
رسالة عبد الكريم الخطاب إلى القائمقام السيد أحمد
حضرة القائمقام السيد أحمد... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بلغنا كتابكم. أهم شيء هو معرفة عدد المخلصين من المكافحين والغير المنتمين لحزب الإستقلال بالخصوص. يجب أن يعرف عددهم بالضبط. و أسلحتهم ونوعها وضباطهم بالأسماء.
وثانيا: العمل بما أمكن بالكتمان الشديد، والتظاهر بالمسالمة لبويشورذان وعدم الاتصال بالأشخاص اذا أمكن الا بواسطة ثقة، حتى لا يلاحظ عليكم أي نشاط، وتظاهروا بالغفلة مع التيقظ والحذر، ولكن مع مواصلة الاشتغال مواصلة لا تنقطع. واتخذوا من المخلصين وسائط تقوم مقامكم، والاتصال بهؤلاء الوسطاء يكون اذا أمكن ليلا وخارج البيوت وبعيدا عن العمران.
نحن متصلون من هنا بالسيد بوديح الموجود في طنجة طريق ريجينالد ليستر، وسنتصل يومه بأشخاص أخرين لأجل السعي لتأسيس مجلس وطني من الأغنياء والمتوسطين في الحال المخلصين، ليقوموا بادرة شؤن الجيش الذي يختار أفراده من المخلصين أيضا وغير منتمين للأحزاب كما قدمنا.
وقد وعدنا السيد المهدي بوديح بالعمل والمساعدة هو بعض الأخوان من الأغنياء، وهذا طبعا واجب كل أحد، وهذا وقت الجود بالمال والنفس، واذا كان الرجال الذين أشرتم اليهم في الجيش مستعدين للانفصال عن الملوثين بالحزبية، فلتعرف عددهم وقادتهم كما قدمنا، واختر واسط ثقة يصل بين السيد المذكور وبينهم، وليتفاهموا على الكيفية التي يمكن بها التموين مع الكتمان الشديد، ويجب أن يكون هذا التموين لا ينقطع، وأنت شخصيا ابتعد ما أمكن حتى لا تتهم بشيء.
ثم اعلم أننا كنا بدأنا الكلام في هذا الموضوع مع ابن الفقيه التمسماني ووصلتنا رسالة يومه منه يخبرنا فيها أنه سيزوركم، فتفاهموا حتى لا يحصل شي من الفوضى، اذ هو من الرجال الذين نعتمد عليهم في الشغل والثقة، والنشاط المتواصل، وأعتقد أن تفاهمكما واتفاقكما مع باقي المشتغلين الذين ستعرفونهم في المستقبل مع العمل بالكتمان الشديد دائما مما يساعد على الوصول للهدف المنشود، وكذلك السيد المهدي بوديح وقد كتبنا له مؤكدين على مواصلة النشاط كما أبرقنا له بيومين بتكذيب ما نشرته وريقة الكذب "الأمة" الناطقة بلسان حزب الفساد: من أنني تقابلت مع علال الفاسق.
وصرحت للأمركانيين بأني أؤيد حزبه المنهمك في افساد والأفساد والعيث، والقيام بالفضائح التي حدث هناك: في القصر الكبير والعرائش ومراكش إلى أن ضجت البلاد من هؤلاء الفساق الفجرة، وزدت على التكذيب أنني لست فقط لا أؤيده ولكن أنا لا أوافق على كل أعماله وسلوكه ولن اوافق أدبا، بل أنا سأحاربه بكل الوسائل، إلى الإنتصار المحقق.
ثم أعلم أيضا أنه يجب تجهيز قوة من الرجال المخلصين المختارين من جيش التحرير ومن غيره، وتمويلهم من مجلس الأغنياء البلدي الذي يجب أن نسعى في تأليفه بسرعة، اذ من مصلحة أغنيائنا دنيا وأخرى أن يجودوا بقسم من أموالهم ومكاسبهم، لأنشاء قوة كافية لحماية البلاد وتحرير الوطن من الأعداء داخلا وخارجا، ولنبدأ الأن بتكوين عدد لا يقل من خمسمائة يكون خارجا عن منطقة بورقعة، أي في منطقة الحزام ويكونوا مستعدين دائما لجميع الطوارئ، ويشتغلون في نفس الوقت بمناوشة أزقيقا "أفرنسيس"، أما اذا عجز اخواننا عن تكوين هذا المجلس لصالح البلاد، ولصالحهم الشخصي، واذا عجزنا عن تمويل هذا الجيش الصغير الذي سيكون نواة في القريب العاجل لجيش أكبر، وهو غلط منهم وجريمة لا تغتفر، وسيندمون حيث لا ينفعهم الندم، لأننا ان شاء الله سنجتهد في تمويله من عندنا، وعللى كل حال فيجب الاسراع للعمل، وبد مدة وجيزة سنكاتبهم بناء على جوابكم ان كان سلموا منا على جميع الإخوان، وعلى والدكم وعلى قدماء المحاربين جميعا، ويوم الجمعة القادم ان شاء الله سأعقد مؤتمرا صحفيا، وستطلعون عليه بواسطة الجرائد أو الإذاعات وسلموا على الذي ذكرتموه في كتابكم، وإلى اللقاء
16-05-1956 التوقيع عمت تعلمونه محمد عبد الكريم الخطابي
من كتاب الهيئة الريفية ملف وثائقي
حضرة القائمقام السيد أحمد... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بلغنا كتابكم. أهم شيء هو معرفة عدد المخلصين من المكافحين والغير المنتمين لحزب الإستقلال بالخصوص. يجب أن يعرف عددهم بالضبط. و أسلحتهم ونوعها وضباطهم بالأسماء.
