المزيد من الأخبار






سياسيون وإعلاميون يعلّقون على مبادرة سليمان حوليش جمع الأزبال بيديْه


سياسيون وإعلاميون يعلّقون على مبادرة سليمان حوليش جمع الأزبال بيديْه
إعداد: بدر أعراب

بادرت الجريدة الإلكترونية "ناظورسيتي"، إلى إستجواب مجموعة من السياسيين والنخبويين، بغية معرفة رأيهم حول المبادرة التي قام بها أخيراُ، سليمان حوليش رئيس بلدية الناظور، المتمثلة في خوضه حملة نظافة توعوية وتحسيسية لم يتردّد خلالها عن جمع النفايات شخصيا وبيديْه، في خطوة غير مسبوقة في تاريخ المجالس المحلية بالمغرب حيث خلفت صدى على أوسع نطاق سرعان ما تلقفتها منابر الإعلام الوطنية.. آراء المستجوبين لم تخرج في عموميتها، عن دائرة ما رددته الأصداء إذ اِنقسمت إلى صفين، صفٌ يرى أنها خطوة إيجابية من حيث كونها ساعية إلى ترسيخ ثقافة جديدة لدى المواطن، ورامية في آن، إلى تكريس مفهوم جديد عن موقع المسؤولية، في حين صفٌ آخر يرى أن الأمر لا يتخطّى كونه مجرد شعبوية زائدة عن حدودها.. عموما كانت آراء نماذج من النخبة المثقفة على الشكل الآتي:

سليمة فرجي (نائبة برلمانية عن إقليم وجدة):

مبادرة رئيس الجماعة الحضرية بالناظور، المتمثلة في خوضه حملة نظافة بصفة شخصية، تحمل دلالات ورسائل إلى كل من يهمه الأمر، على اعتبار أنّ الشأن المحلي لئن كان من اِختصاص المنتخبين الجماعيين، فإنه إذاً لم يقترن بثقافة التغيير من أجل الأفضل وبمنظومة قيم دون الإقتصار على منظومة نصوص، وتغليب المصلحة العامة على الخاصة، وتحسيس المواطن بمسؤوليته في السهر على مكتسبات محيطه وبيئته، وحثه على تغيير الثقافة السائدة في مجتمعاتنا والمتمثلة في الحرص على تنظيف البيوت والمنازل ورمي النفايات في الأزقة والشوارع؛

إن برامج الجماعات الرامية إلى خدمة الشأن المحلي والإرتقاء بمستوى المدن إلى مستوى الحواضر النظيفة تبقى مبتورة وعديمة الجدوى، لكون المجهود المبذول في هذا الشأن لم يقترن بثقافة مواطن لم يستوعب أن ظروف العيش الكريم في بيئة سليمة ونظيفة، تشمل البيت من جهة والمدينة ككل من جهة أخرى.

لذلك لما يعمد رئيس جماعة إلى المشاركة في حملة النظافة، فإنه يعطي العبرة للآخرين من أجل الحرص على نظافة المدينة وجمع النفايات من جهة، إنسجاما مع سياسة الجماعة الهادفة إلى التغيير ونبذ قاعدة إبقاء ما كان على ما كان من جهة، وتمرير رسالة مفادها أن عهد التسيب والعجرفة والصمود على الكراسي، قد ولىّ وحلّ محله عهد جديد يلزم القائم على الشأن المحلي بالتفقد الميداني وتحسيس المواطنين بضرورة الانخراط في تغيير شكل المدينة من جهة، وتغيير العقليات وتبني ثقافة الصالح العام من جهة أخرى؛ فتحياتنا الخالصة للسيد الرئيس ومتمنياتنا له بالنجاح من أجل تغيير نحو الأفضل من أجل الناظور غداً وبكل ثقة.

ليلى أحيكم (فاعلة سياسية ومدنية):

على العموم مبادرة سليمان حوليش بجمع النفايات شخصيا، هي مبادرة تستحق التشجيع وكنت سأستجيب لها لو تمت دعوتي إليها، لكن في اعتقادي أن هذه المبادرة تبقى غير كافية، على اعتبار أن مشكل قطاع النظافة بالمدينة وتدبير نفاياتها، أكبر من أن ينزل رئيس المجلس البلدي ونوابه إلى الشارع لجمع النفايات.

