المزيد من الأخبار






خاص "لناظورسيتي": مصطفى أخديم.. متطوع من المسيرة الخضراء يستعيد ذكرياته ويحتفي بتتويجها بالقرار الأممي


خاص "لناظورسيتي": مصطفى أخديم.. متطوع من المسيرة الخضراء يستعيد ذكرياته ويحتفي بتتويجها بالقرار الأممي
ناظورسيتي: محمد العبوسي

ضمن انخراط موقع ناظورسيتي في تغطية الاحتفالات المخلدة للذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء المظفرة، وفي سياق القرار الأممي التاريخي الصادر الجمعة الماضية 31 أكتوبر، الذي اعتبر مبادرة الحكم الذاتي المغربية المرجع الواقعي والوحيد لتسوية النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، نفتح اليوم نافذة على ذاكرة رجل حمل في قلبه مسيرة وطن، وشارك بجسده وإيمانه في تلك الملحمة الخالدة: مصطفى أخديم، أحد المتطوعين الذين لبّوا نداء الوطن سنة 1975، وممن لا يزالون يروون تفاصيل تلك الرحلة التي غيّرت وجه التاريخ.

وفي حديث خاص لموقع ناظورسيتي، يستعيد أخديم، لحظة إعلان المغفور له جلالة الملك الحسن الثاني انطلاق المسيرة، قائلاً: “كنتُ في غاية الفرح وأنا أسمع النداء.. لم أتردد لحظة، غادرتُ دون أن أخبر والديّ، كنت أشعر أنني ذاهب إلى مهمة مقدسة، إلى استرجاع جزء من وطني.”

ويروي أخديم بحماس مشهد الطريق الطويل الذي قطعه آلاف المتطوعين، وكيف وجدوا عند وصولهم الأقاليم الجنوبية كل شيء معدًّا بإحكام: الأطباء، والمؤونة، ومياه الشرب، قائلاً إن “الملك الحسن الثاني رحمه الله كان قد وقف عند كل صغيرة وكبيرة، كي لا ينقص المشاركين شيء”.

وبينما يستحضر اليوم الذكرى الخمسين لتلك المسيرة، لا يخفي أخديم شعوره بالفخر بعد القرار الأممي الأخير، الذي يعتبره “تتويجًا للمسيرة على الصعيد الدولي”، مؤكداً أنه “سيبقى جندياً مجنداً وراء القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله”.

ويضيف المتحدث أن الملك محمد السادس “استكمل مسيرة والده المنعم الحسن الثاني”، من خلال تعزيز السيادة الوطنية في مختلف المجالات، لاسيما في مجالات الصحة والتعليم والبنيات التحتية، مشيراً إلى التحولات التي شهدها إقليم الناظور في عهد جلالته، من تشييد الكلية المتعددة التخصصات إلى مشروع ميناء الناظور غرب المتوسط، واصفاً إياها بـ”الثمار الحقيقية للرؤية المولوية الحكيمة”.

كما وجه أخديم رسالة شكر إلى جلالة الملك محمد السادس على “الإنجاز الدبلوماسي والتاريخي الكبير”، متضرعاً إلى الله أن يشفيه ويطيل عمره. ويحتفظ الرجل إلى اليوم بوسام ملكي حصل عليه تقديراً لمشاركته في المسيرة، إلى جانب نسخة من المصحف الشريف التي وُزعت على المتطوعين وهم يشقّون رمال الصحراء نحو الوحدة.

وفي المداخلة ذاتها التي خصتها ناظورسيتي لتغطية هذا الحدث البارز، قال الباحث في تاريخ الريف اليزيد دريوش إن “المسيرة الخضراء لم تكن حدثاً عفوياً، بل امتداداً لمسار قانوني وسياسي قوي”، مشيراً إلى أن “المرافعة أمام محكمة العدل الدولية بلاهاي التي سبقت المسيرة الخضراء، والتي قادها محامٍ سنغالي باسم المغرب، أثبتت بالدلائل التاريخية والاجتماعية أن الصحراء مغربية، وأن ارتباط القبائل والأعيان بالعرش كان دليل لا يحتمل الشك على وحدة التراب الوطني بأقاليمه الجنوبية”.

وأضاف دريوش أن القرار الأممي الأخير الصادر عن مجلس الأمن “كرّس هذا المعطى التاريخي”، بعدما “أصبح شبه إجماع دولي على مغربية الصحراء في إطار الحكم الذاتي”، مبرزاً أن “المرحلة الحالية تختلف تماماً، إذ لم نعد نتحدث عن نزاع أو المنطقة المتنازع عنها، بل عن ورش تنموي مفتوح في الأقاليم الجنوبية، من بنية تحتية واستثمارات متزايدة”.

وختم الباحث حديثه قائلاً: “فرحة سكان الأقاليم الجنوبية اليوم تفوق كل وصف، وتشكل دليلاً إضافياً واستفتاءً حقيقياً على ما يكنّه أبناء هذه المناطق من ولاء صادق وتشبث راسخ بالعرش العلوي المجيد، مجسدين الشعار الخالد: الصحراء في مغربها والمغرب في صحرائه”.

تجدر الإشارة إلى أن الملك محمد السادس أقرّ، بموجب بلاغ صادر عن الديوان الملكي، يوم 31 أكتوبر من كل سنة عيداً وطنياً جديداً يحمل اسم “عيد الوحدة”، وذلك تخليداً للتحول التاريخي الذي شهدته قضية الصحراء المغربية عقب صدور القرار الأممي رقم 2797/2025، وترسيخاً للوحدة الوطنية والترابية للمملكة.

ويشهد إقليم الناظور، على غرار باقي أقاليم المملكة، سلسلة من الأنشطة الرسمية والشعبية احتفاءً بهذه الذكرى الخالدة، في أجواء يطبعها الفخر الوطني والاعتزاز بالمسار الذي خطه الآباء وواصلته الأجيال.

وقد تم إعداد هذا الربورطاج الوثائقي من طرف عدسة محمد العبوسي للقناة، وذلك بفضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير بمدينة أزغنغان، إقليم الناظور. كما قد جرى تصوير الحلقة بحضور السيد سعيد طبارة، المندوب الإقليمي للمقاومة وأعضاء جيش التحرير. ويحتضن هذا الفضاء مجموعة من الصور والوثائق التاريخية النادرة، إلى جانب تحف أثرية تخلّد لفصول مشرقة من تاريخ الكفاح الوطني من أجل الحرية والاستقلال.

وتأتي تغطية ناظورسيتي الخاصة هذه لتواكب هذا الحدث الوطني البارز، ولتوثّق عبر شهادات حية ومشاهد مباشرة كيف تحوّلت المسيرة الخضراء من فعل تحريري إلى مسار تنموي متواصل، يترسخ اليوم في ضوء القرار الأممي الأخير الذي كرّس مغربية الصحراء، مؤكداً وحدة الوطن ووفاء الأجيال لتضحيات من سبقوهم، ومعلناً صفحة جديدة من التنمية والاستقرار في الأقاليم الجنوبية.



تعليق جديد

التعليقات المنشورة لا تعبر بأي حال عن رأي الموقع وسياسته التحريرية
شكرا لالتزام الموضوعية وعدم الإساءة والتجريح