
ناظورسيتي: أيوب الصابري
في نهار مشمس من صيف تطوان، وصلت أسرة مغربية بعد رحلة طويلة من هولندا، تحمل في حقائبها شوقا للوطن، وطموحا بحياة جديدة في شقة اشتروها بعرق سنين الغربة. كانت تخطط لقضاء عطلة صيفية دافئة في بيتها الجديد، لكن ما وجدوه عند باب الشقة لم يكن مفتاحا، بل صدمة لا توصف.
لقد دفعت الأسرة 8 ملايين سنتيم دفعة واحدة لحارس العمارة، مقابل إصلاحات شاملة لشقة تم اقتناءها بأزيد من 75 مليون سنتيم: تركيب مكيفين للهواء، وتجديد الحمام، وتحسين الإضاءة، وتعديلات في الصالون والمطبخ. كل شيء تم الاتفاق عليه عن بعد، عبر هاتف، وثقة، ووعود. والحارس، الذي كان ينظر إليه كرجل موثوق، بدأ منذ اليوم الأول بإرسال "بروفات" من العمل: صور لتصاميم إضاءة الصالون، ونماذج لرشاشات دش الحمام "للاختيار"، ورسائل تطمئن بأن "الأمور تسير على أكمل وجه".
في نهار مشمس من صيف تطوان، وصلت أسرة مغربية بعد رحلة طويلة من هولندا، تحمل في حقائبها شوقا للوطن، وطموحا بحياة جديدة في شقة اشتروها بعرق سنين الغربة. كانت تخطط لقضاء عطلة صيفية دافئة في بيتها الجديد، لكن ما وجدوه عند باب الشقة لم يكن مفتاحا، بل صدمة لا توصف.
لقد دفعت الأسرة 8 ملايين سنتيم دفعة واحدة لحارس العمارة، مقابل إصلاحات شاملة لشقة تم اقتناءها بأزيد من 75 مليون سنتيم: تركيب مكيفين للهواء، وتجديد الحمام، وتحسين الإضاءة، وتعديلات في الصالون والمطبخ. كل شيء تم الاتفاق عليه عن بعد، عبر هاتف، وثقة، ووعود. والحارس، الذي كان ينظر إليه كرجل موثوق، بدأ منذ اليوم الأول بإرسال "بروفات" من العمل: صور لتصاميم إضاءة الصالون، ونماذج لرشاشات دش الحمام "للاختيار"، ورسائل تطمئن بأن "الأمور تسير على أكمل وجه".
حتى في اللحظة الأخيرة، ظل يوهمهم. حين اتصلوا به من المطار، قال لهم: "الشقة باردة، شغلت المكيفات خصيصا لكم، سأكون هناك بعد قليل". لم يأت. ولم يعد. اختفى الحارس. وكأنه تبخر من وجه الأرض.
حين فتح الباب... وانهار الحلم
بعد معاناة في الحصول على مفتاح الشقة من أحد الجيران، دخلت الأسرة إلى ما كان يجب أن يكون ملاذا، فوجدت خربة لا تصلح للسكن. لا أثر للمكيفات، لا صيانة، لا تعديلات. بل على العكس، تم تخريب الشقة عمدا: كابلات مكشوفة، جدران متضررة، نوافذ متضررة. كل دليل على أن يدا ما عملت على تدمير المكان، لا إصلاحه.
الصمت الذي ساد في تلك اللحظة كان أثقل من أي صراخ. هذه الشقة، التي دفعت من أجلها أموال من دخل شهور في هولندا، لم تصلح، بل نهبت من داخلها. والأم التي كانت تحلم بأن تعد وجبة في مطبخها الجديد، اضطرت إلى النزول ضيفة في بيت قريب. لكن الأسوأ لم يكن في الشقة وحدها.
