المزيد من الأخبار






رمسيس بولعيون يكتب.. بن كيران والواشي البرهوش.. سيرة دجال سياسي يريد العودة


بقلم : رمسيس بولعيون

منذ أربعة أشهر على وفاة والد ناصر الزفزافي، وعبد الإله بن كيران صامت، لا تعليق، لا “حكمة”، لا دمعة جاهزة للاستعمال الإعلامي.
أربعة أشهر وهو كمن أضاع البوصلة، أو لعلّه كان يبحث عن اللحظة المناسبة، لا ليواسي، بل ليقذف.
وحين وجدها أخيرًا، لم يخرج الكلام كفكرة، بل كإسهال سياسي مفاجئ، بلا مقدمات، بلا ضرورة، بلا كرامة… فقط تبحث عن أقرب مرحاض لغوي لتفرغ ما تراكم في الكرش.

"الصمت الطويل لا يعني الحكمة دائمًا، أحيانًا يعني أنك تجمع القذائف."

هكذا، وفي لقاء حزبي عابر، أطلق تصريحًا لا يضيف شيئًا سوى العفن، قال فيه بدون حرج..
"لولا الملك، واش داك ناصر الزفزافي كان يقدر يخرج يحضر الجنازة ديال باه؟ وهو كا يشكر مدير ديال السجن"

بن كيران هنا أعادني إلى زمن “البراهش” في القسم، حين كان هناك دائمًا ذلك التلميذ المزعج، والذي يعول على "تشكامه" للنجاح ويحترف القفز فجأة ليقول، "أستاذ، أستاذ… هداك ما جابش الدفتر" أو "هداك كيدير الصداع"

«أسوأ ما في الواشي أنه يكبر، ويدخل السياسة دون أن يتعلم الصمت.»

يبدو أن الأستاذ بن كيران لم يشفَ من هذا الدور، فمارسه من جديد، لكن هذه المرة بتبرهيش سياسي.
وإن كان يعتقد أنه سيظهر “قافزًا”، فقد ظهر على حقيقته،
صغيرًا، حاقدًا، وبتعبير تمغرابيت دارها "مفضوحة" لا تمت لا للوطن ولا للأخلاق ولا للدين بصلة، ولن تحترمه اي جهة بهذا الفعل، لانه فعل الشامتين و الشمايت.

"حين تفشل في لعب دور الحكيم، لا تحاول لعب دور الإنسان… ستفضح نفسك."

هذا التبرهيش كشف أكثر مما أراد إخفاءه.
كشف أن كل تلك الدموع التي ذرفها في مناسبات سابقة، على الموت والمغاربة، لم تكن سوى دموع تماسيح، جزءًا من مسرحية طويلة اعتدنا رداءة إخراجها.
فلو كان صادقًا، أو حتى إنسانيًا بالحد الأدنى، لفهم الوضع النفسي لناصر الزفزافي في تلك اللحظة، لحظة فقدان الأب.

"البكاء أمام الكاميرا لا يعني أنك تفهم معنى الفقد."

وليس أي فقدان.
بل فقدان الأب وأنت خلف القضبان، محكوم بعشرين سنة، بعد سنوات من الزنزانة.
في تلك اللحظة، لم يفقد ناصر والده فقط، بل فقد سنده الأخير.
عزي أحمد، رحمه الله، لم يترك بابًا إلا وطرقه دفاعًا عن ابنه.

"الأب لا يموت مرة واحدة… يموت ببطء في قلب ابنه."

فكيف يأتي هذا “المُبرهِش سياسيًا” ليلعب أقذر لعبة، ويحاول “يشريها” لناصر بقالب فاسد، متجرد من أي حس إنساني أو ديني… وهو الذي يزعم أن الدين مرجعيته؟

ألم يخطر ببال بن كيران أن الرجل كان على دقائق من دفن والده؟
ألم يفهم أن ما قيل لم يكن خطابًا سياسيًا، ولا بيانًا ثوريًا، بل كلام إنسان مكسور، يحاول فقط أن تمر جنازة أبيه بأقل قدر من الألم؟

"ليس كل خطاب يُردّ عليه بخطاب… بعض الكلمات تُغتفر، وبعضها يُدان."

ألم ينتبه صاحب معاش السبعة ملايين إلى أن الصمت الظاهري لا يعني البرود، وأن الإنسان قد لا يبكي لكنه يتمزق داخليًا؟
ألم يرَ أن الجملة الأهم في كلمة ناصر كانت واضحة وضوح الشمس…
لا شيء يعلو على مصلحة الوطن، والوطن هنا بصحرائه، ووسطه، وجنوبه، وشرقه…

"الوطن ليس شعارًا يُرفع عند الحاجة، ثم يُطوى."

وهي الجملة التي تؤكد، مرة أخرى، أن حراك الريف كان حراكًا اجتماعيًا، لا علاقة له بالانفصال، رغم كل الاتهامات الرخيصة، ورغم توقيع حزبكم على البيان المشؤوم.

كلام بن كيران عن “عدم شكر” ناصر لجلالة الملك، يثبت بالملموس من أي طينة صُنع هذا الرجل.
رجل مستعد لأن يبيع كل شيء، حتى وجع إنسان مكلوم، من أجل نقطة سياسوية شعبوية بائسة.

"حين تُقايَض الأخلاق بالنقاط، لا يبقى في السياسة سوى العفن."

فما معنى ما قلته، إن لم يكن رغبة في تغريق ناصر أكثر، ودفعه للبقاء أطول خلف القضبان؟
وأن تقول، ضمنيًا
"أنا الوحيد القادر على الرد، حتى على من هم في السجون"

ارتَح يا بن كيران بجلابتك الساخنة، التي تزداد سخونة كلما جلست تحدثنا بهذه الترهات.
كلامك هذا يشبه “الريح” بعد طبق لوبيا ثقيل، لا قيمة له، لكنه قد يمنحك وهم الدفء، وقد يدوّخك أنت قبل غيرك.

"بعض الكلام لا يُشمّ… لكنه يُعرف من أثره."

أما “المداويخ” الذين وصفتهم يومًا، فالوصف ينطبق عليك اليوم أكثر من أي وقت مضى.
لأن أهل الريف، كما قال ناصر الزفزافي، يحبون هذا الوطن كاملًا، بصحرائه، ووسطه، وشماله.
والوطن يعني الأرض، ويعني الشعب، ويعني كذلك جلالة الملك، الذي نعتبره حامي حمى الملة والدين.

أما أنت، يا بن كيران، فما قلته دليل على أنك فقدت الإحساس، ولهفك المرضي للعودة إلى الواجهة أفقدك صوابك، ونخشى أن يفقدك، مع الوقت، حتى ما تبقى من اتزانك… وربما من دينك.

"أسوأ ما قد يصيب السياسي أن يصدق نفسه وهو يكذب على الجميع."

لأن ما فعلته اليوم
هو تمامًا فعل “هادوك”
وأول “هادوك”…
كما تحب أن تقول.


تعليق جديد

التعليقات المنشورة لا تعبر بأي حال عن رأي الموقع وسياسته التحريرية
شكرا لالتزام الموضوعية وعدم الإساءة والتجريح