ناظورسيتي: متابعة
تتجه العاصمة الإسبانية مدريد نحو أسبوع دبلوماسي ساخن، بعدما كشفت وسائل إعلام إسبانية أن رئيس الوزراء بيدرو سانشيز سيستقبل الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون خلال دجنبر الجاري، في زيارة تأتي مباشرة بعد القمة رفيعة المستوى التي ستجمع سانشيز برئيس الحكومة المغربية عزيز أخنوش يوم الخميس المقبل. خطوة تكشف حساسية الظرف الإقليمي وتشابك الملفات التي تعصف بالعلاقات الإسبانية ـ الجزائرية.
فإسبانيا تستعد لاحتضان الدورة الثالثة عشرة للاجتماع رفيع المستوى مع المغرب في 4 دجنبر 2025، وهو موعد يكتسي رمزية خاصة بالنظر إلى متانة الشراكة الاستراتيجية بين الرباط ومدريد، وما رافقها من تحولات عميقة منذ شهر مارس 2022 حين أعلنت حكومة سانشيز دعمها الصريح لمبادرة الحكم الذاتي في الصحراء المغربية.
تتجه العاصمة الإسبانية مدريد نحو أسبوع دبلوماسي ساخن، بعدما كشفت وسائل إعلام إسبانية أن رئيس الوزراء بيدرو سانشيز سيستقبل الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون خلال دجنبر الجاري، في زيارة تأتي مباشرة بعد القمة رفيعة المستوى التي ستجمع سانشيز برئيس الحكومة المغربية عزيز أخنوش يوم الخميس المقبل. خطوة تكشف حساسية الظرف الإقليمي وتشابك الملفات التي تعصف بالعلاقات الإسبانية ـ الجزائرية.
فإسبانيا تستعد لاحتضان الدورة الثالثة عشرة للاجتماع رفيع المستوى مع المغرب في 4 دجنبر 2025، وهو موعد يكتسي رمزية خاصة بالنظر إلى متانة الشراكة الاستراتيجية بين الرباط ومدريد، وما رافقها من تحولات عميقة منذ شهر مارس 2022 حين أعلنت حكومة سانشيز دعمها الصريح لمبادرة الحكم الذاتي في الصحراء المغربية.
وفي سياق هذه التحركات، كشفت صحيفة The Objective أن مجلس الوزراء الإسباني يستعد لتعيين راميرو فرنانديز باتشيلير سفيرا جديدا لدى الجزائر، خلفاً لفرناندو موران، وسط أجواء سياسية مشحونة داخل الجزائر، آخرها الجدل الذي أثاره فرار رئيس جهاز مكافحة الاستخبارات السابق عبد القادر حداد.
ويأتي هذا التغيير الدبلوماسي، وفق الصحيفة ذاتها، في وقت تتزايد فيه مؤشرات الانفصال بين مدريد والجزائر في ملفات الهجرة، خاصة مع الارتفاع الكبير في قوارب المهاجرين المنطلقة من السواحل الجزائرية نحو جزر البليار خلال صيف 2025.
ومقابل استفحال الظاهرة، تشير مصادر إسبانية إلى أن تخفيف الجزائر لمراقبة شبكات الهجرة كان “ورقة ضغط مباشرة” على إسبانيا من أجل تسريع منح التأشيرات لمواطنيها.
فبين يونيو وشتنبر 2025، استقبلت جزر البليار حوالي 3.900 مهاجر على متن 224 قاربا، مقابل 1.900 فقط في جزر الكناري، وهو ما يعكس انهيار التنسيق بين البلدين منذ الأزمة الدبلوماسية المرتبطة بملف الصحراء.
ورغم إعلان استئناف العلاقات التجارية، ما زالت آثار القطيعة واضحة، إذ تكبدت الشركات الإسبانية خسائر فادحة بلغت 3.2 مليارات يورو خلال 28 شهراً من الفتور، بسبب تقليص الصادرات نحو الجزائر وتجميد العمليات المصرفية.
وفي الجهة المقابلة، تشتكي الجزائر من بطء منح التأشيرات، فيما تعبر مدريد عن انزعاجها من رفض السلطات الجزائرية دخول الإسبان من أصول مغربية، ما يزيد من تعقيد المشهد الدبلوماسي بين الطرفين.
