المزيد من الأخبار






هكذا رد المخرج الريفي "محمد بوزكو" بعد الضجة التي أحدثها فيلمه "خميس84" المثير للجدل


هكذا رد المخرج الريفي "محمد بوزكو" بعد الضجة التي أحدثها فيلمه "خميس84" المثير للجدل
ناظورسيتي - حسن الرامي


خـرج المخرج الريفي المعروف محمد بوزكو، عن صمته، عقب الضجة التي أحدثها فيلمه الجديد "خميس 84" المثير للجدل، بعد عرضه أخيرا بمدينة الناظور، ضمن فعاليات مهرجان سينما الذاكرة المشتركة الدولي، مما أثـار زوبعة من الجدل، كما خلف ردودا متباينة بين رافض ومؤيد لاستهدافه تكسير طابو "العجز الجنسي والخيانة الزوجية" وتضمنه على مشاهد "جريئة" و"صادمة"، ضمن عملٍ يعالج من منظورٍ سينمائي فنّي وفق رؤية المخرج أحداث "الخميس الأسود"، المرتبطة في الذاكرة الجماعية لدى الناظوريين بالوقائع المأساوية ليوم 19 يناير 1984.

وقـال بوزكو ضمن منشور لـه على صفحته الرسمية بموقع فايسبوك "حين كتبت سيناريو فيلم خميس 1984، كنت أتوقع أن بعض الناس لن يستحسنوا بعضا من مشاهده وسيأخذون الأمر من زاوية أخلاقية تتحكم فيها العاطفة أكثر من أي شيء آخر، لكن لم أكن أتوقع أن يكون من بين هؤلاء دكاترة فالقانون ياحسراه، أو من يدعون انتماءهم لليسار ويؤطرون الشباب نحو قيم الحداثة والتقدمية، فيبخسون العمل ويحصرونه في صابونة، يا لهُ من تسطيح!!".

وأوضح مخرج الفيلم قائلا "هذه مناسبة جيدة لوضع النقط على مجموعة من الأمور، إن استعمال ورقة الأخلاق لضرب عمل فني هـو في الحقيقة جبن وهروب من مواجهة حقيقة الواقع الصادمة؛ السينما خاصة والأدب عامة لن يلعب دوره الفعال متى كان سجينا لموانع أخلاقية تتحكم فيها العاطفة والخوف من قول الحقيقة، حقيقة أمراضنا، حقيقة نواقصنا، حقيقة عجزنا، وفِي الأخير حقيقة نفاقنا".

وزاد "نحن الريفيون كما باقي الأجناس، لسنا ملائكة، لسنا قوما منزها ومتميزا عن سائر البشر كما يتوهم البعض منا، نحن أيضا فينا المنهزمين والمنبطحين والشكّامين والمعقدين والمثليين ومن يبيع أخاه من أجل ثناين فرانك، ولنا في التاريخ تجارب، ومهمتي أنا ككاتب ومخرج أن أتحدث على كل هذا بالقدر المستطاع من الحرية، هذا اختياري، وهذه قناعتي التي كونتها عبر تاريخ طويل من النضال في الجامعة (اوطم) سنوات الثمانينات وفي الحركة الثقافية الأمازيغية سنوات التسعينات إلى الآن، وهي مسيرة رسخت فيّ ثقافة يسارية، حداثية، عقلانية، ولا أسمح لأي أحد أن يتزايد عليّ وعلى إنتاجاتي التي أختارها بعناية ودقة، وهي طبعًا إنتاجات تلامس قضايا المجتمع المغربي والريفي بالخصوص، نواقصه، زلاّته، عقده؛ ليس لفضحها من أجل الفضح ولكن لتشريحها والتبليغ عنها من أجل علاجها، أتعرفون أننا نحتل المرتبة الأولى في المغرب بخصوص قضايا زنى المحارم، فما رأيكم في فيلم عن أب يضاجع ابنته وتلد منه، أليس موضوعا جدير بالمناقشة...!!".

واسترسل "إن فيلم خميس 1984 لا يتحدث فقط عن العجز الجنسي والخيانة، ذلك كان إطارا فقط للتحدث عن أشياء أخرى أكثر أهمية، قتل الأبرياء، جرحى ومعطوبين، دبابات، ضرب بالرصاص، واغتصاب، ولعل مرافعة نعيمة ضد العسكري تلخص كل الاتهامات وتكشف عن كل الجرائم المرتكبة في إطار محاكمة لذلك العسكري؛ هل هناك أحد تملك الجرأة وتحدث عن هذا في السينما!!! لا أعتقد... السينما فن له قواعده والسيناريو تقنية لها ضوابطها وميكانيزماتها؛ فأرجوكم لا تحدثوني بنازع أخلاقي، ولا تبسطوا لي حسن سيرتكم، ولا تنتظروا مني أن أصور لكم أفلاما سينمائية تأتيكم على هواكم، أنا جزء من هذه المنطقة وأحبها بكل جوارحي وغيرة عليها ومن أجل مصلحتها سأتناول سلبياتنا، منّي وجبد... طبعا سأتناول ذلك برؤية سينمائية قد تكون صادمة لكنها صريحة وصادقة؛ لدي أبناء علي أن أكشف لهم عمن نكون، عمّا هي خطورتنا".

مشيرا "إن الفيلم هو نقطة فقط من بحر الأحداث والوقائع التي وقعت في 19 يناير 84 ضمن آلاف المواضيع التي نتمنى أن يشتغل عليها رفاقنا السنمائيون الجدد من وجهة نظرهم فشتان بين الفعل والنقد الهدام كنت أتمنى أن نتداول في الصورة في المضامين في التشخيص في سيكولوجية الريفي المقهور في الوضع السينمائي بالمنطقة في بناء الشخصيات في تنقلها بفضاء مغلق... شيئ من هذا لم يقع انصب الاهتمام على تصابونت مثلا على اي حال كل واحد يعبر عن اهتماماته فزوايا المشاهدة تختلف وأحكام القيمة مردودة في غياب قوة الحجة".

لافتا أن "السينما اختيارية في المشاهدة فمن لا يتحمل مضمونا ما لن نجره للشاشة الكبرى مرغما... حين كتب شكري الخبز الحافي فتحت في وجهه أبواب جهنم والآن يعتبر ضمن التحف المعرفية وحقق ارقاما في الترجمات... شكرا لكل من تفاعل مع فيلمي بالتروّي والتعقل لا يهم سلبا أو إيجابا... سلامي لروح شاشا الذي كتب يوما "ارز اطابو اتري ثفوشت"، موضحا "على فكرة فيلم خميس 1984 هو من إنتاجي ومن مالي الخاص؛ وفي الأخير أنا لست ضد النقد، شرط أن يكون مبررا، ماشي غير أجي وكتب، مكاين لا سيناريو لا إخراج لاّ والو، هذا كلام الكسالى والجبناء؛ أكتبوا وانتقدوا أنا شئتم، ولكن دعموا انتقادكم بالحجج والبراهين وارتقوا عن الكلام المبتذل والساقط... رحمني ورحمكم الله...
كل الشكر لمن ساعدني على إنجاز هذا الفيلم من ممثلين وممثلات وفريق تقني".


تعليق جديد

التعليقات المنشورة لا تعبر بأي حال عن رأي الموقع وسياسته التحريرية
شكرا لالتزام الموضوعية وعدم الإساءة والتجريح