المزيد من الأخبار






رمسيس بولعيون يكتب: من فضلكم لا تتزايدو علينا في الوطنية


رمسيس بولعيون يكتب: من فضلكم لا تتزايدو علينا في الوطنية
بقلم: رمسيس بولعيون

في كثير من الأحيان يجد الواحد نفسه مجبرا على الكتابة في أمور هي في الأصل واضحة وضوح الشمس، لكن بعض الأشخاص يجعلون المرء يخرج عن صمته للحديث مرغما، من أجل وضع النقاط على الحروف بغرض الحد من كل التأويلات الواهية التي ينعدم فيها أي حسّ للمنطق.

في الأيام الأخير، تلقيتُ شخصيا وابلا من السبّ والشّتم وتهديدات لا تعّد ولا تحصى، بسبب تغطيتي للإحتجاجات التي عرفتها حاضرة الحسيمة، ولم أُعر أيا منها أي اِهتمام، واعتبرت الأمر لا يعدو كونه مجرد مراهقة من لدن أشخاص لا يفهمون معنى الاختلاف، ولا يدركون أهمية "أن نختلف" في بلادنا التي تعيش مرحلة البناء الديمقراطي والمأسسة والتغيير، لكن بعدما وصل الأمر بالبعض حدّ التخوين وتوزيع صكّ لاتهام بالعمالة، وخدمة أجندة انفصالية وكتابة مقال في أحد المواقع، كان لا مناص من الخروج عن الصمت والكلام على هذا المستوى، بالنظر إلى كونه يعّد مساسا بشخصي بالدرجة الأولى وفي شرفي وكرامتي التي هي فوق كل اعتبار.

عموما، دعونا نوّضح المسألة "بالخُوشيبات"، فالوطن يا سادة بالنسبة لي، خطٌّ أحمر لا يمكن تجاوزه ولا المساس به كيفما كان الحال، إذ قد نختلف في جملة من الأمور، مع مجموعة من التوجهات، حول مجموعة من القضايا، وكذا عن طريقة الدفاع عنها والمطالبة بها؛ لكن ليس هناك مجال للإختلاف ولا الخلاف في قضية الوحدة الوطنية، فالمغرب من طنجة إلى الكويرة وطنٌ واحد، ونؤكدها في كل مناسبة ومن دون مناسبة، كما نؤكد استعدادنا للموت من أجله، أيْ نعم مستعدون للتضحية بالغالي والنفيس صِدقاً، كما فعل أجدادنا من قبلنا، ولسنا هنا ألسنتنا تلوك أي كلام.

وإذا كان البعض يريد التزايد علينا في مسألة الوطنية، فقد أخطأ هذه المرة العنوان، وما عليه إلا ممارسة محاكم التفتيش عن النوايا وما تضمره الأفئدة والقلوب مكان آخر، حيث أعداء الوطن الحقيقيين، أما نحن فهذا وطننا وهنا سنموت على ترابه كما استنبتتنا من قبل، وإذا كان بالنسبة إليهم سهلا القول أننا نحب الوطن، فنحن نعبّر عن حبّنا للوطن على أرض الواقع وبالممارسة والمساهمة في العمل من أجل بنائه وإعلاء رايته خفاقة في السماء، إيمانا منا أنه من الأجدر العطاء أكثر من الأخذ وليس العكس إطلاقا، كما يفعل من يتشدق علينا بمزاعمه المغرضة.

ها هنا يا سادة أقف لأنهي هذا النقاش بالقول، ليس الحق مخولا لأحد بأن يتزايد علينا في وطنيتنا ويعطينا دروسا في الوطنية التي تجري مجرى الدم في عروقنا، وإن كان أي استهداف من أي جهة للوطن، فلا جدال ولا نقاش في كوننا سنصطف كالمرصاد في الصفوف الأمامية للانبراء وللدفاع عنه، لأن الوطن أكبر منا جميعا، أكبر منّا يا سادة..

وكما يختتم صديق عزيز كلامه أقول رفعة الجلسة.


تعليق جديد

التعليقات المنشورة لا تعبر بأي حال عن رأي الموقع وسياسته التحريرية
شكرا لالتزام الموضوعية وعدم الإساءة والتجريح