وثانيا: العمل بما أمكن بالكتمان الشديد، والتظاهر بالمسالمة لبويشورذان وعدم الاتصال بالأشخاص اذا أمكن الا بواسطة ثقة، حتى لا يلاحظ عليكم أي نشاط، وتظاهروا بالغفلة مع التيقظ والحذر، ولكن مع مواصلة الاشتغال مواصلة لا تنقطع. واتخذوا من المخلصين وسائط تقوم مقامكم، والاتصال بهؤلاء الوسطاء يكون اذا أمكن ليلا وخارج البيوت وبعيدا عن العمران.
نحن متصلون من هنا بالسيد بوديح الموجود في طنجة طريق ريجينالد ليستر، وسنتصل يومه بأشخاص أخرين لأجل السعي لتأسيس مجلس وطني من الأغنياء والمتوسطين في الحال المخلصين، ليقوموا بادرة شؤن الجيش الذي يختار أفراده من المخلصين أيضا وغير منتمين للأحزاب كما قدمنا.
وقد وعدنا السيد المهدي بوديح بالعمل والمساعدة هو بعض الأخوان من الأغنياء، وهذا طبعا واجب كل أحد، وهذا وقت الجود بالمال والنفس، واذا كان الرجال الذين أشرتم اليهم في الجيش مستعدين للانفصال عن الملوثين بالحزبية، فلتعرف عددهم وقادتهم كما قدمنا، واختر واسط ثقة يصل بين السيد المذكور وبينهم، وليتفاهموا على الكيفية التي يمكن بها التموين مع الكتمان الشديد، ويجب أن يكون هذا التموين لا ينقطع، وأنت شخصيا ابتعد ما أمكن حتى لا تتهم بشيء.
ثم اعلم أننا كنا بدأنا الكلام في هذا الموضوع مع ابن الفقيه التمسماني ووصلتنا رسالة يومه منه يخبرنا فيها أنه سيزوركم، فتفاهموا حتى لا يحصل شي من الفوضى، اذ هو من الرجال الذين نعتمد عليهم في الشغل والثقة، والنشاط المتواصل، وأعتقد أن تفاهمكما واتفاقكما مع باقي المشتغلين الذين ستعرفونهم في المستقبل مع العمل بالكتمان الشديد دائما مما يساعد على الوصول للهدف المنشود، وكذلك السيد المهدي بوديح وقد كتبنا له مؤكدين على مواصلة النشاط كما أبرقنا له بيومين بتكذيب ما نشرته وريقة الكذب "الأمة" الناطقة بلسان حزب الفساد: من أنني تقابلت مع علال الفاسق.
وصرحت للأمركانيين بأني أؤيد حزبه المنهمك في افساد والأفساد والعيث، والقيام بالفضائح التي حدث هناك: في القصر الكبير والعرائش ومراكش إلى أن ضجت البلاد من هؤلاء الفساق الفجرة، وزدت على التكذيب أنني لست فقط لا أؤيده ولكن أنا لا أوافق على كل أعماله وسلوكه ولن اوافق أدبا، بل أنا سأحاربه بكل الوسائل، إلى الإنتصار المحقق.
ثم أعلم أيضا أنه يجب تجهيز قوة من الرجال المخلصين المختارين من جيش التحرير ومن غيره، وتمويلهم من مجلس الأغنياء البلدي الذي يجب أن نسعى في تأليفه بسرعة، اذ من مصلحة أغنيائنا دنيا وأخرى أن يجودوا بقسم من أموالهم ومكاسبهم، لأنشاء قوة كافية لحماية البلاد وتحرير الوطن من الأعداء داخلا وخارجا، ولنبدأ الأن بتكوين عدد لا يقل من خمسمائة يكون خارجا عن منطقة بورقعة، أي في منطقة الحزام ويكونوا مستعدين دائما لجميع الطوارئ، ويشتغلون في نفس الوقت بمناوشة أزقيقا "أفرنسيس"، أما اذا عجز اخواننا عن تكوين هذا المجلس لصالح البلاد، ولصالحهم الشخصي، واذا عجزنا عن تمويل هذا الجيش الصغير الذي سيكون نواة في القريب العاجل لجيش أكبر، وهو غلط منهم وجريمة لا تغتفر، وسيندمون حيث لا ينفعهم الندم، لأننا ان شاء الله سنجتهد في تمويله من عندنا، وعللى كل حال فيجب الاسراع للعمل، وبد مدة وجيزة سنكاتبهم بناء على جوابكم ان كان سلموا منا على جميع الإخوان، وعلى والدكم وعلى قدماء المحاربين جميعا، ويوم الجمعة القادم ان شاء الله سأعقد مؤتمرا صحفيا، وستطلعون عليه بواسطة الجرائد أو الإذاعات وسلموا على الذي ذكرتموه في كتابكم، وإلى اللقاء
16-05-1956 التوقيع عمت تعلمونه محمد عبد الكريم الخطابي
من كتاب الهيئة الريفية ملف وثائقي