المزيد من الأخبار






عندما يصبح سياسيو الناظور حْلايْقية


عندما يصبح سياسيو الناظور حْلايْقية
بقلم : محمد الطالبي

السياسة بالناظور، كلامٌ يَنْدَى له الجبين، فقد أصبحت شبيهة بمسرح شعبي يرتبط بالمبادرة والتلقائية، حيث يقوم أشخاص متمرسون على فن الحَكْي بالإيماء والسخرية والتَّحامُق والإدعاء والإضحاك.. هذا هو حال بعض السياسيين بالمدينة، يستغلون قربهم من المواطنين، من أجل ممارسة مواهبهم وطاقاتهم الفنية والاستعراضية مباشرة في فضاء عمومي.

وإذا عدنا إلى فن المسرح الشعبي أوما يطلق عليه بالعامية "الحْلْقَة"، فإن قوة الحلايْقي تكمن في قربه من الجمهور ورسم أحلام وهمية تجعل من ذلك الجمهور منوماً مغناطيسياً، وإلى حد بعيد يمكن أن نطلق هذا التعريف على السياسة بالناظور، وككاتب لهذا المقال أخجل حتى أن أقول أن مدينة الناظور لها سياسيين كباقي المدن الأخرى.

مستوى رديء جدا، وجهل تام بالأمور السياسية، هذا هو حال بعضهم، ولا يسألون عنا إلا في مواسم الانتخابات، وإذا إنتبهنا جيدا، نجد أن من يطلقون على أنفسهم "سياسيين" يقتبسون فقط فلسفلة "نيكولاي ماكيافيلي"، الذي يرى أن الحفاظ على السلطة يجب أن تتم بشتى الوسائل الممكنة، سواء كانت مشروعة أو غير مشروعة، وقد يصل الأمر أحيانا إلى المكر والخداع، لأن من يمارس الخداع حسب نظره، سيجد دائما بين الناس من يقبل أن ينخدع بسهولة، وبخلاصة، الغاية تبرر الوسيلة.

ما جعلني أكتب هذه المقالة، هو المستوى الضعيف لبعض المنتخبين الذين شاهدتهم في اللقاء الذي جمعهم بوزير النقل والتجهيز واللوجستيك، عبد العزيز الرباح، حيث برهن أسلوبهم في الكلام عن فقرهم في ممارسة الحوار السياسي، وعوض طرح أسئلة معقولة من أجل إيجاد حلول ناجعة لبعض المشاكل التي لازلنا نعاني منها والمتعلقة بذات القطاع، إقتصر هؤلاء فقط على التهريج وإستعمال أساليب وعبارات عامية لا علاقة لها بتاتا بمجال السياسة، ناهيك عن المدح المفرط للسيد الوزير.

فالسياسة لم تعد تلك الطريقة التي يتم بها تنظيم حياة الأفراد داخل مجتمع ما اعتمادا على مؤسسات مختلفة يتشكل منها جهاز الدولة. بل أصبحت مجرد أقاويل، ويرى فيها أحزابنا أن النقد"، و"العراك"، و"البهلوان"، وكل أنواع "الكلام البارد والساخن"، هو ما يطلبه الناس..

أحزابنا طغت عليها الأنانية، رغم وجود أشخاص طيبين وأكفاء، ففيها أيضا كثير من غير هؤلاء، وكما قال "أحمد إفزارن"، أحزابنا حولت الوطنية إلى شعار، والدين إلى طقوس، والعلاقات الإنسانية إلى مجرد تقاليد.. رفعت الجلسة.

talbi.nadorcity@gmail.com


تعليق جديد

التعليقات المنشورة لا تعبر بأي حال عن رأي الموقع وسياسته التحريرية
شكرا لالتزام الموضوعية وعدم الإساءة والتجريح