خبير فرنسي: بعد القرار الأممي في ملف الصحراء.. البوليساريو سيتم تصنيفها تنظيما إرهابيا

ناظورسيتي: متابعة

أكد الباحث الفرنسي إيمانويل دوبوي، رئيس المعهد الأوروبي للاستشراف والأمن، أن القرار الأممي الأخير بشأن الصحراء المغربية يشكل منعطفاً حاسماً في مسار النزاع، بعدما أقرّ مجلس الأمن بأن مبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب سنة 2007 تمثل الإطار الواقعي الوحيد لتسوية سياسية دائمة.

وفي تصريح لوسيلة إعلام فرنسية، أوضح دوبوي أن غالبية الدول الأعضاء في مجلس الأمن باتت تعتبر المشروع المغربي “الحل العملي القابل للتطبيق”، في مقابل تراجع الزخم الدبلوماسي لمطالب الانفصال التي ترفعها جبهة البوليساريو.

وأضاف الباحث ذاته، أن الولايات المتحدة لعبت دوراً محورياً في بلورة هذه المقاربة الجديدة، مشيراً إلى أن واشنطن دفعت نحو تقليص مهام بعثة المينورسو إلى النصف، باعتبار أن الاستفتاء على تقرير المصير أصبح خياراً متجاوزاً أمام التطورات السياسية والميدانية في الأقاليم الجنوبية للمملكة.

وأبرز دوبوي أن “المرحلة المقبلة ستعرف تحولات أكثر عمقاً”، إذ أشار إلى أن الإدارة الأمريكية تتهيأ لتصنيف جبهة البوليساريو تنظيماً إرهابياً، وهو ما من شأنه أن يعيد رسم خريطة التحالفات في شمال إفريقيا، قائلاً إن “هذا التصنيف سيجعل من المستحيل التعامل مع الجبهة كطرف سياسي شرعي في المفاوضات المقبلة”.

كما لفت إيمانويل إلى أن الواقع على الأرض يؤكد “أن التنمية المتسارعة التي تشهدها مدن مثل الداخلة والعيون أصبحت تجسّد الحق في التنمية الذي تكفله مواثيق الأمم المتحدة، وهو حق لا يقلّ أهمية عن حق تقرير المصير”، مضيفاً أن “المغرب نجح في تحويل الأقاليم الجنوبية إلى ورش اقتصادي متكامل، بينما ما تزال الجزائر عالقة في منطق الحرب الباردة”.

وختم الخبير الفرنسي تصريحه بالقول إن “الجزائر مطالَبة اليوم بأخذ علْم بأن ملف الصحراء قد حُسم دولياً لصالح المغرب، وأن بناء مغرب عربي موحّد لن يتحقق إلا عبر التخلي عن أوهام الانفصال والانخراط في منطق حسن الجوار والتعاون”.