المزيد من الأخبار






رأي: لمن تدق طبول "التسريبات" الأخيرة؟ وهل هي "ويكيليكس" جديدة بنكهة ريفية؟


رأي: لمن تدق طبول "التسريبات" الأخيرة؟ وهل هي "ويكيليكس" جديدة بنكهة ريفية؟
ناظورسيتي: محمد زاهد

لا شك أن "التسريبات" الأخيرة لـ "وثائق" منسوبة إلى جهاز مديرية مراقبة التراب الوطني، المعروفة اختصاراً بـ "ديستي"، طرحت أكثر من سؤال، وأكثر من علامة استفهام لدى جل المتتبعين الذين تتبعوا فصول نشر "إرساليات داخلية" منسوبة لإحدى أجهزة الاستخبارات المغربية على مواقع التواصل الإجتماعي، وبعض المواقع الإلكترونيّة الأخرى.

وفي غياب ما يؤكد أو ينفي صحّة مضمون هذه "الوثائق"، وفي ظل الأسئلة الكثيرة التي تطرحها هذه المسألة، وكذا اللبس المحيط بها من جوانب عدة، يبقى التأنِّي في التعامل مع كل هذه الأمور هو من جانب التعاطي الموضوعي مع القضيّة التي بدأت تلفت أنظار المتتبعين بعد توالي "تسريب" هذه "الـوثائق". وفي انتظار أن تنجلي الكثير من المعطيات في شأن ما يُمكن تسميته بـ "ويكيليكس" جديدة، تبقى هذه الأسئلة المطروحة أبرز ما يمكن أن إثارته في الوقت الراهــن.

مـا مدى صحة هذه الوثائق – في أصلها- والمنسوبة لـلمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، المعروفة بـ "الديستي"؟ وما مدى صحة مضمون هذه الوثائق؟ ومن أين يكون قد تحصّل سعيد شعو عليها؟ وما هي الجهة التي تقف وراء تداول وترويج هذه الوثائق؟ وما مصلحة هذه الجهة، أو الطرف، الذي يفترض أنه كان وراء إخراج وتسريب الوثائق المذكورة؟ ولماذا تسريبها في هذا الوقت بالضبط؟ هل هي وثائق مؤكدة، أم أنها تشوبها تحفظات من الصعب نفيها أو تأكيدها؟ أليس من الصعب أن يتم تسريب هذه الوثائق وهي المنسوبة لجهاز يفترض أنه محصن، وشأنه الداخلي لا يمكن اختراقه؟ أم أن الأمر مقصود وينطوي على أمور لا يمكن فهمها ومعرفتها إلاّ بعد مرور بعض الوقت؟ أين ينتهي الظاهر ويبدأ الخفي في "حرب" التسريبات الجديدة؟ هل يتعلق الأمر بـ "ويكيليكس" جديدة ستكشف عن خبايا وأسرار أخرى؟ أم أن الأمر لا يقتصر سوى على تصفية حسابات ليس إلاّ؟ هل يمكن أن نقول – لو افترضنا صحة الوثائق ومضمونها- أن نقول أن الجهاز الذي تنسب إليه هذه "التسريبات"، هو نفسه من كان وراء ترويجها وإخراجها للتداول؟ وإذا كان الأمر كذلك، أليس هناك تناقض بين فعل "التسريب" وهاجس "السرية" التي تطبع هذه المستندات؟ هل هو صراع الأجهزة أو تمظهرات لصراع بين أجنحة ما؟ آ يتعلق الأمر بـ "لعبة" تنطوي على ما ليس في التناول فهمه؟ أم أن في كل ذلك الظاهر والبيّن ولا يحتمل كل القراءات؟ ولماذا لم تتطرق المنابر الإعلاميّة الوطنية للموضوع، واقتصر الأمر على بعض المواقع الجهوية والمحلية؟...

هي جملة من الأسئلة المفروض طرحها، بالنسبة لي على الـأقل، لفهم ملابسات وحقيقة ما تفيده الموضوع تبعا لما يتم تداوله لحدّ الآن، وإن بدت بعض الطلاسيم من الموضوع ذات جذور سابقة وارتباط وتداخل مع قضايا وأحداث أخرى.


تعليق جديد

التعليقات المنشورة لا تعبر بأي حال عن رأي الموقع وسياسته التحريرية
شكرا لالتزام الموضوعية وعدم الإساءة والتجريح