المزيد من الأخبار






ماذا ينقص المدينة لتصير مدينة..... سياحية ؟


ماذا ينقص المدينة لتصير مدينة..... سياحية ؟
محمد بوتخريط..

كلما ارتجعت إلى ماضي المدينة ورغم بساطته، راودني شيء من القلق حيال المدينة ..

مدينة حزينة إلى حد الموت جافة جفاف سمائها من الأمطار ..

سمعت أصدقائي هناك بالامس يتحدثون...عن طاولة مستديرة.. حول موضوع "صناعة السياحة بإقليم الناظور!!! ضمن فعاليات افتتاح "مهرجانٍ للضحك" ،مثيرين سؤالا ضخما وأكبر من مهرجان الضحك نفسه : ماذا ينقص المدينة لتصير مدينة سياحية ؟ و متأبطين أسئلة أخرى كثيرة..

قد يبوا السؤال صعبا و الجواب عليه أصعب..

لكن أسئلة هؤلاء أصعب من أسئلة غيرهم ... ويعتمد تحديد درجة صعوبتهاعلى عمق معرفتهم بالمدينة وبكواليسها. وإن قلت أنا إن السؤال هو الأصعب فلست أقطع به، إنما هو رأيي الآن. لكني ألْفِت النظر إلى أن العالق في ذهني وضميري الذي سيبقى عالقًا هو الجواب المقنع وليس السؤال! لأن السؤال قد يبدو عاديّا ومشروعا مهما فكر القارئ في خلفيته.

تغيير وجه المدينة إلى الأحسن و تطوير إقتصادها و لو موسميا باستغلال ظروفها ، طبعا هو الجواب الذي قد يبدو صعبا ، لكن ليس بالأمر الصعب، فقط على المعنيين ( كل المعنيين) تخصيص بعض الوقت للجلوس سويا و طرح ذات السؤال: ماذا ينقصنا و نحن بوابة اروبا ؟

لنعيد السؤال بطريقة أخرى أسهل ..ماذا ينقص المدينة حتى تأخد نصيبها من هذا السوق السياحي الضخم المحيط بها من كل الجهات ؟ وعلى الاقل في فصل الصيف .

وهو السؤال الذي وجب على كل مسؤول في المدينة.. وأخص بالذكر هنا مسؤولي بلديتها و عمالتها و مجلسها الإقليمي، طرحه و البحث له عن جواب..على الأقل حتى لا تضيع المواسم الصيفية القادمة كما ضاعت التي سبقتها ، فالأمر أساسا و مبدئيا متعلق بالبنى التحتية للمنظومة السياحية و أهمها - ما تملكه المنطقة - الشواطئ ..من بوقانا وبويافر مرورا بأرشمان وسيدي البشير وليس انتهاء بقابو ياوا....

فتهيئة هذه الشواطئ والممتدة على كيلومترات وكيلومترات يجب ان تكون أولوية تفرض نفسها بنفس قدر أولوية تهيئة شوارع المدينة و مداخلها و البحث عن المساحات الخضراء و " إعادة إحيائها" وتهيئة كل الطرق المؤدية إلى كل متر يلامس مياه البحر...

و لأن المنظومة السياحية جسد واحد ، لابد من البحث عن" منابع" أخرى من تلك التي تتوفر عليها المنطقة ، و من حسن حظها أنها تتوفر كذلك على جبال رائعة ، يمكن لمسؤولي المدينة تهيئتها لتصبح أماكن سياحية، تشكل من جهة دخلا لقاطني هذه المناطق و من جهة أخرى عامل جذب سياحي للمدينة... فقط ،على هذه الاماكن أن لا تصير محكومة بمزاج "الرئيس" أو المحيطين به وضدا على المصالح العامة للمواطن..

لنا كل شيء، لنا البحار ولنا الجبال ولنا حتى العملة الصعبة .. و الناظور يعتبر أول مدينة في البلاد من حيث جلب العملة الصعبة ، أبناكها تعرف رواجا كبيرا أكثر من نظيراتها بالبلد كله ، نظرا لتدفقات العملة الصعبة من أروبا..عن طريق أبنائها.

وعلى هذه الاموال أن تدور وبما يسعد أهالي المدينة .. عليها أن تدور في الداخل بدل أن تهاجر الى المركز، عليها أن تُنفَق في مشاريع للمدينة بدل انفاقها على استيراد تصاميم أرقى المقاهي وأعلى العمارات واستزراعها عبر المدينة..

إن الريف كله ينتج لنا كل شيء لتلبية احتياجاتنا، لا لإرضاء جشع ناهبي المال العام و اللصوص وعصابات مافيا العقار التي حولت المدينة إلى ملكيات خاصة ، وفنادق ومراكز تجارية وأسواق حتى أصبح (التسوق) هو الوسيلة الوحيدة للترفيه في المدينة !!!.


تعليق جديد

التعليقات المنشورة لا تعبر بأي حال عن رأي الموقع وسياسته التحريرية
شكرا لالتزام الموضوعية وعدم الإساءة والتجريح