المزيد من الأخبار






عيد الاستقلال.. ذاكرة وطن تتجدد وعهد على الوحدة والتنمية


عيد الاستقلال.. ذاكرة وطن تتجدد وعهد على الوحدة والتنمية
محمد الشرادي – بروكسل

تستحضر المملكة المغربية، بفخر واعتزاز، الذكرى السبعين لعيد استقلالها، وهي مناسبة تستعيد فيها الأمة صور التلاحم العميق بين العرش والشعب، ومسار النضال الطويل من أجل الحرية والكرامة واسترجاع السيادة الوطنية، ويعد هذا الحدث محطة فارقة في التاريخ المغربي الحديث لما يجسده من انتصار الإرادة الوطنية الصلبة التي واجهت الاحتلال بتعاضد ملوك المغرب وشعبه.

ويمثل الخطاب التاريخي الذي ألقاه جلالة الملك محمد الخامس رحمه الله بطنجة سنة 1947 إحدى اللحظات البارزة التي أكدت تشبث المغرب بوحدته الترابية وهويته الأصيلة، وهو الموقف الذي قابله المستعمر بنفي جلالته في غشت 1953، ما أشعل شرارة ثورة الملك والشعب ومهد لنهاية الحقبة الاستعمارية.

ويجسد تخليد هذه الذكرى اليوم اعتزاز المغاربة بقواتهم المسلحة الملكية، تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، لما تبذله من جهود متواصلة لصون الأمن والاستقرار وحماية الوحدة الترابية، ويعكس هذا الاحتفاء استمرار الشعب المغربي في مسيرة الكفاح والبناء، والانتقال من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر، جهاد استكمال الوحدة الترابية، وجهاد التنمية والتشييد والإعمار.

ويمضي هذا المسار الوطني الطموح تحت قيادة ملك حكيم جعل من المغرب نموذجا في التعايش والحرية والأمن، وسعى إلى ترسيخ دولة قوية ومتماسكة تتقدم بثبات نحو مستقبل تنموي واعد يليق بتضحيات أبنائها.

وفي هذا الإطار، شكل قرار مجلس الأمن رقم 2797 اعترافا دوليا جديدا بجدية ونجاعة مبادرة الحكم الذاتي، وترسيخا لسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية، وهو ما توج باعتماد يوم 31 أكتوبر عيدا للوحدة الوطنية.

إن تخليد عيد الاستقلال يظل مناسبة لتجديد العهد على الوفاء لقيم الوطن، وفرصة لحث الشباب على مواصلة مسيرة البناء والتنمية، ترسيخا لمغرب قوي وموحد ومزدهر، ثابت على مبادئه ومتشبث بثوابته وهويته، وذلك في ظل إمارة المؤمنين، الدرع الحصين لأمن الوطن واستقراره، والضامنة لوحدته وتوازنه، والحامية لثوابته الدينية وخصائصه الحضارية، وهو عهد يتجدد كل سنة، تأكيدا لإرادة جماعية تطمح إلى مغرب أكثر إشعاعا وتماسكا، قائم على الوحدة والتضامن والوفاء للماضي المجيد والمستقبل الواعد.


تعليق جديد

التعليقات المنشورة لا تعبر بأي حال عن رأي الموقع وسياسته التحريرية
شكرا لالتزام الموضوعية وعدم الإساءة والتجريح