المزيد من الأخبار






بوصوف يبرز صور حفاظ الجالية على الثقافة المغربية في بلدان العالم


ناظورسيتي: ع ك

أكد عبد الله بوصوف، الكاتب والمؤرخ، والأمين العام لمجلس الجالية المغربية المقيمة بالخارج، الارتباط الوثيق للمهاجرين بثقافتهم الأصلية، مبرزا في لقاء تلفزيوني مجموعة من صور انتشار البعد الهوياتي للمغاربة عبر ربوع العالم.

وأوضح بوصوف، الذي حل ضيفا على برنامج مملكة الثقافات الذي تبثه قناة "ميدي 1 تيفي"، أهم الجوانب التي تعكس الحضور الثقافي للجالية المغربية في الكثير من البلدان عبر القارات الخمس.

وقال، في شرحه لنوع العلاقة التي تربط المهاجرين بثقافتهم المغربية الأصيلة، أنها "علاقة وطيدة"، ترصد تقارب أفراد الجالية بهويتهم الأصلية بشكل وثيق، مقدما أمثلة على ذلك في أفريقيا وأمريكا.


وكشف بوصوف، أن الهجرات التاريخية بالرغم من بعدها الزمني لم تمحو المعالم الثقافية المغربية، مستدلا على ذلك بأمثلة من السودان التي يعيش فيها حوالي 800 ألف مغربي، لا زالوا يحتفظون بثقافتهم الغذائية والألبسة بالإضافة إلى علامات التدين والتصوف.

وأضاف "المغاربة الذين عاشوا في أفريقيا أيضا، خلال القرن 19، ما زالوا يحتفظون بثقافتهم، بالرغم من أنهم غير مرتبطين بالمغرب سياسيا، ونجد ذلك في نوع المأكولات المستهلكة والألبسة".

نفس الشيء، بالنسبة لطائفة الموريش في الولايات المتحدة الأمريكية، إذ أنه بالرغم من عدم حملها لجنسية الوطن الأم، إلا أن اتباعها لنمط ثقافي خاص يعكس بالملموس اعتزازها بالأصول، لاسيما ما يتعلق منه بارتداء الطربوش المغربي الأحمر في احتفالاتهم الدينية والمناسباتية.

وبخصوص الجالية التي هاجرت إلى أوروبا في منتصف القرن العشرين، فحسب بوصوف "لديها ارتباط وثيق بالثقافة المغربية، وهذا نلحظه في الحفلات المختلفة والمطبخ، كالزي التقليدية الحاضر في جميع الأعراس والحفلات الدينية".

واستطرد " لا يمكن أن يخلو بيت من بيوت المغاربة عبر العالم من أكلة الكسكس، فالأنماط الثقافية الغذائية متوفرة لدى الأغلبية، بالإضافة إلى الطقوس الأخرى التي يعبر عنها كثرة الطلب من طرف الجالية للاستفادة من العروض الفنية التي يقدمها فنانون في أوروبا وأمريكا والمشرق العربي".

كما أوضح المتحدث، أن حرص المغاربة وارتباطهم بثقافتهم وهويتهم، لم يكن أبدا عائقا للاندماج، لكون هذه الأخيرة تتسم بالمرونة والتعدد، وتحفظ مكانة المرأة والأديان الأخرى، وهذه مبادئ تسهل عملية التعايش والتواصل وبناء الجسور مع المجتمعات الأخرى.

واعتبر، الرابط الثقافي من أهم العناصر الأساسية التي تضمن استمرارية العلاقة بين الوطن الأمن والمغاربة الذين يعيشون عبر العالم، وهذا ما جعل المغرب يحرص حتى في اتفاقيات الشغل على إدماج وإدراج البعد الثقافي.

إلى ذلك، شدد بوصوف، على مقترحات مجلس الجالية من أجل تنزيلها، ومن أهمها خلق وكالة ثقافية لجمع جميع المبادرات التي تقترحها مختلف القطاعات الحكومية المغربية، موضحا أن هذه المبادرات لا بد أن تنصهر في مؤسسة واحدة على غرار ما تقوم به دول العالم لنشر ثقافتها والسهر عليها وتبليغها للمهاجرين والعالم بأسره.



تعليق جديد

التعليقات المنشورة لا تعبر بأي حال عن رأي الموقع وسياسته التحريرية
شكرا لالتزام الموضوعية وعدم الإساءة والتجريح