المشكل الحقيقي يكمن في ضرورة دفع مستحقات الشركة المكلفة بتدبير النفايات بالمدينة، لأنها تشغل عددا كبيرا من العمال الذين لا يمكنهم العمل دون أن يتم دفع مستحقاتهم المالية، وآمل من مكتب المجلس البلدي الحالي أن يسير في اتجاه دفع تلك المستحقات المتأخرة وتعود شوارع المدينة وأحياؤها إلى نظافتها.

صلاح العبوضي (فاعل سياسي وعضو سابق بمجلس الجهة الشرقية):

في البداية، لابد من الإشارة إلى أن مهمة رئيس المجلس البلدي تطوعٌ وتكليف وليس تشريفاً، وإن الأصل في التنمية هو المواطن، وخروج حوليش للشارع بهدف المساهمة في نظافة المدينة، هي رسالة وإشارة لسكان المدينة بأن التنمية المحلية هي مهمة المواطن أولا، أما المجلس فهو جهاز ينفذ قرارات المواطن.

حوليش بهذه المبادرة، فتح باب المبادرات التطوعية، في اتجاه المنتخبين والمجتمع المدني في أفق إشراك الجميع في المساهمة في تسيير المدينة، وطبعا حوليش وحده لا يستطيع إنقاذ المدينة من الأزبال في غياب قيم المواطن والتضامن بين الجميع، وعليه أعتبر خطوة حوليش إشارة إيجابية، لكن تحتاج إلى تنظيم وإعداد قبلي ليساهم فيها الجميع؛ إضافة إلى كل هذا، فحوليش كسر عادة الرئيس الغائب دائماً، وأتمنى أن يكون دائماً قريبا من المواطنين.

محمد بولخريف (إعلامي مقيم بالدانمارك):

من زاويتي ومن موقعي، أرى القضية بنظرة مختلفة، فذلك ليس بمهام رئيس البلدية، على اعتبار أن الرئيس يخطط ويأمر بالفعل.

وعليه، فيجب أن يكون تنظيف المدينة على يد المعنيين بالأمر، لأن حتى تلك الزبالة، لها طرقها في التصنيف والإفراز.. أمر جدّ عادي إذا لم تقم الشركة الموكلة في هذه الفترة بمهامها فيجوز فسخ العقد واستبدالها بشركة اخرى، فأنا جد متأكد بأن نفس الشركة في مليلية مثلاً، مستعدة لتغطي قطاع كامل إقليم الناظور، مع العلم أن الناظور مدينة ثرية.

وأيضا يجب فرض رسوم أكثر على المواطنين لأن 1000 درهم في السنة، هو مبلغ جد ضعيف، مقارنة بالمنازل التي يمتلكونها تتعدى 200 مليون سنتيم، أما خرجات الرئيس وجمع النفايات، فهذه تمثيلية وعمل صبياني واستمرار في اِستحمار واِستبغال الشعب.

محمد بوتخريط (كاتب صحفي مقيم بهولندا):

لقد اصبح فعلا من الصعب جدا أن نجد شارعا نظيفاً في الناظور؛ والحال يغنى عن السؤال؛ النفايات منتشرة في كل مكان، تملا شوارع المدينة وازقتها واسواقها فلا المجالس البلدية والجماعية المتعاقبة بقادرة على حل هذه المعضلة، ولا المواطن الذي لا يكلف نفسه برفعها ورميها بالأماكن المخصصة لها.

هي ربما ذات الصورة "القاتمة" التي دفعت بسليمان حوليش رئيس مجلس بلدية الناظور، لتنظيم هذه الحملة والغير مسبوقة في تاريخ المدينة، لإشاعة ثقافة النظافة بين السكان؛ هذا السلوك الحضاري الذي لا ينتقص من قيمة الانسان كما هو مشاع احيانا؛ هي مبادرة شجاعة نثمنها ونشجعها و ندعو لدعمها.

كونها أولا موقفا شجاعا؛ فخروج رئيس مجلس بلدية، إلى شوارع وأزقة المدينة، من أجل جمع النفايات المتراكمة على جنباتها وبيديْه، يعتبر فعلا موقفا حضاريا؛ نموذجا يجب أن يقتدي به الجميع من مسئولين وموظفين ومواطنين للحفاظ على نظافة المدينة.

وثانيا..كونها تشجع على تعزيز مفهوم العمل التطوعي لدى السكان؛ ثم بالتالي نشر ثقافة العمل التطوعي في مجتمع المدينة بأكمله؛ أتمنى فقط أن لا تبقى ذات المبادرة مجرد حملة ليوم واحد وينتهي الأمر، يجب أن يكون الهدف الأساسي منها هو توعية المواطنين؛ فهي فعلا حملة مهمة وجميلة وفيها شعور بالمسؤولية، لكن أخاف أن تفتقر -مستقبلا- إلى العمل الميداني المتواصل.

