
إعداد: بدر أعراب
سعياً منها للتعريف بالفئة الأنتليجينسية للمنطقة، توَخّت "ناظورسيتي" إدراج هذه التوليفة الفنية والثقافية كبريد سريع سيتّم عبره بعث رسائل قصيرة بشكل مستعجل مرتين في الشهر، لـشدّ انتباه القراء الكرام إلى فاعلين ونخبويين وفنانين لـامعين، بصموا أو ساهموا في إثراء المشهد الثقافي والفني لمدينة الناظور تحديداً، ولمنطقة الريف عموماً.. سواء أولئك الذين ما زالوا في أوج عطاءاتهم، أو أولئك الذين طالهم النسيان وانزوُوا إلى هوامش قَصِيةٍ من غرف صمت العزلة والفقدان، بعدما تكشّف لهم بعد فوات الأوان أنهم أعطوا للوطن الشيء الكثير ولكن الوطن لم يعطيهم بالمقابل حتى الشيء القليل.. لا سيما كذلك الذين رحلوا غداة تركهم في سماء الفن والثقافة بالريف نجومهم ساطعة ما تزال تُومض بريقاً ولمعاناً لا يخفتان مع مرّ الزمن.. فالذاكرة الجماعية المشتركة التي سنخال هذه الفقرة -على بساطتها - واحدة من تجسيداتها الناطقة بلسانها، لن تُغيِّب أحدا، وفاءً للذكرى الجميلة الوامقة التي وشمتها أسماء وألقابٌ في أنفسنا ووجداننا كافةً.. "ناظورسيتي" تستحضر هذا الأسبوع رسائل للأسماء الآتية:
سعياً منها للتعريف بالفئة الأنتليجينسية للمنطقة، توَخّت "ناظورسيتي" إدراج هذه التوليفة الفنية والثقافية كبريد سريع سيتّم عبره بعث رسائل قصيرة بشكل مستعجل مرتين في الشهر، لـشدّ انتباه القراء الكرام إلى فاعلين ونخبويين وفنانين لـامعين، بصموا أو ساهموا في إثراء المشهد الثقافي والفني لمدينة الناظور تحديداً، ولمنطقة الريف عموماً.. سواء أولئك الذين ما زالوا في أوج عطاءاتهم، أو أولئك الذين طالهم النسيان وانزوُوا إلى هوامش قَصِيةٍ من غرف صمت العزلة والفقدان، بعدما تكشّف لهم بعد فوات الأوان أنهم أعطوا للوطن الشيء الكثير ولكن الوطن لم يعطيهم بالمقابل حتى الشيء القليل.. لا سيما كذلك الذين رحلوا غداة تركهم في سماء الفن والثقافة بالريف نجومهم ساطعة ما تزال تُومض بريقاً ولمعاناً لا يخفتان مع مرّ الزمن.. فالذاكرة الجماعية المشتركة التي سنخال هذه الفقرة -على بساطتها - واحدة من تجسيداتها الناطقة بلسانها، لن تُغيِّب أحدا، وفاءً للذكرى الجميلة الوامقة التي وشمتها أسماء وألقابٌ في أنفسنا ووجداننا كافةً.. "ناظورسيتي" تستحضر هذا الأسبوع رسائل للأسماء الآتية:

خالد اِزري ( فنان أمازيغي ):
ضيفنا اليوم يتخطّى كونه فناناً فقط، بل حامل رسالة باِمتياز، فقد شقّ خالد إزري طريقه بكل ألق نحو النجومية، منذ ثمانينات القرن الماضي، شُهرته تجاوزت كلّ الحدود والأقطار، وصيتُه ذاعَ عبر الوجهات الأربع للعالم، فأضحى معروفاً لدى شعوبٍ بحالها كاِسبانيا وفرنسا واِيطاليا وحتّى الصين وغيرها، ولا غروَ في ذلك طالما أن الموسيقى في حدّ ذاتها اللغة الوحيدة المفهومة لدى جميع بني البشر، و"لو لا الموسيقى لكانت الحياة أكبر غلطة" في قولة مأثورة عن نيتشيه.. نحَتَ خالد إسمه على صخرة واقع جلمود للغاية وفي منتهى الصلابة.. إذ حين كانت التربة الريفية عقيمة لا تحبل ولا تنجب بحكم أنها أرض غير ذي زرعٍ سوى الألغام والفخاخ، صدحت حنجرة ضيفنا المتأهبة للصراخ على الدوام عالياً، بملحميات غنائية صُنّفت ضمن الخالدات، تتردّد من زمنٍ بعيد وحتى الحين على ألسن الصغار والكبار.. غنّى خالد عن الأرض والريف والهجرة والتشرّد والمنفى والتغريبة والمأساة والأطلال وبطولات الأمجاد، فـأفلح في إيصال الرسالة إلى الضمير الإنساني النابض.
