
ناظورسيتي: متابعة
في تحرك أثار الكثير من التساؤلات داخل الأوساط السياسية والإعلامية، شهد مقر السفارة الجزائرية بالرباط، المهجور منذ صيف 2021، حركية غير مألوفة خلال الأيام القليلة الماضية، بعدما انطلقت أشغال صيانة شاملة همّت الواجهة والجدران وتنظيف المرافق الداخلية.
الخطوة، التي تأتي بعد نحو ثلاث سنوات من القطيعة الدبلوماسية بين الرباط والجزائر، لم يصدر بشأنها أي توضيح رسمي من السلطات الجزائرية، ما فسح المجال لعدة قراءات متباينة بين من يعتبرها مجرد صيانة روتينية لبناية سيادية، ومن يربطها بإشارات سياسية قد تنذر بتليين محتمل في الموقف الجزائري تجاه الجارة الغربية.
في تحرك أثار الكثير من التساؤلات داخل الأوساط السياسية والإعلامية، شهد مقر السفارة الجزائرية بالرباط، المهجور منذ صيف 2021، حركية غير مألوفة خلال الأيام القليلة الماضية، بعدما انطلقت أشغال صيانة شاملة همّت الواجهة والجدران وتنظيف المرافق الداخلية.
الخطوة، التي تأتي بعد نحو ثلاث سنوات من القطيعة الدبلوماسية بين الرباط والجزائر، لم يصدر بشأنها أي توضيح رسمي من السلطات الجزائرية، ما فسح المجال لعدة قراءات متباينة بين من يعتبرها مجرد صيانة روتينية لبناية سيادية، ومن يربطها بإشارات سياسية قد تنذر بتليين محتمل في الموقف الجزائري تجاه الجارة الغربية.
وتعد هذه أول مرة منذ إعلان الجزائر من جانب واحد قطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب، يرصد فيها تحرك عملي داخل المقر الدبلوماسي في العاصمة الرباط، حيث كانت الجزائر، وفق مصادر موثوقة، ترفض أي تدخل تقني أو حتى عمليات إصلاح بسيطة، وظلت السفارة مغلقة تماما، في موقف عكس حينها إصرارا صارما على القطيعة.
غير أن السياق السياسي الراهن، داخليا وإقليميا، لا يخلو من رسائل مشفرة. فقد تزامنت هذه الأشغال مع حدث آخر لم يمر دون انتباه، ويتمثل في تكريم الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون للكاتب رشيد بوجدرة، المعروف بمواقفه الجريئة في دعم مغربية الصحراء، وهو ما أُدرج في خانة المفارقات ذات الحمولة الرمزية الثقيلة، بالنظر إلى تاريخ التوتر بين مواقف بوجدرة وبين الخط الرسمي الجزائري.
في السياق ذاته، جاءت زيارة مبعوث الرئيس الأمريكي، مسعد بولس، للجزائر ولقاؤه مع تبون، لتعزز من فرضية تحولات وشيكة في السياسة الإقليمية للجزائر. زيارة وُصفت بأنها تعكس عودة الانخراط الأمريكي في ملفات شمال إفريقيا، بما فيها الملف المغربي-الجزائري، وسط دينامية جديدة تعرفها قضية الصحراء المغربية بدعم دولي متنامٍ للمقترح المغربي بالحكم الذاتي.
رغم كل ذلك، لا تزال الجزائر تحتفظ بتمثيل قنصلي في الدار البيضاء، وهو خيط التواصل الوحيد المتبقي، وإن بقي بعيدا عن الأبعاد الدبلوماسية المباشرة. في المقابل، يواصل المغرب التمسك بموقفه الثابت، إذ لم يرد يوما على خطوات الجزائر بالمثل، وظل يعتبر القطيعة قرارا أحاديا. هذا ما أكده الملك محمد السادس مجددا في خطاب عيد العرش الأخير، حين دعا إلى تجاوز الخلافات والتطلع إلى بناء مستقبل مشترك بين شعبين تربطهما أواصر الدم والتاريخ.
وفي ظل كل هذه المؤشرات، تظل أشغال ترميم مقر السفارة الجزائرية في قلب الرباط نقطة تحول غير واضحة المعالم، لكن المتابعين يعتبرونها بداية محتملة لإعادة النظر في منطق القطيعة، وإن بشكل غير مباشر.
غير أن السياق السياسي الراهن، داخليا وإقليميا، لا يخلو من رسائل مشفرة. فقد تزامنت هذه الأشغال مع حدث آخر لم يمر دون انتباه، ويتمثل في تكريم الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون للكاتب رشيد بوجدرة، المعروف بمواقفه الجريئة في دعم مغربية الصحراء، وهو ما أُدرج في خانة المفارقات ذات الحمولة الرمزية الثقيلة، بالنظر إلى تاريخ التوتر بين مواقف بوجدرة وبين الخط الرسمي الجزائري.
في السياق ذاته، جاءت زيارة مبعوث الرئيس الأمريكي، مسعد بولس، للجزائر ولقاؤه مع تبون، لتعزز من فرضية تحولات وشيكة في السياسة الإقليمية للجزائر. زيارة وُصفت بأنها تعكس عودة الانخراط الأمريكي في ملفات شمال إفريقيا، بما فيها الملف المغربي-الجزائري، وسط دينامية جديدة تعرفها قضية الصحراء المغربية بدعم دولي متنامٍ للمقترح المغربي بالحكم الذاتي.
رغم كل ذلك، لا تزال الجزائر تحتفظ بتمثيل قنصلي في الدار البيضاء، وهو خيط التواصل الوحيد المتبقي، وإن بقي بعيدا عن الأبعاد الدبلوماسية المباشرة. في المقابل، يواصل المغرب التمسك بموقفه الثابت، إذ لم يرد يوما على خطوات الجزائر بالمثل، وظل يعتبر القطيعة قرارا أحاديا. هذا ما أكده الملك محمد السادس مجددا في خطاب عيد العرش الأخير، حين دعا إلى تجاوز الخلافات والتطلع إلى بناء مستقبل مشترك بين شعبين تربطهما أواصر الدم والتاريخ.
وفي ظل كل هذه المؤشرات، تظل أشغال ترميم مقر السفارة الجزائرية في قلب الرباط نقطة تحول غير واضحة المعالم، لكن المتابعين يعتبرونها بداية محتملة لإعادة النظر في منطق القطيعة، وإن بشكل غير مباشر.