المزيد من الأخبار






من "جحيم الضرائب" في فرنسا إلى "جنة الأعمال" في المغرب.. قصة عائلة فرنسية بنت إمبراطورية في مراكش


من "جحيم الضرائب" في فرنسا إلى "جنة الأعمال" في المغرب.. قصة عائلة فرنسية بنت إمبراطورية في مراكش
ناظورسيتي: متابعة

اختارت عائلة فرنسية مكونة من زوجين وابنتهما مغادرة فرنسا بشكل نهائي، والاستقرار في المغرب، بعد مسار مهني مليء بالمخاطر والتحديات، لكنه تحول في نهاية المطاف إلى قصة نجاح ملهمة.

الزوج، لاعب محترف سابق في رياضة البوكر، تلقى عرضا للعمل في أحد كازينوهات مراكش خلال فترة ازدهار هذه الرياضة بالمغرب، وهو ما جعله وزوجته يبدآن في زيارة المملكة بانتظام لحضور دورات ومسابقات. وعلى الرغم من أن مهنة البوكر وفرت لهما دخلا جيدا، إلا أن السبب الحقيقي وراء قرار الرحيل لم يكن الترفيه.


تحكي الزوجة، وهي سيدة عملت لسنوات كمساعدة إدارية في قطاع البناء ومديرة مؤسسة تدريب مهني للكبار، أن الدافع الرئيسي كان النظام الضريبي الفرنسي، الذي اعتبرته خانقا لأمثالهم من المقاولين والمخاطرين. وتقول: "كنا نشتغل كثيرا ونجازف بأموالنا، لكن العائد لم يكن في مستوى الجهد. كنا نخسر أحيانا مبالغ كبيرة من دون مقابل يذكر".

قبل الاستقرار النهائي في المغرب، جالت العائلة في آسيا لعدة أشهر، متنقلة بين مدن كبرى مثل شنغهاي وماكاو، في تجربة وصفتها الزوجة بـ"الصعبة"، حيث مني الزوج بخسائر متكررة في كل جولة. هذه الظروف دفعتهم إلى تغيير الوجهة والبحث عن مسار جديد.

في العاصمة التايلاندية بانكوك، خطرت للزوجة فكرة مشروع صغير يمزج بين الثقافة الآسيوية ونمط الحياة المغربي. ورغم محاولتها التكوين شخصيا في مجال العلاجات التقليدية، اصطدمت بصعوبة الوصول إلى مستوى المتخصصات التايلنديات، ما دفعها إلى استقدام خبيرات أصليات لتقديم تجربة فريدة في المغرب.

المشروع الأول بدأ بخمسة موظفين فقط، لكنه سرعان ما عرف نجاحا كبيرا. وبعد أكثر من عقد، تطور الفضاء المهني بشكل لافت، وتوسّع ليشمل مدينة أخرى في الشمال المغربي، مع دعم إعلامي مغربي مكثف ساهم في تعزيز شهرة العائلة.

ومؤخرا، قررت السيدة خوض مغامرة جديدة في عالم الضيافة والمطاعم، بالشراكة مع أحد الطهاة الفرنسيين المشهورين، حيث افتتحت مؤسسة راقية في قلب منطقة حيوية بمراكش، مشهورة بالحياة الليلية والسياحة الراقية.

اليوم، وفي سن الستين، تقول السيدة إنها لا تشعر بأي ندم على مغادرتها فرنسا، مؤكدة أن المغرب وفر لهم كل ما كانوا يبحثون عنه من فرص واستقرار وترحاب. وتضيف: "منذ أن وطأت أقدامنا هذا البلد، أحسسنا أننا في بيتنا، فالمغاربة لطفاء، والتواصل سهل، والبيئة محفزة". وتختم حديثها بقولها: "في الحقيقة، جلبنا معنا شيئا من تايلاند، وشيئا آخر من مدينتنا الفرنسية، لكننا وجدنا أنفسنا هنا".


تعليق جديد

التعليقات المنشورة لا تعبر بأي حال عن رأي الموقع وسياسته التحريرية
شكرا لالتزام الموضوعية وعدم الإساءة والتجريح