ناظورسيتي
توصلت ناظورسيتي، خلال الأيام الماضية، بعدد كبير من التساؤلات من القراء والمتتبعين حول الأسباب التي جعلتنا، خلافا للسنوات السابقة، نتخذ قرار مقاطعة التغطية الإعلامية لفعاليات الدورة الرابعة عشرة من المهرجان الدولي لسينما الذاكرة المشتركة بالناظور، الذي أسدل الستار على أنشطته نهاية هذا الأسبوع.
وانسجاما مع حق الرأي العام في معرفة الحقيقة، نود في هذا البلاغ توضيح أهم الدوافع الموضوعية التي فرضت علينا هذا الموقف المهني، بعدما أصبح واضحا أن المهرجان ابتعد تدريجيا عن أهم الأهداف التي سطر من أجلها، وابتلعته الحسابات الشخصية على حساب المصلحة العامة للمنطقة، ودوره المفترض في المساهمة في التنمية الثقافية والفنية والسينمائية وحقوق الإنسان.
احتقار ممنهج للمحلي وإقصاء أبناء المنطقة
أول الأسباب التي دفعت ناظورسيتي إلى اتخاذ قرار المقاطعة تتعلق بالطريقة التي أصبحت تعتمدها إدارة المهرجان في التعامل مع كل ما هو محلي، من فنانين وصحافة ورجال إعلام وفعاليات المجتمع المدني، إذ باتت الأنشطة تُهرب إلى فنادق مغلقة بعيدا عن المواطنين، بينما يُنتظر من الإعلام المحلي أن يكتفي بنقل المواد الجاهزة دون تمكين أبناء وبنات الإقليم من أي مشاركة أو احتكاك أو تفاعل مع ضيوف التظاهرة أو مواضيعها.
مهرجان غائب عن دوره التنموي والثقافي
دائما ما دافعنا، في ناظورسيتي، عن دور الفن والثقافة والرياضة كرافعات للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، وعن ضرورة الاستثمار فيها باعتبارها قطاعات منتجة قادرة على منح إشعاع حقيقي للمنطقة، وتكوين جيل جديد من الفنانين والمبدعين، والإسهام في إدماجهم في سوق العمل الفني.
لكن التظاهرات التي تقام بالناظور، وعلى رأسها مهرجان سينما الذاكرة المشتركة، لا تقوم بأي جزء من هذا الدور. فبعد 14 سنة من تنظيمه، نتساءل اليوم: هل ساهم المهرجان في تكوين ممثل واحد؟ أو مصور واحد؟ أو تقني واحد؟ هل دعم فيلما قصيرا واحدا لموهبة صاعدة؟ هل أحدث أي طفرة، ولو بسيطة، في الفن السابع بالمنطقة؟ الجواب يعرفه الجميع.
محتوى سينمائي ضعيف ووجوه تتكرر كل سنة
إضافة إلى ذلك، فإن أغلب ضيوف المهرجان من خارج المغرب يتكررون بنسبة تفوق 60 بالمائة في كل دورة، بينما يغيب أي حضور لنجوم الفن السابع الذين يمكن أن يشكلوا قيمة مضافة. كما أن عددا من الأفلام المشاركة لا يرقى حتى لمستوى العرض في قاعات بسيطة، في وقت يتم تجاهل الأفلام القوية أو المواهب المحلية التي تحتاج إلى الدعم.
وفي موضوع الذكرى، سبق للمهرجان أن روّج، لسنوات، لوعود غير محققة حول بناء قاعة سينمائية بالناظور، من بينها وعد خلال دورة سابقة بإقناع المجلس الجماعي بتوفير وعاء عقاري لهذا الغرض. وهي وعود لم تتحقق إلى اليوم، فيما يستمر نصب الخيام لترقيع المشهد بدل بناء مؤسسة سينمائية حقيقية.
