المزيد من الأخبار






زيارة الولي الصالح سيدي بوداود في إطار ندوة مؤسسة الريف للفكر والحوار


زيارة الولي الصالح سيدي بوداود في إطار ندوة مؤسسة الريف للفكر والحوار
ناظورسيتي: م.س

في إطار فعاليات الندوة العلمية التي نظمتها مؤسسة الريف للفكر والحوار حول صلحاء الريف والقيم الانسانية التي كرسوا حياتهم من اجلها، كانت للمؤسسة يوم 17 ماي 2015 زيارة إلى الوالي الصالح المعروف عند أهل المنطقة ب"سيدي بوداود" الكائن بمنطقة تمسمان ، والمذكور في كتاب "المقصد الشريف والمنزع اللطيف في التعريف بصلحاء الريف" لصاحبه عبد الحق الباديسي" بابوداود مزاحم، وهو من بين الصلحاء الأوائل المستقرين بحوز الريف .

فقد جاء في تعريف عبد الحق الباديسي للولي الصالح أبو داود ب" القطب العارف الولي، ذو الفضل الظاهر الجلي والقدر السمي العلي، جابر الكسر، والمنقذ من الأسر، المتعطف المتلطف الراحم، كان رحمه الله تعالى من كيس الكرامات منفقا، وبذوي الرياضة مرفقا، وعلى المحتاجين مشفقا".

هكذا بتوقفنا بدوار "حذيذ " على الطريق الساحلي وصعودنا مشيا نحو التلة المشرفة على خليج الحسيمة ، وبالضبط دوار " اجيار" نجد ضريح أبو داود مزاحم ، ومكان الرابطة التي أسسها، والتي كانت نبراسا يستضيء بها أهل الريف، وقلعة تحمي الحدود وتقوي الإيمان وتجمع الزهاد في العلم وفي الجهاد حسب ما جاءت به المصادر التاريخية . فقد جاء _ يوم الزيارة _ على لسان أهل القرية الكائن بها الضريح ما بلغهم عن طريق السماع بان الولي كان من الذاكرين لله كثيرا، لاينقطع عن تلاوة القرآن ليلا نهارا لا في قيامه ولا في مشيه ولا في قعوده له كرامات في شفاء المرضى، وإغاثة المحتاج ، الرحمة والشفقة، الوسطية التواصل مع الأخر، النفور من العنف، ناهيك عن أدواره الجهادية والسياسية، والاجتماعية في إصلاح ذات البين ونبذ الشقاق والفرقة بين الأهل .

فوقفت الفعاليات المشاركة في الزيارة عند عتبة الضريح الذي يرقد فيه الولي الصالح، واطلعت على دقة وحرفية هندسته ، فالمهارة الفنية العالية التي شيدته تضاهي تقنيات الهندسة المعمارية الحديثة في بناء القبب والأقواس ومختلف الأشكال الزخرفية البديعة الأخرى التي يحتويها الضريح حسب ما أكده المهندس المعماري المهتم بالتراث المعماري ودراسة الفضاءات التاريخية السيد محمد الشيخ، الذي قدم شروحات تفصيلية في تأصيله لتاريخ بنائه، فللضريح قبة، ونوافذ مصغرة مرتفعة مفتوحة على الجوانب الأربعة، ذو أرضية رصفت بزليج يعود إلى العهد الأندلسي، يحتوي على تابوت مغطى بأثواب. إلى جانبه بنيت مسجد بالمواد التقليدية مازالت تؤدي وظيفتها إلى يومنا هذا، يحيط بهما غطاء نباتي كثيف ومتنوع يجد حمايته في حرمة المكان المترسخة والمتجذرة في أذهان الساكنة .

وفي طريقنا إلى الولي الصالح سيدي بوداود ، قام المشاركون والمشاركات بزيارة الولي الصالح "سيدي محند وعري" الكائن ضريحه بمقبرة المجاهدين بأجدير، والذي قامت بلدية أجدير مؤخرا بترميمه وإصلاحه. فبعين المكان قدم الأستاذ والباحث في التاريخ السيد عبد الحميد الرايس شروحات حول الولي الصالح وكراماته، والقيم الإنسانية التي عمل على إشاعتها وغرسها في المجتمع والإنسان اتقاء لشر الغلو ونبذ العنف،وسموا بقيم التسامح، الوسطية، الاعتدال، التآزر، الرحمة، قبول الأخر والتواصل معه... وهي قيم طبعت الخصوصية المغربية على مر التاريخ.

























تعليق جديد

التعليقات المنشورة لا تعبر بأي حال عن رأي الموقع وسياسته التحريرية
شكرا لالتزام الموضوعية وعدم الإساءة والتجريح