المزيد من الأخبار






مأساة.. صرخة سيدة من الناظور: ربيت ولدي المتبني لسنوات ودابا إلا خداوه مني غانموت والقانون بلا قلب


مأساة.. صرخة سيدة من الناظور: ربيت ولدي المتبني لسنوات ودابا إلا خداوه مني غانموت والقانون بلا قلب
ناظورسيتي - بدر. أ


لم تجد سيدة تدعى "فتيحة"، قاطنة بحي "إكوناف" بمدينة الناظور، سوى طرق أبواب الصحافة، لسرد قصة مأساوية، يعود تاريخ تفاصيلها إلى ما قبل خمس سنوات، حين بادرت إلى احتضان شقيقها الصغرى التي كانت قيد حياتها مصابة بمرض السرطان، الدّاء اللّعين الذي "جعل زوجها يتخلص منها برغم كونها حاملاً، وذلك برميها إلى منزل شقيقتها الكبرى"، على حـدّ وصف السّاردة.

فتيحة التي كانت تشتغل ممرضةً، قبل اِضطرارها للقعود عن العمل لأجل التفرغ لرعاية أختها المريضة، خصوصا وأنهما تعانيان من يُتمِ الأبوين ووحيدتان، تقول إن زوج شقيقتها عندما ألقى بها في الشارع، لم تجد سوى أختها الكبرى، لانتشالها من دوامة التشرد والضياع، بحيث تكفلت بها على مدى أعوامٍ، عانت خلالها الأمرّين، بسبب المرض الذي استلزم رحلة علاج باهظة التكاليف، زاد من تفاقمه قلّة ذات اليد.

وتواصل المتحدثة، بأن الزوج المعني، لم يكلف نفسه منذ سنوات حتى عناء السؤال عن أحوال زوجته المريضة بالسرطان، ولا عن إبنه الذي تركه في أحشائِها، بل بلغ بـه الأمر إلى حدّ التنازل عنه قانونيا لفائدة السيّدة فتيحة، بعد وفـاة شقيقتها التي هي زوجته بموجب عقد النكاح فحسب، إذ لم تسعد مثل قريناتها بعرسٍ، ولا بالنفقة لاحقا عقب الطلاق، "ولا هم يحزنون"، تردف فتيحة وهي تجهش بالبكاء غير متمالكةٍ لدموعها.

تتابع السيدة قائلة، إنه وبعد مرور ما يقرب ستِّ سنوات، عـاد زوج شقيقتها التي وافتها المنية قبل شهور، ليُطالب بعودة إبنه إلى أحضانه رغم تنازله عنه قانونيا في السابق، ورغم تكفلها بالرضيع منذ ولادته وإلى حد اللحظة التي يبلغ فيها خمس سنوات وثمانية أشهر بالتمام، مما أصبح إبنا لها مثلما كانت ترغب في ذلك أختها التي تركت لها وصية بتبنيه بعد رحيلها إلى مثواها الأخير.

قضية السيدة فتيحة، معروضة الآن على أنظار هيئة القضاء بمحاكم الناظور، بعد لجوء الوالد البيولوجي للمطالبة بإرجاع نجله، لذلك فهي تناشد كل الضمائر النابضة للإبقاء على الإبن في حضنها، سيما وأن الطفل يرفض بشدة اللّحاق بوالده للعيش في كنفه، ولا يعرف له أبًـا ولا أمّـا غير أمِّـه فتيحة منذ أن رأت عينه النّور أوّل مرة ومـا يزال، بل أصيب بأزمة نفسية، رغم حداثة سنّه، بسبب تهديده بالابتعاد عن أمه فتيحة.

وتكشف السيدة فتيحة، أن الوالد البيولوجي لإبنها المكنى "مصطفى"، ليس مؤهلا من أصله وبالمرة لتربيته ورعايته، نتيجةً لعدة اعتبارات شخصية وذاتية وأسرية، لذلك فهي تدعو إلى الوقوف بجانب أمٍّ مهددة بإبعاد إبنها عن حضنها غصباً بقوة القانون، القانون الذي - تسترسل السيدة فتيحة بنبرة باكية - "يمكنه أن يكون عادلاً في كل النوازل المطروحة أمامه، إلاّ أن يعدل في نازلتها المأساوية، لأن القانون لا يملك "قلبا"، تقول.




تعليق جديد

التعليقات المنشورة لا تعبر بأي حال عن رأي الموقع وسياسته التحريرية
شكرا لالتزام الموضوعية وعدم الإساءة والتجريح