ويرى المعهد الملكي “إلكانو” أن استمرار هذا التراجع في التنسيق قد يعيد رسم مسارات الهجرة بين الساحل الإفريقي وأوروبا، مع احتمال انتقال الضغط نحو الجنوب الجزائري في اتجاه المغرب.
زيارة تبون المرتقبة لن تكون بروتوكولية فقط، بل اختباراً حقيقياً لمدى قدرة البلدين على تجاوز تراكمات السنوات الماضية، خصوصاً بعد المواقف المتشنجة التي أعقبت دعم مدريد لمغربية الصحراء، وما تلاها من تعليق الجزائر لمعاهدة الصداقة لسنة 2002، ثم تجميد المعاملات التجارية وخلق أزمة مع الاتحاد الأوروبي الذي اصطف إلى جانب مدريد.
اليوم، وبينما يفتح سانشيز أبواب قصره لأخنوش أولاً ثم لتبون، يترقب المراقبون ما إذا كانت مدريد قادرة على الموازنة بين شراكتها الاستراتيجية مع المغرب وعلاقتها المتوترة مع الجزائر… أم أننا أمام فصل جديد من التصعيد الدبلوماسي في الضفة الغربية للمتوسط.
ويأتي هذا التغيير الدبلوماسي، وفق الصحيفة ذاتها، في وقت تتزايد فيه مؤشرات الانفصال بين مدريد والجزائر في ملفات الهجرة، خاصة مع الارتفاع الكبير في قوارب المهاجرين المنطلقة من السواحل الجزائرية نحو جزر البليار خلال صيف 2025.
ومقابل استفحال الظاهرة، تشير مصادر إسبانية إلى أن تخفيف الجزائر لمراقبة شبكات الهجرة كان “ورقة ضغط مباشرة” على إسبانيا من أجل تسريع منح التأشيرات لمواطنيها.
فبين يونيو وشتنبر 2025، استقبلت جزر البليار حوالي 3.900 مهاجر على متن 224 قاربا، مقابل 1.900 فقط في جزر الكناري، وهو ما يعكس انهيار التنسيق بين البلدين منذ الأزمة الدبلوماسية المرتبطة بملف الصحراء.
ورغم إعلان استئناف العلاقات التجارية، ما زالت آثار القطيعة واضحة، إذ تكبدت الشركات الإسبانية خسائر فادحة بلغت 3.2 مليارات يورو خلال 28 شهراً من الفتور، بسبب تقليص الصادرات نحو الجزائر وتجميد العمليات المصرفية.
وفي الجهة المقابلة، تشتكي الجزائر من بطء منح التأشيرات، فيما تعبر مدريد عن انزعاجها من رفض السلطات الجزائرية دخول الإسبان من أصول مغربية، ما يزيد من تعقيد المشهد الدبلوماسي بين الطرفين.
ويرى المعهد الملكي “إلكانو” أن استمرار هذا التراجع في التنسيق قد يعيد رسم مسارات الهجرة بين الساحل الإفريقي وأوروبا، مع احتمال انتقال الضغط نحو الجنوب الجزائري في اتجاه المغرب.
زيارة تبون المرتقبة لن تكون بروتوكولية فقط، بل اختباراً حقيقياً لمدى قدرة البلدين على تجاوز تراكمات السنوات الماضية، خصوصاً بعد المواقف المتشنجة التي أعقبت دعم مدريد لمغربية الصحراء، وما تلاها من تعليق الجزائر لمعاهدة الصداقة لسنة 2002، ثم تجميد المعاملات التجارية وخلق أزمة مع الاتحاد الأوروبي الذي اصطف إلى جانب مدريد.
اليوم، وبينما يفتح سانشيز أبواب قصره لأخنوش أولاً ثم لتبون، يترقب المراقبون ما إذا كانت مدريد قادرة على الموازنة بين شراكتها الاستراتيجية مع المغرب وعلاقتها المتوترة مع الجزائر… أم أننا أمام فصل جديد من التصعيد الدبلوماسي في الضفة الغربية للمتوسط.

بعد لقاء أخنوش.. سانشيز يفتح باب القصر لتبون وسط عاصفة دبلوماسية جديدة