
بقلم: بلال مرتبط
أقول لقطر ولكل دولة تؤوي إرهابيين: إمّا أن تطردوهم أو تسلّموهم للعدالة، لأنّه إن لم تفعلوا ذلك، سنفعله نحن.
بهذه العبارة، خرج رئيس الوزراء الإسرائيلي في كلمة مسجّلة له، أمس الأربعاء، عقب قصف الدوحة، موجهاً رسالة تحذيرية للعالم مفادها: “أنا ربكم الأعلى”.
الرجل المطلوب للعدالة الدولية بجرائم حرب، والممنوع من دخول عدد من الدول، يقدّم نفسه مفسِّراً للإرهاب كما يشاء. فمن غير الممكن أن يقدم “طفل أمريكا المدلّل” كما سماها تشارلز بلاها والذي كان يمثل مدير الأمن وحقوق الإنسان في وزارة الخارجية الأمريكية، على فعل كهذا من دون مباركة من “أمّه”، التي تحتضن أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في الخليج، والتي تقع في قطر "قاعدة العديد".
وبعيداً عن التفسيرات التي ساقها المحللون بشأن هذا التصعيد، مما يعكس رغبة نتنياهو في المضيّ قدما بالحرب بلا نية لوقف إطلاق النار، مستنداً إلى دعم حليفته التقليدية التي تغدق عليه النعم ليستمر في حماقاته، ضارباً عرض الحائط بكل ما قدّمته قطر من جهود ومساعٍ دبلوماسية لتهدئة التوترات.
أقول لقطر ولكل دولة تؤوي إرهابيين: إمّا أن تطردوهم أو تسلّموهم للعدالة، لأنّه إن لم تفعلوا ذلك، سنفعله نحن.
بهذه العبارة، خرج رئيس الوزراء الإسرائيلي في كلمة مسجّلة له، أمس الأربعاء، عقب قصف الدوحة، موجهاً رسالة تحذيرية للعالم مفادها: “أنا ربكم الأعلى”.
الرجل المطلوب للعدالة الدولية بجرائم حرب، والممنوع من دخول عدد من الدول، يقدّم نفسه مفسِّراً للإرهاب كما يشاء. فمن غير الممكن أن يقدم “طفل أمريكا المدلّل” كما سماها تشارلز بلاها والذي كان يمثل مدير الأمن وحقوق الإنسان في وزارة الخارجية الأمريكية، على فعل كهذا من دون مباركة من “أمّه”، التي تحتضن أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في الخليج، والتي تقع في قطر "قاعدة العديد".
وبعيداً عن التفسيرات التي ساقها المحللون بشأن هذا التصعيد، مما يعكس رغبة نتنياهو في المضيّ قدما بالحرب بلا نية لوقف إطلاق النار، مستنداً إلى دعم حليفته التقليدية التي تغدق عليه النعم ليستمر في حماقاته، ضارباً عرض الحائط بكل ما قدّمته قطر من جهود ومساعٍ دبلوماسية لتهدئة التوترات.
الردّ جاء صريحاً: استهداف السيادة القطرية، ولأول مرة، في قلب عاصمتها الدوحة.
إننا أمام كيان يزداد غموضاً وصعوبة في الفهم. والسؤال الذي ينبغي أن يُطرح اليوم ليس: “هل أنت مع التطبيع أم ضده؟”، بل السؤال الأعمق والواجب طرحه هو: “ما هي إسرائيل؟”.
فالطبيعي أن يقترب الإنسان من شيء أو يبتعد عنه بناءً على معرفته به، وفترة الخطوبة مثال على ذلك. لكن مع إسرائيل، نحن أمام دولة لم تحدّد هويتها منذ البداية؛ فكيف لدولة بلا عقيدة أن تستمر، وهي لا تتردد في استهداف حتى حلفائها؟
لقد دعمت بريطانيا الحركة الصهيونية طويلاً، وبقيت مع الولايات المتحدة أبرز سند لها. غير أنّ وثيقة كشفها رئيس الوزراء البريطاني الأسبق بوريس جونسون أظهرت أن فريقه الأمني عثر عام 2017 على أجهزة تجسس في مرحاضه الشخصي بعد استخدام نتنياهو له.
