
بـدر أعـراب
اِرتـأينا في حلقة اليوم من فقرة "وشم الذاكرة" التي اِعتدنـا من خلالها تسليط دائرة الضوء على نوستالجيات قديمة، كومضةٍ من ومضات الزّمن الناظوريّ والريفي الجميل، إحياءً لذكرى مشتركة، وإشعالاً لبريقٍ ممتـّدٍ إلى الذاكرة الجماعية التي تتقاسمها أهالي المنطقة، اِستحضار شخصية وإنْ كانت أجنبية، إلا أنها تعتبر ناظورية بإمتياز.
وجـزماً إنّ أغلب أبناء الناظور، ممّن كانوا صِبياناً فصاروا في راهن اليوم شباباً أو ممّن كانوا شبّانا فصاروا الآن شيباً، سيتذكرون ولا ريب سيّدة إسبانية كانت دومـا في منتهى ألقها وتأنقها، وعاشت بين ظهرانيّ الناظوريين أواسط الستينيات كبائعة تذاكر السينما ببلدة أزغنغان، تدعـى "كـارمـن".
الإسـبانية كارمن كتب عنها الباحث الناظوري "عبد الكريم زاو زاو" ضمن تدوينة منشورة على حسابه الشخصي بموقع فايسبوك، مرفقة بصورتين لها توثق مرحلة شبابها وشيبها "هي شابة في قمة النضارة ومسنة مع ذلك مازالت تحتفظ ببعض تقاسيم جمالها، لقد كانت راقية متأنقة ومتألقة، ومن النساء الرائعات، وكانت تأثث شوارع البلدة بطلعتها البهية".
وتـابع الباحث في تدوينته "كانت قمرا ينير البلدة التعيسة المعتمة والحالكة، بتنورتها القصيرة وأردافها البيضاء المكتنزة، وشعرها الأسود يتطاير على أكتافها، وكانت رهيفة الاحساس وحنونة، وياما توقف بعض الأشقياء الصغار أمام شباك السينما وفي يدهم عصافير حية ويطلبون منها تذكرة مجانية وإلا سوف يفصلون رأس العصافير في لقطة مرعبة، وغالبا ماكانت تستجيب لمكائد الصغار مرغمة".
وبعد عمرٍ طويل غادرت السيدة "كارمن" التي تعذر معرفة ما إذا كانت على قيد الحياة أم رحلت للأبد، لكنها ظلّت مُلهمة المخرج السينمائي الريفي محمد أمين العمراوي، بحيث حَـوَّل قصّة إرتباطها بتربة المنطقة وشغفها بالأهالي المحليين وعشقها الذي ألزمها المكوث هنا دهـراً، إلى مادة سينمائية صنع منها برفقة المنتج محمد بوزكو، منجزاً فنياً رائعاً تحت عنوان "أديوس كارمن"، وهو فيلم أفلح في حصد جوائز تلو الأخرى داخل أرض الوطن وخارجه، حتى أصبحت "كارمن" بفضل السينمائييْن العمراوي وبوزكو، وميضاً في الذّاكرة الجماعية لا يخفت ولا يخبـو..
اِرتـأينا في حلقة اليوم من فقرة "وشم الذاكرة" التي اِعتدنـا من خلالها تسليط دائرة الضوء على نوستالجيات قديمة، كومضةٍ من ومضات الزّمن الناظوريّ والريفي الجميل، إحياءً لذكرى مشتركة، وإشعالاً لبريقٍ ممتـّدٍ إلى الذاكرة الجماعية التي تتقاسمها أهالي المنطقة، اِستحضار شخصية وإنْ كانت أجنبية، إلا أنها تعتبر ناظورية بإمتياز.
وجـزماً إنّ أغلب أبناء الناظور، ممّن كانوا صِبياناً فصاروا في راهن اليوم شباباً أو ممّن كانوا شبّانا فصاروا الآن شيباً، سيتذكرون ولا ريب سيّدة إسبانية كانت دومـا في منتهى ألقها وتأنقها، وعاشت بين ظهرانيّ الناظوريين أواسط الستينيات كبائعة تذاكر السينما ببلدة أزغنغان، تدعـى "كـارمـن".
الإسـبانية كارمن كتب عنها الباحث الناظوري "عبد الكريم زاو زاو" ضمن تدوينة منشورة على حسابه الشخصي بموقع فايسبوك، مرفقة بصورتين لها توثق مرحلة شبابها وشيبها "هي شابة في قمة النضارة ومسنة مع ذلك مازالت تحتفظ ببعض تقاسيم جمالها، لقد كانت راقية متأنقة ومتألقة، ومن النساء الرائعات، وكانت تأثث شوارع البلدة بطلعتها البهية".
وتـابع الباحث في تدوينته "كانت قمرا ينير البلدة التعيسة المعتمة والحالكة، بتنورتها القصيرة وأردافها البيضاء المكتنزة، وشعرها الأسود يتطاير على أكتافها، وكانت رهيفة الاحساس وحنونة، وياما توقف بعض الأشقياء الصغار أمام شباك السينما وفي يدهم عصافير حية ويطلبون منها تذكرة مجانية وإلا سوف يفصلون رأس العصافير في لقطة مرعبة، وغالبا ماكانت تستجيب لمكائد الصغار مرغمة".
وبعد عمرٍ طويل غادرت السيدة "كارمن" التي تعذر معرفة ما إذا كانت على قيد الحياة أم رحلت للأبد، لكنها ظلّت مُلهمة المخرج السينمائي الريفي محمد أمين العمراوي، بحيث حَـوَّل قصّة إرتباطها بتربة المنطقة وشغفها بالأهالي المحليين وعشقها الذي ألزمها المكوث هنا دهـراً، إلى مادة سينمائية صنع منها برفقة المنتج محمد بوزكو، منجزاً فنياً رائعاً تحت عنوان "أديوس كارمن"، وهو فيلم أفلح في حصد جوائز تلو الأخرى داخل أرض الوطن وخارجه، حتى أصبحت "كارمن" بفضل السينمائييْن العمراوي وبوزكو، وميضاً في الذّاكرة الجماعية لا يخفت ولا يخبـو..