إهانة الفنان الريفي وتجاهل المواهب المحلية
ما كان يمكن التغاضي عنه هو التعامل التعسفي مع الفنان الريفي، حيث جرى تجاهل أسماء ممثلين وفنانين من الحسيمة والناظور ومن المنطقة بشكل متعمد، رغم المطالب المتكررة بدعوتهم وتوفير ظروف استقبال تليق بهم. بل الأكثر من ذلك، يتم استقدام ضيوف لا علاقة لهم بالمجال، فقط لاستكمال الصورة الإعلامية.
كما نذكر واقعة الإعلان عن تكريم الفنان ميمون رفروع، ووضع صورته في منشور رسمي، دون استدعائه أو إخباره أو احترام مكانته الفنية، في خطوة خلفت استياء واسعا وأكدت غياب الاحترام للفنان المحلي.
تصرفات تمس أخلاقيات المهنة
من بين الأسباب الجوهرية أيضا، بث رئيس الجهة المنظمة للمهرجان، في النسخة الماضية، محادثة خاصة لمصور صحفي تتعلق بعمله وتفاوضه المهني حول حقوق الصور. هذا السلوك الخطير، الذي يناقض تماما خطاب حقوق الإنسان الذي يروج له المهرجان، كشف حقيقة التعامل غير المهني وغير الأخلاقي للمنظمين، ونسف الثقة بشكل نهائي.
رسالة إلى الضيوف والداعمين
في الختام، نؤكد أن أبواب ناظورسيتي ستظل مفتوحة أمام جميع الضيوف من مسؤولين وفنانين وصحافيين وفاعلين من داخل وخارج المغرب، وأن قرار المقاطعة لا يستهدفهم نهائيا، بل يتعلق حصرا بإدارة المهرجان ومنهجيته.
كما ندعو المؤسسات الداعمة، وعلى رأسها المركز السينمائي المغربي، إلى مراجعة الدعم العمومي الممنوح لهذه التظاهرة، خاصة في ظل الإجماع المحلي على فشلها في تحقيق أي قيمة مضافة للإقليم، وفي ظل اعتمادها المتواصل على المال العام دون مردودية حقيقية أو أثر ثقافي واضح.
توصلت ناظورسيتي، خلال الأيام الماضية، بعدد كبير من التساؤلات من القراء والمتتبعين حول الأسباب التي جعلتنا، خلافا للسنوات السابقة، نتخذ قرار مقاطعة التغطية الإعلامية لفعاليات الدورة الرابعة عشرة من المهرجان الدولي لسينما الذاكرة المشتركة بالناظور، الذي أسدل الستار على أنشطته نهاية هذا الأسبوع.
وانسجاما مع حق الرأي العام في معرفة الحقيقة، نود في هذا البلاغ توضيح أهم الدوافع الموضوعية التي فرضت علينا هذا الموقف المهني، بعدما أصبح واضحا أن المهرجان ابتعد تدريجيا عن أهم الأهداف التي سطر من أجلها، وابتلعته الحسابات الشخصية على حساب المصلحة العامة للمنطقة، ودوره المفترض في المساهمة في التنمية الثقافية والفنية والسينمائية وحقوق الإنسان.
احتقار ممنهج للمحلي وإقصاء أبناء المنطقة
أول الأسباب التي دفعت ناظورسيتي إلى اتخاذ قرار المقاطعة تتعلق بالطريقة التي أصبحت تعتمدها إدارة المهرجان في التعامل مع كل ما هو محلي، من فنانين وصحافة ورجال إعلام وفعاليات المجتمع المدني، إذ باتت الأنشطة تُهرب إلى فنادق مغلقة بعيدا عن المواطنين، بينما يُنتظر من الإعلام المحلي أن يكتفي بنقل المواد الجاهزة دون تمكين أبناء وبنات الإقليم من أي مشاركة أو احتكاك أو تفاعل مع ضيوف التظاهرة أو مواضيعها.
مهرجان غائب عن دوره التنموي والثقافي
دائما ما دافعنا، في ناظورسيتي، عن دور الفن والثقافة والرياضة كرافعات للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، وعن ضرورة الاستثمار فيها باعتبارها قطاعات منتجة قادرة على منح إشعاع حقيقي للمنطقة، وتكوين جيل جديد من الفنانين والمبدعين، والإسهام في إدماجهم في سوق العمل الفني.