الحارس وشبكة التسيب: إقامة الجبلي تحت رحمة المحتال
سرعان ما تبين أن هذه الأسرة ليست الضحية الوحيدة. بل أن الحارس كان يدير عمارة بأكملها كأنها مملكته الخاصة. سكان البلوكات 1 و2 و3 و4 من إقامة الجبلي بدؤوا يروون قصصا مروعة: الكهرباء تسحب من الشارع بطريقة غير قانونية. والمصعد، الذي يستخدم يوميا من قبل العشرات من السكان، مهدد بالتوقف رغم دفهم مبالغ شهرية.
الحارس كان يتصرف كمدير مقيم، يتلقى أموالا من السكان مقابل "خدمات"، ويدير التدبير اليومي للعمارة، بينما كان في الحقيقة يغذي شبكة من التسيب والاختلاس.
أمام هذا التراخي، وانعدام الرقابة، قرر السكان المتأثرون، بمن فيهم الأسرة العائدة من هولندا، التحرك قانونيا. تم تكليف محام لتقديم شكاية رسمية، ومطالبة الجهات المسؤولة – من الشركة المكلفة بالتدبير إلى الجماعة الحضرية – بتحمل مسؤولياتها.
القضية الآن في طور التحقيق، لكن السؤال الذي يطرحه الجميع: كيف تمكن حارس عمارة من إدارة ممتلكات بأكملها، وتحصيل أموال طائلة، دون رقابة؟ وكيف ترك مغاربة المهجر، الذين يرسلون مدخراتهم لبناء مستقبل في وطنهم، عرضة للنصب باسم "الثقة" و"القرابة"؟.








حين فتح الباب... وانهار الحلم
بعد معاناة في الحصول على مفتاح الشقة من أحد الجيران، دخلت الأسرة إلى ما كان يجب أن يكون ملاذا، فوجدت خربة لا تصلح للسكن. لا أثر للمكيفات، لا صيانة، لا تعديلات. بل على العكس، تم تخريب الشقة عمدا: كابلات مكشوفة، جدران متضررة، نوافذ متضررة. كل دليل على أن يدا ما عملت على تدمير المكان، لا إصلاحه.
الصمت الذي ساد في تلك اللحظة كان أثقل من أي صراخ. هذه الشقة، التي دفعت من أجلها أموال من دخل شهور في هولندا، لم تصلح، بل نهبت من داخلها. والأم التي كانت تحلم بأن تعد وجبة في مطبخها الجديد، اضطرت إلى النزول ضيفة في بيت قريب. لكن الأسوأ لم يكن في الشقة وحدها.
الحارس وشبكة التسيب: إقامة الجبلي تحت رحمة المحتال
سرعان ما تبين أن هذه الأسرة ليست الضحية الوحيدة. بل أن الحارس كان يدير عمارة بأكملها كأنها مملكته الخاصة. سكان البلوكات 1 و2 و3 و4 من إقامة الجبلي بدؤوا يروون قصصا مروعة: الكهرباء تسحب من الشارع بطريقة غير قانونية. والمصعد، الذي يستخدم يوميا من قبل العشرات من السكان، مهدد بالتوقف رغم دفهم مبالغ شهرية.
الحارس كان يتصرف كمدير مقيم، يتلقى أموالا من السكان مقابل "خدمات"، ويدير التدبير اليومي للعمارة، بينما كان في الحقيقة يغذي شبكة من التسيب والاختلاس.
أمام هذا التراخي، وانعدام الرقابة، قرر السكان المتأثرون، بمن فيهم الأسرة العائدة من هولندا، التحرك قانونيا. تم تكليف محام لتقديم شكاية رسمية، ومطالبة الجهات المسؤولة – من الشركة المكلفة بالتدبير إلى الجماعة الحضرية – بتحمل مسؤولياتها.
القضية الآن في طور التحقيق، لكن السؤال الذي يطرحه الجميع: كيف تمكن حارس عمارة من إدارة ممتلكات بأكملها، وتحصيل أموال طائلة، دون رقابة؟ وكيف ترك مغاربة المهجر، الذين يرسلون مدخراتهم لبناء مستقبل في وطنهم، عرضة للنصب باسم "الثقة" و"القرابة"؟.







