المزيد من الأخبار






رمسيس بولعيون يكتب.. كل شيء بخير في الناظور يا اخنوش… فلماذا أزعجت نفسك


بقلم: رمسيس بولعيون

كلُّ شيءٍ بخيرٍ في الناظور يا أخنوش، يا رئيس الحكومة ورئيس حزبك، فلماذا تكلّفت عناء النزول في يومٍ ممطر، مصحوبًا بموكب وزاري يشبه جنازةً رسمية لإنجازات لم تولد أصلًا؟
كان يكفيك أن تبقى حيث أنت، فنحن هنا لا نحتاج من يقنعنا، لأننا نعيش الاقتناع يوميًا، نلمسه، نشمه، ونتعثر فيه.
نراه، لكن من زاوية الضحية، لا من زاوية المنصة التي أوهموك بها.

كلُّ شيءٍ بخير يا اخنوش...

بدليل أننا نملك مستشفىً عموميًا عظيمًا، عظمةً حقيقية، حتى إن عظامه تعود إلى عهد الاستعمار.
مستشفى الحسني يستقبل آلاف المرضى، لا ليستشفوا، بل ليتدرّبوا على الصبر، على الانتظار، وعلى الموت المؤجل.
أطباء؟ قليلون.
ممرضون؟ أقل.
بناية؟ أقرب إلى إسطبلٍ تاريخيٍّ مُصنّف.
ومع ذلك نفخر، لأن وزيرًا في حكومتكم قال إن لدينا مستشفى خاصًا للسرطان…
ربما يقصد الهواء، فنحن فعلًا نتنفس السرطان مجانًا.

كلُّ شيءٍ بخير يا أخونش

بدليل أننا نملك ملعبًا بلديًا بمدرجٍ واحد، هندسة عبقرية لا توجد حتى في ملاعب القرن التاسع عشر.
ملعب يصلح لكل شيء، إلا لكرة القدم.
وإن نزل المطر "وقد نزل" يتحول إلى مسبحٍ أولمبي لرياضة الغطس في الوحل.
ومع ذلك، استكثر علينا وزيركم ملعبًا جديدًا، وكاد الحلم أن يُدفن لولا أن تدخلت سلطة أخرى، أقل حبًا للخطابات وأكثر تعلقًا بالعمل.

كلُّ شيءٍ بخير يا اخنوش...

بدليل أن شباب الناظور لا يعاني من البطالة، ولا يحتاج لمعامل ولا لمصانع ولا لفرص الشغل، لأنه ببساطة لم يعد هنا.
منهم من هاجر عبر البحر، ومنهم من بقي تحت البحر، ومنهم من ينتظر دوره في طابور اليأس.
ومن يطلب وظيفة وشغل بالناظور، هم فقط من ينتمون لحزبك يترقبون..
من سيدخل الوزارة؟
من سيُكافأ؟
ومن سيحصل على نصيبه من فتات الولاء؟

كلُّ شيءٍ بخير يا أخنوش...

بدليل أننا نملك مركبًا ثقافيًا فريدًا من نوعه، يمكنه احتضان أكبر التظاهرات الدولية في مجال… المراحيض.
بناية جرى تجميلها، لكن الروائح أقوى من الصباغة.
مركب لا تؤمنون به أنتم أنفسكم، فلا تنظمون فيه لقاءاتكم، لأن السياسة عندكم تحتاج "تريتور" وفي مركبنا الثقافي لا نملك "تريتور"، والثقافة هنا لا تُطعم، كما تطعمون.

كلُّ شيءٍ بخير يا أخنوش...

بدليل أن طرقنا محفّرة بما يكفي للمشاركة في بطولة العالم للأقاليم المثقوبة.
نحن لا نحتاج بنية تحتية، نحن نحتاج حَكَمًا دوليًا ليعترف بعدد الحفر.
أما الطريق السيار، فلم يكن ابدا من أجلنا، بل نفهم استعجالكم فيه لأنه يخدم الميناء، والميناء ينفعكم وينفع أصدقائكم...

كلُّ شيءٍ بخير يا أخنوش...

بدليل أن حزبكم يدبّر أغلب الجماعات بالناظور، ويرأس المجلس الإقليمي، ويمتلك نائبًا برلمانيًا،ورئيس غرفة التجارة والصناعة، والصناعة التقليدية،ونصف الجهة…
فكيف يمكن لمدينة أن ينقصها شيء، وأنتم كلُّ شيء؟
وكلُّ شيء هنا… لا شيء.
لذلك، لم يكن عليك أن تتعب نفسك، ولا أن تبتل مع وزرائك تحت المطر.
كان الأجدر أن توفّروا ميزانية هذا العرض، وتدخروها للحملات الإنتخابية القادمة، لأننا نعلم، وتعلمون، أن الأصوات لا تأتي بالإنجازات،بل بالقوة…والقوة، كما تعرفون جيدًا، تحتاج مالًا.


تعليق جديد

التعليقات المنشورة لا تعبر بأي حال عن رأي الموقع وسياسته التحريرية
شكرا لالتزام الموضوعية وعدم الإساءة والتجريح