المزيد من الأخبار






بفرص شغل تصل إلى 100 ألف فرصة.. تفاصيل تقدم ميناء الناظور غرب المتوسط أحد أضخم المشاريع البحرية في المغرب


بفرص شغل تصل إلى 100 ألف فرصة.. تفاصيل تقدم ميناء الناظور غرب المتوسط أحد أضخم المشاريع البحرية في المغرب
ناظورسيتي: متابعة

يواصل المغرب توسيع حضوره الاستراتيجي في غرب البحر الأبيض المتوسط عبر مشروع ميناء الناظور غرب المتوسط، الذي يشكل أحد أكبر رهانات المملكة لتعزيز قوتها اللوجستية وإعادة تشكيل مسارات التجارة الإقليمية والدولية. ومع اقتراب موعد تشغيله، يبرز المشروع كامتداد طبيعي لنجاح طنجة المتوسط، وركيزة لبناء قطب ثانٍ قادر على المنافسة في واحد من أكثر الممرات البحرية نشاطا في العالم.

موعد التشغيل.. مرحلة الحسم تقترب

في هذا الصدد كشف عزيز يحيى، منسق دراسات وأشغال المشروع في تصريح له، أن الميناء سيدخل مرحلة الاستغلال نهاية سنة 2026، مؤكدا أن أشغال البنيات التحتية للمرحلة الأولى اكتملت بالكامل، فيما تتواصل عمليات تصنيع تجهيزات الاستغلال تحت إشراف شركة مرسى ماروك وشركات دولية متخصصة.

وأضاف المتحدث موضحًا، أن الميناء صُمّم وفق رؤية تمتد لثلاث مراحل تكاملية، غير أن الطلب المرتفع على خدماته دفع إلى تسريع وتيرة أشغال توسيع الرصيف الغربي، رغم أن هذا الشطر كان مقررا إنجازه خلال خمس سنوات إضافية.



امتداد لطنجة المتوسط وطموح يصل إلى 17 مليون حاوية

يمثل مشروع الناظور غرب المتوسط استمرارية طبيعية للمنصة المينائية لطنجة المتوسط، مع بلوغ طاقة استيعابية أولية تصل إلى 5 ملايين حاوية عند بدء التشغيل. وعلى المدى الطويل، يرتقب أن ترتفع هذه القدرة إلى ما بين 15 و17 مليون حاوية، مما يعزز توجه المغرب نحو إنشاء محور مينائي على الساحل الغربي للمتوسط قادر على استيعاب حركية تجارية ضخمة.

ويرى عزيز يحيى أن التقدم المحقق في المشروع، إلى جانب الأرقام القياسية لطنجة المتوسط، يضع المغرب على أعتاب ترسيخ قطبين لوجستيين عالميين في أقل من عقدين، مستفيدًا من بيئة تنظيمية مرنة وقدرات تشغيلية تعتبر من بين الأكثر تنافسية في المنطقة.



منطقة صناعية خضراء على مساحة 800 هكتار

بالتوازي مع انطلاق تشغيل الميناء، ستبدأ المرحلة الأولى من المنطقة الصناعية واللوجستية الممتدة على 800 هكتار، منها 270 هكتارا مخصصة للصناعات الخضراء والصناعة التحويلية. وتهدف هذه المنطقة إلى تشكيل منظومة صناعية ومينائية متكاملة تجمع بين الأنشطة اللوجستية والصناعية في محيط واحد، على غرار النماذج المعتمدة في كبريات موانئ العالم.

ويتوقع المشروع خلق ما بين 80 ألف و100 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة خلال السنوات الأولى من التشغيل، مع استقطاب استثمارات عمومية وخاصة تتجاوز 80 مليار درهم، مما يمنح جهة الشرق دفعة اقتصادية غير مسبوقة.

موقع استراتيجي على بوابة مضيق جبل طارق

يقع الميناء على بعد 160 ميلا بحريا فقط من مضيق جبل طارق، الذي تعبره نحو 120 ألف سفينة سنويا، ما يجعل موقعه الجغرافي عاملا حاسما في تعزيز دوره كحلقة وصل بين طرق التجارة العالمية.

كما يستفيد من قربه من الأسواق الأوروبية والأمريكية والإفريقية، ومن وجود خمس مطارات دولية في محيطه، أقربها لا يبعد سوى 25 كيلومترا. وإلى جانب ارتباطه بشبكة الطرق السيارة والسكك الحديدية، يتواجد الميناء في قلب منطقة اقتصادية متنامية تشهد تدفقات قوية للاستثمارات الأجنبية.


هندسة متقدمة ورؤية بعيدة المدى

يرتكز المشروع على بنية هندسية حديثة تشمل حواجز أمواج كبرى ورصيفا طويلًا للحاويات ومنصات برية واسعة مجهزة بأحدث التقنيات، إلى جانب أرصفة متعددة الخدمات ورصيف مخصص لمعالجة حركة السيارات.

وتنسجم هذه المقاربة التقنية مع رؤية المغرب لتطوير موانئ ذات قدرة تنافسية عالمية، تدعم الصناعات الوطنية وتفتح آفاقا أوسع للاندماج في سلاسل الإنتاج العالمية.



تعليق جديد

التعليقات المنشورة لا تعبر بأي حال عن رأي الموقع وسياسته التحريرية
شكرا لالتزام الموضوعية وعدم الإساءة والتجريح