المزيد من الأخبار






مراحيض بـ”210 مليون للواحدة” تدخل الخدمة بالرباط


مراحيض بـ”210 مليون للواحدة” تدخل الخدمة بالرباط
ناظورسيتي: متابعة

دخلت، أمس السبت، مجموعة من المراحيض الإلكترونية الأوتوماتيكية حيز الخدمة في عشر مناطق رئيسية بالعاصمة الرباط، مقابل درهم واحد لكل استخدام، في خطوة وصفتها السلطات بأنها تحسين للبنية التحتية العمومية وتعزيز للنظافة، بينما أثارت موجة من الانتقادات حول التكلفة وطريقة تنفيذ المشروع.

وتعمل هذه المراحيض بنظام أوتوماتيكي يقوم بفتح الأبواب وتنظيف وتعقيم المكان بعد كل استخدام، وتتوزع في محج الرياض، شارع عبد الكريم الخطيب، شارع عبد الرحيم بوعبيد، مستشفى الأطفال، فضاء OLM السويسي، مرآب شارع بورقراق، مرآب شارع المرسى، نزهة حسان، شارع المامونية وباب الحد. وتفتح المراحيض أبوابها من السابعة صباحًا حتى الثانية بعد منتصف الليل، مع حد أقصى لعشر دقائق لكل مستخدم.

وقد سبق تشغيل هذه المراحيض حملة تعريفية واسعة عبر لوحات إشهارية في شوارع الرباط، ما أثار استغراب البعض، معتبرين أن طبيعة المشروع لا تحتاج إلى تسويق، إذ إن المراحيض نفسها تقوم بالترويج لميزاتها من خلال عملها الذاتي.


لكن الجدل الأكبر دار حول تكلفة المشروع، التي بلغت 21 مليون درهم (2.1 مليار سنتيم) لإنشاء 11 مرحاضًا، أي ما يعادل حوالي 1.91 مليون درهم (191 مليون سنتيم) لكل مرحاض. وإذا اعتمدنا على المراحيض العشرة الموجودة على أرض الواقع، سترتفع تكلفة كل مرحاض إلى 2.1 مليون درهم (210 مليون سنتيم)، ما أثار تساؤلات حول جدوى هذه النفقات.

وانتقد عمر الحياني، المستشار بمجلس جماعة الرباط، ما وصفه بـ”الهدر المالي المشتبه به”، مشيرًا إلى أن طلب العروض لإنشاء 11 مرحاضًا بمبلغ يقارب 20 مليون درهم يثير تساؤلات جدية حول ارتفاع التكاليف بشكل غير مبرر. وقارن الحياني بالمشاريع المماثلة في الدار البيضاء، حيث تم إنشاء 60 مرحاضًا بمبلغ إجمالي 11 مليون درهم فقط، أي حوالي 185 ألف درهم (18.5 مليون سنتيم) للمرحاض الواحد، ما يعكس فجوة هائلة في الأسعار والمعايير.

وأضاف الحياني أن شركة الرباط للتهيئة، المكلفة بالمشروع وترأسها الوالي، غير خاضعة لرقابة المنتخبين، وتتصرّف منذ سنة 2014 في ميزانية ضخمة بلغت 9.4 مليار درهم، ما يثير شكوكا عميقة حول مسار إنفاق المال العام.


تعليق جديد

التعليقات المنشورة لا تعبر بأي حال عن رأي الموقع وسياسته التحريرية
شكرا لالتزام الموضوعية وعدم الإساءة والتجريح