المزيد من الأخبار






مع قرب حلول موسم العودة إلى "رَلاَّ ثَمّورث انّغ".. الهجرة، القدر المحتوم


مع قرب حلول موسم العودة إلى "رَلاَّ ثَمّورث انّغ".. الهجرة، القدر المحتوم
ناظورسيتي: محمد زاهد

هل كان فعل الهجرة قدرا محتوما وحتمية تاريخية لازمت هذا الشعب منذ فترات طويلة؟ وما هي الأبعاد التي تنطوي عليها الهجرة بكل أنواعها واتجاهاتها ودوافعها؟.

من بين أكبر الظواهر الاجتماعية والثقافية والإنسانية التي ظلت لصيقة بمجتمعنا، هي ظاهرة الهجرة في اتجاهات مختلفة وتبعا لظروف اقتصادية وسياسية وتاريخية متعددة، حتى صار هذا الفعل جزء من سلوكات وثقافة الناس وحياتهم الاجتماعية.

وعلى مدى القرون الماضية، كانت هذه البقعة الجغرافية التي ننتمي إليها بمثابة نقطة جذب وانطلاق مختلف تيارات الهجرة حسب سياقات متباينة من فترة زمنية إلى أخرى، إلاّ أن التحولات التي أعقبت الفترة الحديثة جعلت، خاصة خلال الجزء الثاني من القرن الماضي، أصبحت معها منطقة الريف تعيش نزيفا بشريا تعزز مع اعتماد سياسة رسمية لتهجير أبناء الريف إلى بلدان متعددة، والرهان عليهم فقط فيما يتعلق بالتحويلات المالية وجلب العملة الصعبة.

فكثيرة هي الأعداد الوافدة على هذه المنطقة واستقرت بها وأصبحت جزء منه، كما هي كثيرة الأعداد والأفواج النازحة والتي هاجرت في اتجاه نقط استقبال متعددة، يبقى أهمها في الزمن الحاضر أوربا، وذلك لعد اعتبارات سياسية واقتصادية.

ومعلوم أن فعل الهجرة محكوم بعدة علاقات تتمحور كلها حول قابلية كل طرف، من أطراف الهجرة، لعلاقة التأثير والتأثر وبناء نموذج من الحضارات المشتركة القائمة على أساس التعايش والاندماج والاستقرار والاحترام المتبادل، رغم العديد من المشاكل التي رافقت هذه السنوات الطويلة من الهجرة.

في هذا السياق، من المفروض مساءلة عقود من هجرة المغاربة نحو اتجاهات مختلفة لاسيما منها أوربا التي استقبلت العديد من الأفواج منذ سنوات ستينات القرن الماضي.

مساءلة عقود من التفاعل اليومي والتبادل الثقافي بين شعوب مختلفة وأجيال متنوعة.مساءلة راهن الهجرة المغربية وتحديات الظرفية العالمية الحالية.

مساءلة الآفاق المستقبلية لفعل الهجرة بكل مستوياتها وأبعادها السياسية والثقافية والاقتصادية والوجدانية.

مساءلة الرؤية والسياسات الحكومية التي نهجتها الدولة طيلة العقود الماضية، ومدى نجاحها وقدرة هذه السياسات على استيعاب كل الأبعاد والقضايا المرتبطة بالهجرة نحو الخارج، بما في ذلك المشاركة السياسية للمغاربة.

إن الهجرة لم تعد بذلك المفهوم الذي كانت تحمله في السابق بحكم اعتبارات تتعلق بالتحولات التي جعلت الهجرة تتجاوز مفهومها ومدلولها التقليدي والكلاسيكي، الأمر الذي يطرح هدة اشكالات أخرى تتعلق بمداخل الحفاظ على الإرتباط بالبلد الأصلي، وبإشكاليات الإندماج في بلد الإقامة، وإشكالات أخرى ذات طبيعة ثقافية واجتماعية ودينية...


تعليق جديد

التعليقات المنشورة لا تعبر بأي حال عن رأي الموقع وسياسته التحريرية
شكرا لالتزام الموضوعية وعدم الإساءة والتجريح