فهل كان يظن أنّ مهمته الاستخبراتية هذه ستظل دون أن يتم اكتشاف أمرها ولو بعد حين؟ ثم سيكون متهماً مباشراً وراء ذلك، بلى، لكنه يعتقد أن ما يقوم به “رسالة عادلة”.
ويكفي أن نتذكّر اغتيال محمود المبحوح، القيادي في كتائب القسام، داخل الأراضي الإماراتية، أو عمليات الموساد التي استهدفت ناشطين فلسطينيين في فرنسا وإيطاليا واليونان خلال تسعينيات القرن الماضي.
بل حتى الولايات المتحدة، برغم شراكتها الاستراتيجية العميقة، لم تسلم من التجسس الإسرائيلي، وأبرز مثال قضية الجاسوس الإسرائيلي جوناثان بولارد و وهو مواطن أمريكي يهودي، وأيضا محلل استخبارات مدني سابق في القوات البحرية الأمريكية، إذ اتهم بالتجسس على الولايات المتحدة واستغلال منصبه لتسريب معلومات لصالح إسرائيل.
باختصار شديد، إن إسرائيل لا تتردّد في ضرب أي شخص تراه تهديداً، ولو كان في حضن أقرب حلفائها، مبرّرة ذلك بـ”الأمن القومي”. وربما يُفهم هذا السلوك عند استحضار خلفية قادتها القادمين من المؤسسة العسكرية، حيث التوسّع هو الهدف الأوحد.
غير أنّ السؤال الأشد إلحاحاً ما زال بلا جواب: ما هي إسرائيل حقاً؟ لنحدد موقفنا تجاهها!!...
إننا أمام كيان يزداد غموضاً وصعوبة في الفهم. والسؤال الذي ينبغي أن يُطرح اليوم ليس: “هل أنت مع التطبيع أم ضده؟”، بل السؤال الأعمق والواجب طرحه هو: “ما هي إسرائيل؟”.
فالطبيعي أن يقترب الإنسان من شيء أو يبتعد عنه بناءً على معرفته به، وفترة الخطوبة مثال على ذلك. لكن مع إسرائيل، نحن أمام دولة لم تحدّد هويتها منذ البداية؛ فكيف لدولة بلا عقيدة أن تستمر، وهي لا تتردد في استهداف حتى حلفائها؟
لقد دعمت بريطانيا الحركة الصهيونية طويلاً، وبقيت مع الولايات المتحدة أبرز سند لها. غير أنّ وثيقة كشفها رئيس الوزراء البريطاني الأسبق بوريس جونسون أظهرت أن فريقه الأمني عثر عام 2017 على أجهزة تجسس في مرحاضه الشخصي بعد استخدام نتنياهو له.
فهل كان يظن أنّ مهمته الاستخبراتية هذه ستظل دون أن يتم اكتشاف أمرها ولو بعد حين؟ ثم سيكون متهماً مباشراً وراء ذلك، بلى، لكنه يعتقد أن ما يقوم به “رسالة عادلة”.
ويكفي أن نتذكّر اغتيال محمود المبحوح، القيادي في كتائب القسام، داخل الأراضي الإماراتية، أو عمليات الموساد التي استهدفت ناشطين فلسطينيين في فرنسا وإيطاليا واليونان خلال تسعينيات القرن الماضي.
بل حتى الولايات المتحدة، برغم شراكتها الاستراتيجية العميقة، لم تسلم من التجسس الإسرائيلي، وأبرز مثال قضية الجاسوس الإسرائيلي جوناثان بولارد و وهو مواطن أمريكي يهودي، وأيضا محلل استخبارات مدني سابق في القوات البحرية الأمريكية، إذ اتهم بالتجسس على الولايات المتحدة واستغلال منصبه لتسريب معلومات لصالح إسرائيل.
باختصار شديد، إن إسرائيل لا تتردّد في ضرب أي شخص تراه تهديداً، ولو كان في حضن أقرب حلفائها، مبرّرة ذلك بـ”الأمن القومي”. وربما يُفهم هذا السلوك عند استحضار خلفية قادتها القادمين من المؤسسة العسكرية، حيث التوسّع هو الهدف الأوحد.
غير أنّ السؤال الأشد إلحاحاً ما زال بلا جواب: ما هي إسرائيل حقاً؟ لنحدد موقفنا تجاهها!!...