المزيد من الأخبار






تحقيق قضائي بإسبانيا يكشف عن شبهة فساد مرتبطة بتهريب المهاجرين انطلاقا من شمال المغرب


تحقيق قضائي بإسبانيا يكشف عن شبهة فساد مرتبطة بتهريب المهاجرين انطلاقا من شمال المغرب
ناظورسيتي: متابعة

كشفت تحقيقات تقودها الشرطة الوطنية الإسبانية، بإشراف من قاضي التحقيق بالمحكمة رقم 5 بمدينة الجزيرة الخضراء (قادس)، عن وجود شبكة منظمة تنشط في تهريب المهاجرين غير النظاميين عبر مضيق جبل طارق، وتستغل سواحل شمال المغرب كنقطة انطلاق نحو الأراضي الإسبانية.

ووفق ما ورد في وثائق التحقيق، فإن شبكات الاتجار بالبشر تواصل نشاطها انطلاقا من السواحل الشمالية للمغرب، مستفيدة من تواطؤ محتمل لعناصر من الأمن والبحرية، ما يسهّل عمليات العبور البحري غير النظامي إلى مدينة سبتة ثم إلى باقي الأراضي الإسبانية.


وتستند التحقيقات إلى تسجيلات هاتفية وتحريات ميدانية، حيث تبين أن أفراد الشبكة يقومون بتهريب مهاجرين من جنسيات مغربية وجزائرية مقابل مبالغ مالية تتراوح بين 5.000 و6.000 يورو للشخص الواحد، وغالبا ما تكون مدينة سبتة نقطة عبور رئيسية في هذه العمليات.

وتشير المعلومات إلى أن أحد المشتبه فيهم، ويدعى فؤاد، تحدث خلال مكالمة تم التنصت عليها، عن أن شقيقه تم توقيفه في المغرب أثناء محاولته تهريب شخص، قبل أن يُفرج عنه بعد "التفاهم" مع أحد أفراد الشرطة، قائلا: "الشرطة المغربية قبضت عليه، لكنه دفع مبلغا كبيرا وأُطلق سراحه. لا شيء مجاني، كل شيء بالمال."

في المكالمة ذاتها، قال فؤاد إن السلطات الإسبانية كانت تتابع أنشطة شقيقه عبر فيسبوك وإنستغرام، وإنه اضطر لاحقا إلى تغيير هاتفه لتفادي التعقب، لكنه أكد أن الإفراج عنه جاء بعد تدخل ومعرفة سابقة بالجهات الأمنية المحلية، معبرا عن ارتياحه لأن توقيفه تم من طرف الأمن المغربي وليس الإسباني.

التحقيقات كشفت أيضا عن شخص يُدعى عبد الحفيظ. ي، يُشتبه في أنه أحد المنظمين الرئيسيين للرحلات غير النظامية من مدينة الفنيدق نحو سبتة. وقد تم توقيفه من طرف القوات البحرية المغربية في إحدى العمليات خلال نوفمبر 2024، لكنه تمكن من تفادي المتابعة القضائية عبر تقديم مبالغ مالية، وفق ما ورد في المحاضر الإسبانية.

وأكدت الشرطة الإسبانية أن هذه الشبكة كانت تعتمد على زوارق ترفيهية، بعضها مسروق من موانئ جنوب إسبانيا، لنقل المهاجرين من سبتة إلى سواحل الجزيرة الخضراء، وأنها وفرت أماكن اختباء داخل المدينة في انتظار موعد العبور إلى الضفة الأخرى.

وبحسب معطيات التحقيق، فقد تم تسجيل ست عمليات تهريب كبرى بين مايو 2024 ويناير 2025، واعتمدت الشبكة على استغلال طرق بحرية معروفة وتواطؤ عناصر محلية لتسهيل العبور، في وقت تعمل فيه السلطات القضائية الإسبانية على توسيع دائرة البحث وتحديد جميع الأطراف المتورطة.



تعليق جديد

التعليقات المنشورة لا تعبر بأي حال عن رأي الموقع وسياسته التحريرية
شكرا لالتزام الموضوعية وعدم الإساءة والتجريح