المزيد من الأخبار






رمسيس بولعيون يكتب.. بنكيران يزور الناظور لطمأنة سكانه ويؤكد إستعداد الدولة للتحرك لحمايتهم من الزلزال


رمسيس بولعيون يكتب.. بنكيران يزور الناظور لطمأنة سكانه ويؤكد إستعداد الدولة للتحرك لحمايتهم من الزلزال
رمسيس بولعيون

هكذا يكون رئيس الحكومة وإلا فلا، نعم إنه بنكيران إبن الشعب الذي يشعر بمعاناة أفراده وأزمات مجتمعه، نعم إنه شبيه بالزعماء الكبار الذين دائما ما يكونون حاضرين مع الشعب في إنتكاساته، لن يستطيع أحد أن يقوم بما قام به بن كيران، فقد إجتمع مع حكومته ملغياً بذلك جميع مواعيده الهامّة وغير الهامة، لكي يصدر أوامره بإتخاذ الإحتياطات اللازمة بهدف حماية المواطنين من الزلزال.

أي نعم إنه بنكيران، لم يكتف بالإتصال بالهاتف وقرر التنقل إلى الناظور، نعم إنه هو رأيناه بأمّ أعيننا مرتدياً جلبابا، ويجول في أرجاء المدينة، بين أزقة أحياء "بوبلاو، براقة، إشوماي، وَ حي المطار"، يتحدث مع الساكنة والمواطنين مطمئناً إياهم "ألا تخشون شيئاً، نحن معكم ومستعدون لحمايتكم، ولقد جنّدنا الحكومة والدولة كلها من أجلكم".

قال ذلك قبل أن يوّزع الإبتسامات على الجميع، مشدداً لهجته مع المسؤولين قائلا "حضيو مزيان وكونوا واجدين راه أرواح المواطنين هادي"، ركب سيارته وإتجه إلى الدريوش والحسيمة مباشرة وقد شاهدوه هناك، مُتّماً نفس العملية.

نعم إنه بنكيران وحكومته، من كان سيفعل هذا سواه، أي رئيس حكومة قادر على فعل ما فعل سوبير بنكيران، لقد أغلق أفواه معارضيه، وجاعلاً إيّاهم يعترفون بأنه رئيس حكومة الشعب المغربي، وأنه مرتبط بالمواطنين وبهمومهم أكثر من أي شخص أخر.

شكرت اللـه أنني عشت هذه اللحظة، التي شعرت فيها أن حكومتنا ورئسيها يحترمون المواطنين ويقدرونهم، سررت كثيرا فقلت في دواخلي أننا أصبحنا مثل أيّ دولة متقدمة، حيث يتحرك الجميع من أجل حياة النفر والمجتمع، إبتهجت وقبل أن أصرخ عاش بنكيران وحكومته، ضربت هزة أرضية جديدة قوتها 4.7، فاستفقتُ من سُباتي ومن الحلم الجميل.

اكتشفت يا سادة أنّ بنكيران لم يبارح سريره بالعاصمة الرباط، ولم يعرنا في الريف أي إهتمام بالمرّة، ولم تصدر حكومته أيّ بلاغ ولم تحرك ساكنا قطّ، ولم تظهر أنها مستعدة لحمايتنا حتى تبعث الإرتياح في الأنفس، فتبخرت خيوط الحلم، وأيْقنتُ أن بنكيران غيّرته ربطة العنق، وأصبح مثله مثل من سبقوه إلى أثداء السلطة.

تذكرت كيف تحركت السلطات الإسبانية بالمدينة المحتلة مليلية، وكيف قام الجميع بالتحرك صغيرا وكبيراً، وتساءَلت هل هـؤلـاء يدفعوننا باتجاه التفكير جدياً في طلب اللجوء إلى مليلية، حتى نشعر بأننا مواطنون، لنا قيمة واعتبار، حيث هناك من يخاف علينا كمواطنين؟ سُحقاً لوطن يتعاقد معه المرء في علاقة حبّ غير متكافئة من الجهتين.. هزُل حبٌّ من هذا القبيل..


تعليق جديد

التعليقات المنشورة لا تعبر بأي حال عن رأي الموقع وسياسته التحريرية
شكرا لالتزام الموضوعية وعدم الإساءة والتجريح