لكن التظاهرات التي تقام بالناظور، وعلى رأسها مهرجان سينما الذاكرة المشتركة، لا تقوم بأي جزء من هذا الدور. فبعد 14 سنة من تنظيمه، نتساءل اليوم: هل ساهم المهرجان في تكوين ممثل واحد؟ أو مصور واحد؟ أو تقني واحد؟ هل دعم فيلما قصيرا واحدا لموهبة صاعدة؟ هل أحدث أي طفرة، ولو بسيطة، في الفن السابع بالمنطقة؟ الجواب يعرفه الجميع.
محتوى سينمائي ضعيف ووجوه تتكرر كل سنة
إضافة إلى ذلك، فإن أغلب ضيوف المهرجان من خارج المغرب يتكررون بنسبة تفوق 60 بالمائة في كل دورة، بينما يغيب أي حضور لنجوم الفن السابع الذين يمكن أن يشكلوا قيمة مضافة. كما أن عددا من الأفلام المشاركة لا يرقى حتى لمستوى العرض في قاعات بسيطة، في وقت يتم تجاهل الأفلام القوية أو المواهب المحلية التي تحتاج إلى الدعم.
وفي موضوع الذكرى، سبق للمهرجان أن روّج، لسنوات، لوعود غير محققة حول بناء قاعة سينمائية بالناظور، من بينها وعد خلال دورة سابقة بإقناع المجلس الجماعي بتوفير وعاء عقاري لهذا الغرض. وهي وعود لم تتحقق إلى اليوم، فيما يستمر نصب الخيام لترقيع المشهد بدل بناء مؤسسة سينمائية حقيقية.
إهانة الفنان الريفي وتجاهل المواهب المحلية
ما كان يمكن التغاضي عنه هو التعامل التعسفي مع الفنان الريفي، حيث جرى تجاهل أسماء ممثلين وفنانين من الحسيمة والناظور ومن المنطقة بشكل متعمد، رغم المطالب المتكررة بدعوتهم وتوفير ظروف استقبال تليق بهم. بل الأكثر من ذلك، يتم استقدام ضيوف لا علاقة لهم بالمجال، فقط لاستكمال الصورة الإعلامية.
كما نذكر واقعة الإعلان عن تكريم الفنان ميمون رفروع، ووضع صورته في منشور رسمي، دون استدعائه أو إخباره أو احترام مكانته الفنية، في خطوة خلفت استياء واسعا وأكدت غياب الاحترام للفنان المحلي.
تصرفات تمس أخلاقيات المهنة
من بين الأسباب الجوهرية أيضا، بث رئيس الجهة المنظمة للمهرجان، في النسخة الماضية، محادثة خاصة لمصور صحفي تتعلق بعمله وتفاوضه المهني حول حقوق الصور. هذا السلوك الخطير، الذي يناقض تماما خطاب حقوق الإنسان الذي يروج له المهرجان، كشف حقيقة التعامل غير المهني وغير الأخلاقي للمنظمين، ونسف الثقة بشكل نهائي.
رسالة إلى الضيوف والداعمين
في الختام، نؤكد أن أبواب ناظورسيتي ستظل مفتوحة أمام جميع الضيوف من مسؤولين وفنانين وصحافيين وفاعلين من داخل وخارج المغرب، وأن قرار المقاطعة لا يستهدفهم نهائيا، بل يتعلق حصرا بإدارة المهرجان ومنهجيته.
كما ندعو المؤسسات الداعمة، وعلى رأسها المركز السينمائي المغربي، إلى مراجعة الدعم العمومي الممنوح لهذه التظاهرة، خاصة في ظل الإجماع المحلي على فشلها في تحقيق أي قيمة مضافة للإقليم، وفي ظل اعتمادها المتواصل على المال العام دون مردودية حقيقية أو أثر ثقافي واضح.

ناظورسيتي تكشف أسباب مقاطعتها للتغطية الإعلامية للدورة الرابعة عشرة من مهرجان سينما الذاكرة المشتركة