ثم لا بد الإشارة كذلك إلى أنه حتى ننعم فعلا بنظافة حقيقية في مدينتنا لابد كذلك أن تتوفر كل الامكانيات التي تسمح بتنظيف الشوارع وإلقاء النفايات في الأماكن المخصصة والتي يجب أن تعم كل زقاق وشارع.

وأخيرا وليس بالأخير، يبقى الأهم من كل هذا هو: هل غيرت حملة النظافة هذه شيئا في فكر المواطن الناظوري..؟ وهل نجحت في تشكيل وعي لديه بأهمية تنظيف المدينة وعدم الاتكال على البلديات وعمال النظافة فقط..؟

سياسيون وإعلاميون يعلّقون على مبادرة سليمان حوليش جمع الأزبال بيديْه
نبيل بوحميدي (باحث في الشؤون القانونية):

الأمر يتعلق بمبادرة رمزية، يقينا هي ليست بحل، إلا أنها تحمل في طياتها رسائل إيجابية؛ طبعا هناك من سيقرأها بطريقة سلبية، لكن قوة المبادرة تتجاوز سلبية المواقف، فهي بداية موجهة لذوي المواقف السلبية ليتجاوزوا مجرد التعليق الشعبوي وتحقيق الفعل الإيجابي.

هي بادرة سيلتقطها ذوي النيات الحسنة في تحقيق الأصلح للمدينة، وهي بشكل أو بآخر لها وجهان وجه يبين لمواطني المدينة أن اليوم من يوجد بمنصب الرئاسة يعي بشكل مباشر عمق مشاكل المدينة، ووجه يبين لساسة هاته المدينة أنه على قدر تكوينهم كانوا فاشلين، وأن النجاح في تدبير الشأن المحلي لا يمكن أن تصنعه الدبلومات أو الأقدمية السياسية.

فقط يجب عدم الغوص في مثل هذه المبادرات كمنهجية عمل، والإكتفاء بها كفعل توعوي يوجه الرسائل للجميع ساسة ومواطنين قصد تظافر الجهود لصنع خطة عمل حقيقية لسحب المدينة من مشاكلها المتراكمة كتراكم أزبالها لسنوات.

سياسيون وإعلاميون يعلّقون على مبادرة سليمان حوليش جمع الأزبال بيديْه
الخضر الورياشي (كاتب):

ليس غريباً على السيد "سليمان حوليش"، نزولُه إلى الشارع العام، واختلاطُه بأفراد المجتمع، وعملُه معهم يداً بيدٍ؛ فكم من مرةٍ شاهدتُهُ بعيْنيَّ يمشي وراء نعْشِ أحد الفقراء، ويحضُرُ دفْنه في المقابر، بل ويُهيلُ على جثمانه الترابَ بنفْسِهِ، وأكادُ أقولُ إنّهُ "الوحيدُ" من الشخصيات البارزة، في مدينة الناظور، من يقوم بهذا العمل الصالح. لذا، أقول مرة أخرى، ليس غريباً أن ينهضَ ويقوم بحملة تحسيسية، تتعلق بالنظافة في مدينة الناظور.

فالرجل "شعبيٌّ" في تفكيره، وسلوكه، وكلامه، وانفعالاته، وأفعاله، وردود أفعاله، ولا يعيبُهُ ذلك، ولا يُنقِصُ من قدْرِه، بل على العكس، يضاعفُ من درجة "شعبيته"، ويزيدُ من رصيد إعجاب الناس به، وليس كل الناس طبْعاً، بل الذين مثله، "شعبيون"..

أما الذين يأخذون عليه هذا الأمْرَ، وينتقدونه، ويشكُّون في نواياه، ويزيدون في الكلام، ويُؤَوِّلون أفعالَه يميناً وشمالاً، فأولئك لا يعجبهم العجبُ، ولا يرْضوْن بشعبان أو رجب؛ أمّا نحن فحسْبُنا أن نحْكُم عليه بظاهره، و"ظاهرُه" أفضل من "ظواهر" كثيرين غيره، لا يعملون ويسوؤُهم أن يعملَ غيرُهم.


تعليق جديد

التعليقات المنشورة لا تعبر بأي حال عن رأي الموقع وسياسته التحريرية
شكرا لالتزام الموضوعية وعدم الإساءة والتجريح