ضيفنا اليوم يتخطّى كونه فناناً فقط، بل حامل رسالة باِمتياز، فقد شقّ خالد إزري طريقه بكل ألق نحو النجومية، منذ ثمانينات القرن الماضي، شُهرته تجاوزت كلّ الحدود والأقطار، وصيتُه ذاعَ عبر الوجهات الأربع للعالم، فأضحى معروفاً لدى شعوبٍ بحالها كاِسبانيا وفرنسا واِيطاليا وحتّى الصين وغيرها، ولا غروَ في ذلك طالما أن الموسيقى في حدّ ذاتها اللغة الوحيدة المفهومة لدى جميع بني البشر، و"لو لا الموسيقى لكانت الحياة أكبر غلطة" في قولة مأثورة عن نيتشيه.. نحَتَ خالد إسمه على صخرة واقع جلمود للغاية وفي منتهى الصلابة.. إذ حين كانت التربة الريفية عقيمة لا تحبل ولا تنجب بحكم أنها أرض غير ذي زرعٍ سوى الألغام والفخاخ، صدحت حنجرة ضيفنا المتأهبة للصراخ على الدوام عالياً، بملحميات غنائية صُنّفت ضمن الخالدات، تتردّد من زمنٍ بعيد وحتى الحين على ألسن الصغار والكبار.. غنّى خالد عن الأرض والريف والهجرة والتشرّد والمنفى والتغريبة والمأساة والأطلال وبطولات الأمجاد، فـأفلح في إيصال الرسالة إلى الضمير الإنساني النابض.

أمينة شوعة ( إعلامية ):
السيدة المقتدرة أمينة شوعة من أولى الوجوه الإعلامية بالناظور، اِشتغلت كإذاعية منذ عقود من الزمن، أيـام كانت القناة الوطنية الأولى تطلق البثّ لسُويعات ثمّ ينقطع الأثير عند منتصف الليل، حيث توّلت تقديم برامج إذاعية عدّة، اِستضافت عبرها العديد من المواهب والطاقات الواعدة، ساهمت في إبراز لمعان أسمائهم وسطوع نجومهم في سماء الوطن، مثلما نافحت عبر رسالتها الإعلامية النبيلة التي أدتها بكل أمانة طوال عقود وما تزال، عن مدينتها بكل ما أوتيت من شحنة وغريزة الصراخ، بتناولها مواضيع تهّم المنطقة وسائر حواضر الريف ومداشره، إقتربت غير ما مرة إلى حدّ طَرقِ طابوهات سياسية بجرأة أكبر دافِعُها في ذلك الغيرة على مسقطها المهمش، فعمراً مديداً ومزيداً من العطاء لضيفتنا.
السيدة المقتدرة أمينة شوعة من أولى الوجوه الإعلامية بالناظور، اِشتغلت كإذاعية منذ عقود من الزمن، أيـام كانت القناة الوطنية الأولى تطلق البثّ لسُويعات ثمّ ينقطع الأثير عند منتصف الليل، حيث توّلت تقديم برامج إذاعية عدّة، اِستضافت عبرها العديد من المواهب والطاقات الواعدة، ساهمت في إبراز لمعان أسمائهم وسطوع نجومهم في سماء الوطن، مثلما نافحت عبر رسالتها الإعلامية النبيلة التي أدتها بكل أمانة طوال عقود وما تزال، عن مدينتها بكل ما أوتيت من شحنة وغريزة الصراخ، بتناولها مواضيع تهّم المنطقة وسائر حواضر الريف ومداشره، إقتربت غير ما مرة إلى حدّ طَرقِ طابوهات سياسية بجرأة أكبر دافِعُها في ذلك الغيرة على مسقطها المهمش، فعمراً مديداً ومزيداً من العطاء لضيفتنا.

صالح ناصر (المجموعة الغنائية "اِصفذوان):
هو قائد المجموعة الغنائية الريفية "اِصفذوان" التي آلت إلى الزوال.. ظّل وجها جمعوياً معروفاً لدى أوساط الجمعويين والنشطاء والنخبويين بالريف وبالناظور خاصة.. اِحتراماً له يُناديه الجميع بـلقب "خالي صالح" وهو بالفعل نِعمَ الخـال، يتميز بكونه يوليه الجميع مكانة اِقتدار رفيعة.. أوْدَعَ الله في صدرهِ قلباً بحجم السمّاء، مفعماً بالحبّ والحبّ وحده.. قيل عنه أنّ لا عدّو له ولا يُكّن لـأحدٍ مقـتـاً كمَا لم يصدر عنه أيّ سوء، هذا مـا جزم كلّ من سألته "ناظورسيتي" بخصوصه ممّن يعرفه عن قرب حقّ المعرفة، رغم أن ما تشِي به أساريره المنفرجة وقسمات محياه البشوش والمُبتسم دوماً، يُغني عن ألف سؤالٍ صُحفي من هذا النوع، لذا لا غرابة أن تَرِد الإفادات مُجمعةً على كونهِ يغدق على الجميع بلا فرز بالحُنْـوِ والبذل والإيثار والعطاء، ضامّاً إلى صدره الكلّ، تستطرد بشأنه الشهادات.. غالباً ما ترمقه محاطـاً بثلّة من الأصدقاء، يلتف حوله الصغير والكبير، حتى بات أصدق وصفٍ يليق بضيفنا صالح أنه "صديق الجميع" الودود.
