المزيد من الأخبار






رمسيس بولعيون يكتب.. سيدي المخزن وبعد


رمسيس بولعيون يكتب.. سيدي المخزن وبعد
بقلم: رمسيس بولعيون

بعد التحية والسلام وكل عبارات التملّق التي لا أجيد تنميقها كما يتقنها الأشخاص الذين يراسلونك كل يوم، أريد أن أخاطبك بدون مقدمات ولا وساطات، أريد مُخاطبتَك مباشرةً لأنِّي مدركٌ حقيقة سماعك لكل ما يدور في عُقْرِ هذا الوطن وفي سائر أرجائه؛ كيف لا وأنت الذي تتوفر على مجسَّات السّمع في كل حيٍّ بل وفي كل زقاق وحتّى في كل مقهى من مقاهي البلد!

سيِّدي المخزن.. أولا أريدك أن تعلم وأعرف مسبقاً أنك تعلم، أنني شخصياً ومنذ اِشتعال أولى شرارات حراك الريف، حضرت وشهدت بدايات مخاضاته، وتحديداً منذ يوم جنازة شهيد الكرامة محسن فكري؛ تعرفت خلالها على الشابّ المُفعم بالصدق ناصر الزفزافي ورفاقه في ذلك اليوم الجنائزي بالذات، وتحدثت إليهم، ولم أرَ سوى ثلّة من الشباب الغيور على منطقته ووطنه ولا يريدون به إلا خيراً، مما تيقنتُ مع مرِّ الوقت واِلتفاف الجماهير وتفاعلهم مع الحراك، أن هذا الوطن بخير وأن شبابه هم هنا في هذه الرقعة الجريحة يدٌ واحدة من أجل إشراق غدٍ أفضل، يعيش فيه الجميع بكرامة ودونما اِحتقار.

سيِّدي المخزن.. لا داعي لإخطارِك أن من أسباب اندلاع الحراك، هو الإحساس الجماعي بالحكرة الناتج كما تعلمون عن عقود زمنية من التهميش الرازحة تحت وطأته المنطقة، فجنابكم الموقر تدركون حجم المعاناة وتصلكم حولها كامل المعطيات، لكن دعني أذكركم فقط بنقطة واحدة قد تكون كافية لكي تصيخَ السّمع للصوت المبحوح لهؤلاء الشباب، أتعلم سيادتكم أننا في الريف ومن أجل العلاج من مرض السرطان، نتحمّل عبْءَ التنقّل من الحسيمة أو الناظور لما يفوق 700 كلم، ناهيك عن احتراقنا بالانتظار أمام أبواب المستشفيات أياماً وأسابيعَ تتبدّد فيها كل مصاريف "العلاج" على المأكل والمشرب والمبيت ممّا يتحتّم على المريض رجوع أدراجه إلى الريف للموت بالتقسيط في ركن بارد من المنزل؛ أليس من حقنا المطالبة بمستشفى! بجامعة! بعمل!، أليس من حقنا ذلك يا سيدي المبجّل.

سيدي المخزن.. ألبسوا شبابنا تهماً أكبر من مقاسهم، ووزعوا صكوك الإتهامات على أهل الريف فردا فردا، تارةً هم أهل فتنة وتارة أخرى هم مدفعون من الشيعة وفي روايات أُخر من الوهابية ومن البوليساريو؛ فمتى كنّا انفاصليين سيدي! بل متى كان الإنفصالي يناشد ملك البلاد، إنّما المطالب التي رفعها أبناؤنا لجلالته لَـأكبر إقرار بعد رفضهم الأحزاب والمنتخبين لكون القاصي والبادي يعرف زيف وعودهم ونفاقهم وسعيهم نحو المصلحة الشخصية لا غير؛ ففي الريف يا سيدي، لم تكن هنالك إنتخابات ولا استحقاقات، بل كانت هناك فوضى أنتجت نوّاب برلمانيين ورؤساء جماعات مغضوبٍ عليهم من الكبير والصغير بهذا الريف الجريح، لذلك أوشحوا بوجوههم عن حضور الوزراء والحكومة التي اختارت مخاطبة المنتحبين عوض شباب الحراك الذي شرّف الوطن بحضاريته ورقيّ وسلميته..

