المزيد من الأخبار






تعرف على برنامج "PLACM" الذي أنهته مدريد بعد ثلاثة عقود من تدريس العربية والثقافة المغربية


تعرف على  برنامج "PLACM" الذي أنهته مدريد بعد ثلاثة عقود من تدريس العربية والثقافة المغربية
ناظورسيتي: متابعة

أعلنت حكومة مدريد الجهوية عن إنهاء العمل ببرنامج تعليم اللغة العربية والثقافة المغربية (PLACM) ابتداءً من الموسم الدراسي المقبل، في قرار مفاجئ أنهى مسارًا استمر لأكثر من ثلاثة عقود داخل المؤسسات التعليمية العمومية الإسبانية.

البرنامج الذي تم إطلاقه في الثمانينيات بموجب اتفاق ثنائي بين المملكة المغربية والحكومة الإسبانية، كان يستهدف أبناء الجالية المغربية المقيمة بإسبانيا، من خلال تدريس اللغة العربية وتعريفهم بالثقافة المغربية، مع فتح المجال أمام تلاميذ من جنسيات أخرى للانخراط فيه طوعًا، كجزء من جهود دعم التنوع الثقافي وتعزيز الاندماج المدرسي.

شمل البرنامج 12 جهة إسبانية، أبرزها كتالونيا، الأندلس، مدريد، الباسك، مورثيا، أراغون، غاليسيا، لا ريوخا، جزر الكناري، إكستريمادورا، جزر البليار وكاستيا لا مانتشا. وقد استفاد منه تلاميذ السلكين الابتدائي والثانوي عبر صيغتين، أولى داخل الزمن المدرسي في المؤسسات التي تضم أعدادًا كبيرة من التلاميذ المغاربة، وثانية خارج الزمن المدرسي بالنسبة للمؤسسات ذات الكثافة المحدودة، حيث يتنقل المدرسون بين المدارس.

تُشرف وزارة التربية الوطنية المغربية على انتقاء الأساتذة الذين يُوفدون إلى إسبانيا، ويتم ذلك بشراكة مع سفارة المملكة المغربية بمدريد، إذ يُشترط في هؤلاء التوفر على شهادة حسن السيرة، خصوصًا فيما يتعلق بعدم وجود سوابق جنسية، إلى جانب التوفر على مستوى B1 في اللغة الإسبانية. ويتقاضى الأساتذة أجورهم من الحكومة المغربية، كما أن الجانب التربوي والمحتوى يُتابع بتنسيق مع الجهات الإسبانية المعنية.

حسب وثائق رسمية صادرة عن وزارة التعليم الإسبانية، فإن اللغة العربية تُعد ثاني أكثر لغة تداولًا بعد الإسبانية داخل الفصول الدراسية، ما جعل هذا البرنامج أداة مهمة للحفاظ على الهوية اللغوية والثقافية لأبناء الجالية، من خلال محتوى دراسي يتضمن مواضيع مثل الأسرة المغربية، تقاليد الزواج، أركان الإسلام، النظام الملكي في المغرب، والعلاقات الثنائية بين الرباط ومدريد.

لكن رئيسة حكومة مدريد الجهوية، إيزابيل دياز أيوسو، أثارت في الآونة الأخيرة تحفظات تتعلق بما وصفته نقص الشفافية والرقابة على المناهج والأساتذة، معتبرة أن السلطات الإسبانية تفتقر إلى آليات فعالة لمتابعة وتقييم جودة البرنامج والمضامين التي يتم تدريسها داخله، خاصة في ما يتعلق بالكفاءات التربوية للمدرسين الذين لا يخضعون لمعايير التوظيف الإسبانية.

وقد شمل البرنامج في جهة مدريد وحدها، خلال الموسم الدراسي الماضي، تدريس اللغة العربية والثقافة المغربية في 66 مؤسسة ابتدائية و5 ثانويات، قبل أن يُعلن عن قرار الإلغاء بشكل رسمي ابتداءً من الدخول المدرسي المقبل. وحتى اللحظة، لم تكشف وزارة التعليم الإسبانية عن بديل لهذا البرنامج، فيما ينتظر أولياء أمور التلاميذ المغاربة توضيحات حول مصير تعليم اللغة الأم لأبنائهم في المدارس العمومية الإسبانية.


تعليق جديد

التعليقات المنشورة لا تعبر بأي حال عن رأي الموقع وسياسته التحريرية
شكرا لالتزام الموضوعية وعدم الإساءة والتجريح