هو قائد المجموعة الغنائية الريفية "اِصفذوان" التي آلت إلى الزوال.. ظّل وجها جمعوياً معروفاً لدى أوساط الجمعويين والنشطاء والنخبويين بالريف وبالناظور خاصة.. اِحتراماً له يُناديه الجميع بـلقب "خالي صالح" وهو بالفعل نِعمَ الخـال، يتميز بكونه يوليه الجميع مكانة اِقتدار رفيعة.. أوْدَعَ الله في صدرهِ قلباً بحجم السمّاء، مفعماً بالحبّ والحبّ وحده.. قيل عنه أنّ لا عدّو له ولا يُكّن لـأحدٍ مقـتـاً كمَا لم يصدر عنه أيّ سوء، هذا مـا جزم كلّ من سألته "ناظورسيتي" بخصوصه ممّن يعرفه عن قرب حقّ المعرفة، رغم أن ما تشِي به أساريره المنفرجة وقسمات محياه البشوش والمُبتسم دوماً، يُغني عن ألف سؤالٍ صُحفي من هذا النوع، لذا لا غرابة أن تَرِد الإفادات مُجمعةً على كونهِ يغدق على الجميع بلا فرز بالحُنْـوِ والبذل والإيثار والعطاء، ضامّاً إلى صدره الكلّ، تستطرد بشأنه الشهادات.. غالباً ما ترمقه محاطـاً بثلّة من الأصدقاء، يلتف حوله الصغير والكبير، حتى بات أصدق وصفٍ يليق بضيفنا صالح أنه "صديق الجميع" الودود.

سميرة الفيزازي (سيّدة نشرة الأخبار الجوية بالمغرب):
من المعلومِ أن السيّدة سميرة الفيزازي أشهر مقدمة نشرة الطقس بالمغرب منذ ما يربو عن 20 سنة، سليلة الناظور، وبالتحديد اِبنة أعرق حيّ سكنيّ وسَط المدينة "لعري الشيخ"، هناك ترعرعت ونشأت بين دروبات أرجائه، وإلى الآن لم تتوان في التردّد على منزل والديها بين الفينة والأخرى كلما سنحت لها الفرصة طبعا.. تُعّد من أولى وجوه "الهامش" التي تألقت بـ"المركز" وذاع صيتها كشخصية عمومية في ربوع الوطن، جاءتها الشهرة حبواً صفواً وبرق وميضها كالنار في الهشيم، حين كانت الطريق المؤدية من "القاع" المُزدحم إلى "المركز" حيث الأضواء، في معادلة شبيهة بـ"رؤية قوائم الزواحف" على رأي المثل الريفي "أتَاخْزَارضْ يْضَارْن أُوفِيغَارْ"، فكَوْنُ سميرة الفيزازي ريفية تعتز بأصولها وانتمائها، فكثيراً ما اِفتخرَ بها الناظوريون أيّما اِفتخار.. وقد قُرأتِ الألطاف واُلتُقِطَتِ الأنفاس صِدقاً في المغرب كلّه فور شيوع نبأ تعافيها مؤخراً من المرض اللّعين، وكلّ المُنى الآن بعد استرجاع سلامتها، أنْ تعود مُجدداً إلى إطلالاتها البهّية المُشرقة عبر الشاشة.
من المعلومِ أن السيّدة سميرة الفيزازي أشهر مقدمة نشرة الطقس بالمغرب منذ ما يربو عن 20 سنة، سليلة الناظور، وبالتحديد اِبنة أعرق حيّ سكنيّ وسَط المدينة "لعري الشيخ"، هناك ترعرعت ونشأت بين دروبات أرجائه، وإلى الآن لم تتوان في التردّد على منزل والديها بين الفينة والأخرى كلما سنحت لها الفرصة طبعا.. تُعّد من أولى وجوه "الهامش" التي تألقت بـ"المركز" وذاع صيتها كشخصية عمومية في ربوع الوطن، جاءتها الشهرة حبواً صفواً وبرق وميضها كالنار في الهشيم، حين كانت الطريق المؤدية من "القاع" المُزدحم إلى "المركز" حيث الأضواء، في معادلة شبيهة بـ"رؤية قوائم الزواحف" على رأي المثل الريفي "أتَاخْزَارضْ يْضَارْن أُوفِيغَارْ"، فكَوْنُ سميرة الفيزازي ريفية تعتز بأصولها وانتمائها، فكثيراً ما اِفتخرَ بها الناظوريون أيّما اِفتخار.. وقد قُرأتِ الألطاف واُلتُقِطَتِ الأنفاس صِدقاً في المغرب كلّه فور شيوع نبأ تعافيها مؤخراً من المرض اللّعين، وكلّ المُنى الآن بعد استرجاع سلامتها، أنْ تعود مُجدداً إلى إطلالاتها البهّية المُشرقة عبر الشاشة.