعل نفس الشيء سيدي وستتوجه الى الإمام، فمنذ متى طرح أسئلة بخصوص الدين الإسلامي جريمة سيدي القاضي!!”.

وعادت أم “كيفن” لتفصيل حياة ابنها، وأسرته داخل عائلتها الكبيرة، مؤكدة أنه كان يسكن معها، وبعد إسلامه لم يتخلف عن إحياء الأعياد المسيحية داخل عائلته، مؤكدة أن عائلتها مختلفة المكونات، ومنفتحة، حيث قالت “كل سنة نحتفل جميعا بأعياد المسيحيين، والمسلمين.. نصلي باسم الإسلام وباسم المسيحية.. نطلب شفاعة محمد وعيسى عليهما السلام.. نحن عائلة منفتحة مكونة من أفراد من ديانات، وجنسيات مختلفة، ولا مكان للعنصرية بيننا، الإنسانية شعارنا ومذهبنا”.

وختمت أم “كيفن” رسالتها للقاضي، اليوم الخميس، بطلب الحرية لابنها، ووجهت كلامها إلى القاضي بخطاب مؤثر قالت فيه “سيدي القاضي أطلب منك اليوم كأم وكامرأة لا ترضى بالظلم أن تطلقوا سراح ابني، الذي لاحظ الحضور والصحافة والعالم أجمع أنه ليس لديكم ولا دليل مادي واحد على إدانته، فقد عانينا جميعا بما يكفي، وأساءت إلينا اجتهادات، وتحليلات الشرطة الخاطئة بما يكفي”.

كما وجهت أم “كيفن” رسالة أخيرة إلى عائلات الضحيتين “لويزا” و”مارين”، وقالت لهم فيها: “أطلب الله أن يضمد جراحكم، لكن أرجوكم أن لا تأخذوا ابني بما لا ذنب له، فالرب لا يرضى الظلم، انظروا لقصته من باب العقل وليس من باب الجروح العميقة، التي حفرتها بشاعة الجريمة فينا جميعا”.



1.أرسلت من قبل nody في 19/07/2019 16:54 من المحمول
لاحول ولاقوةإلابالله العلي العظيم

تعليق جديد

التعليقات المنشورة لا تعبر بأي حال عن رأي الموقع وسياسته التحريرية
شكرا لالتزام الموضوعية وعدم الإساءة والتجريح