سيدي المخزن.. إن ما يُنهج اليوم من اِعتقالات ومقاربة أمنية لن يجدي نفعاً، وأنت أدرك تماما بهذا الأمر، ففي الريف قبل أن يتبنى أي واحد منا إيديلوجية ما هناك إديلوجية توّحدنا يطلق عليها "ثوري ثوري"، وكلما كان هناك محاولة للقمع، فإن الشباب سيتشبث أكثر بالشارع، وهذا ما جربتموه على الميدان في العديد من محطات، ولعله تناهى إلى مسامعك سيدي أن الشباب يميلون إلى الحوار أكثر من شيءٍ آخر، ومستعدون للجلوس على طاولة يقتعدها الجميع، حتى يتحمل كل طرفٍ مسؤولياته وتكون هناك ضمانات حتى تتحقق الوعود الممنوحة، وليس الاِلتفاف عليها كما حدث في أوقات سابقة، فيا سيدي لا بديل عن إبداء حسن النية وفكّ وثاق المعتقلين واِطلاق مبادرة من أجل الوطن تنطلق من الريف.



1.أرسلت من قبل ABRIDA.DAZIRAR في 06/06/2017 14:31

MES SINCÈRES SALUTATIONS CHER AMI
BRAVO.......

2.أرسلت من قبل الحراك في 06/06/2017 15:21
كلام معقول شكرا اخي رمسيس

3.أرسلت من قبل Aziz في 06/06/2017 15:47
HTIRAMATI ALLAH MA3AK WA MA3A AMTALAK

4.أرسلت من قبل العروي في 06/06/2017 15:59 من المحمول
كلام جميل و راق... ما شاء الله

5.أرسلت من قبل صالح في 06/06/2017 16:01 من المحمول
تحية لكم ،يجب فضح المخزن الداعشي أمام العالم

6.أرسلت من قبل Nordin في 06/06/2017 16:51 من المحمول
المخزن والأحزاب السياسية انفصام الشخصية والنفاق هي صفتهم.لن اصوت عن اي حزب بعد الان

7.أرسلت من قبل رجال اعمال في 06/06/2017 17:16 من المحمول
المخزن هو الي رباك وماكاتو كتاكا ولباسو كتلبس وقراك ودواك وعاس عليك بالنهار واليل ودبا كتهدر الخنزير د الريف

8.أرسلت من قبل HAMED في 07/06/2017 00:23
نعرفك جيدا اسير دير غير العمل الصحافي ديالك بنزاهة عاد اجي تتكلم عن الدولة ايلا كانول بحالك هما الذي غغيروا فالمخزن احسن

9.أرسلت من قبل hind في 07/06/2017 00:49
الى رجل الاعمال الذي قال الخنزيد د الريق لابد وان لك عقدة نفسية مع الريافة وكل ما نتمناه لك هو ان لا تكون عقدتك اخلاقية من النوع الثقيل كما نتمنى لك الشفاء العاجل من جراحك

10.أرسلت من قبل نوح شملال في 07/06/2017 01:42
بولعيون نصيحتي ان تبقى صحفيا محايدا وإلا فصدقك الصحفي سيندثر، مايكون شغلك لا فالزفزافي ولا فالمخزن، وصل الخبر بحيادية وكفى، وإلا اختر طريقا بدون إدخال الصحافة المحايدة في المشاكل. وهذا هو سبب اعتقال بعض صحفي الزفزافي انهم لم يكونوا محايدين في نقل الخبر، فعندما لا تكون محايدا تنصر طرفا على طرفا وفق منظور وعاطفة الطرف الذي تسانده وهنا الصحافة لا تعمل بشكل جيد، حقيقة لا اعرف شيئا عن الصحافة ولكن هذه هي القوانين التي يجب ان تراعى في الصحافة.

تعليق جديد

التعليقات المنشورة لا تعبر بأي حال عن رأي الموقع وسياسته التحريرية
شكرا لالتزام الموضوعية وعدم الإساءة والتجريح