المزيد من الأخبار






ذاكرة مرسى يكتبها سعيد دلوح لناظورسيتي: من فرط بالثروة السمكية التي كان يزخر بها بحر الريف


ذاكرة مرسى يكتبها سعيد دلوح لناظورسيتي: من فرط بالثروة السمكية التي كان يزخر بها بحر الريف
ناظورسيتي:

في الامس القريب كانت مجموعات الأسماك '' بلانكا'' يمكن ان تراها من البر.... تراها من أماكن ثرايا يوسف.. ارمود.. كل أهالي هذه المناطق كانوا يشاهدون مجموعات من الأسماك ضخمة قرب البر.. وكان مرسي الحسيمة.. يعج بالحركة.. مراكب تأتي محملة عن اخر صندوق بالسمك.. بل كانت تمتلئ. تحت '' كوبيرتا'' علي ظهر المراكب..وتجر أحيانا السمك في الشباك الي البر.

. في الصباح.. يكون المرسي.. كخلية النحل.. المراكب تصل تباعا الي المرسي، في أجواء من الحركة والصخب.. واصوات البحارة والتجار.. والعمال.. تختلط تتعالى من كل مكان.. بعض بحارة المراكب ينزلون صناديق الأسماك.. والعمال في البر. يرفعونها الي الشاحنات.. والاطفال الصغار يقفون في الجنب يتصردون الأسماك التي تسقط من الصناديق.. اما بحارة مراكب الاخرون ينزلون الشبكات التي تقطعت في البحر.. مجموعات من الخياطة.. يفترشون الشبكات الحمراء علي الرصيف منهموكون في ترقيع هذا الطرف، وهذا الخرم او ذاك.. يثرثرون في الدين والسياسية.. ارباب المراكب يقبضون ايديهم الي الخلف.. يمشون بزهو وتبختر.. '' الرياس'' يوجهون اوامر الي البحارة بصوت جهوري مبحوح يسبون هذا ويعيرون ذاك.. حتى يلفتون انظار البطورنا.. شاحنات من كل الانواع ملئت المرسى كلها... لا تجد اين تضع قدميك.. لغط وفوضى في '' لالوخا'' المكان الذي يباع في السمك.. مساومات لا تنتهي بين الباعة والتجار الكبار.. '' 'في منطقة الشرقية.. مكان لبيع البحارة وتجار الصغار صرر من السمك.. يكونون قد حصلوا عليها أثناء الصيد في البحر.. تكون عادة في هذا المكان جمهرة من البحارة بحذائهم البحري.. وبعض التجار الصغار الذي يبعيون ويشترون في هذه الأكياس السمكية.. والاهالي الذين ينزلون في الصباح.. يفضلون شراء السمك طريا من المرسى..

تخرج قوافل الشاحنات محملة بالسمك تباعا الي المدن الأخرى.. والي اسواق الريف..

في وسط المرسى.. تتربع ورشة بناء السفن واصلاحها.. هناك ايظا حركة دؤوبة. لا تهدأ.. أصوات الآلات وهي تقطع جذور الأشجار.. لصناعة اضلاع المراكب.. مع ورشات أخرى ميكانيكية.. لإصلاح محركات المراكب، وتبديل الأجزاء الصدئة منها..

في الجهة الغربية.. هناك مقاهي ومطاعم.. واكوام من الشبكة مختلفة الالوان.. شبكات حمراء اللون.. لمراكب السردين '' ترخنيا'' وشبكات زرقاء.. لمراكب الجرار.. '' باكا''

بعد انتهاء البحارة من الأشغال.. انزال السمك الي البر.. وإنزال الشبكة الي اذا تقطعت في البحر.. يفرقون بعض الصناديق السمك التي يتركونها جانبا
كل وحد يأخذ حقه، ويلتقون في المقهي.. وفي مكان اخر.. يتحلقون حول بحار.. يفوضونه بالاجماع.. هو من يتعامل مع رب المركب.. ويقوم بالحساب.. ويفرق حصص البحارة حسب ادوراهم في المركب..كل واحد يأخذ حصته.. وكيسه من السمك... ويصعد الي بيته.. الي أبناءه.. اما الذين يسكنون بعيدا.. فيستقلون الطاكسي..

يتبع


تعليق جديد

التعليقات المنشورة لا تعبر بأي حال عن رأي الموقع وسياسته التحريرية
شكرا لالتزام الموضوعية وعدم الإساءة والتجريح