الوزير العنصر في إجتماع بالناظور: لولا الحظوة الملكية لما تبوّأت الناظور هذه المكانة

بدر أعراب | إلياس حجلة | محمد مقرش

العنصر: إقليم الناظور ورغم تميّزه بمؤهلات زاخرة ومقومات عدة، فإن وضعها مع ذلك كان هشّا للغاية، لولا إيلائها العناية المولوية من لدن عاهل البلاد

ترأس أمحند العنصر وزير التعمير وإعداد التراب الوطني، أشغال إجتماع الدورة التاسعة للمجلس الإداري للوكالة الحضرية للناظور، المنعقد زوال أمس الأربعاء 6 ماي الجاري، بمقر عمالة إقليم الناظور، بحضور عامل إقليم الناظور وعامل إقليم الدريوش، ونائب رئيس الجهة الشرقية، والمدير العام لوكالة تهيئة موقع بحيرة مارتشيكا، ورؤساء المجالس الإقليمية، ورؤساء الغرف المهنية، وأعضاء المجلس الإداري للوكالة الحضرية للناظور، إضافة إلى ممثلي الهيئات المنتخبة على المستوى المحلي والإقليمي.

واستهلت أشغال إجتماع المجلس الإداري التاسع للوكالة الحضرية للناظور، بمداخلة امنحد العنصر وزير التعمير وإعداد التراب الوطني الذي أكد أن إنعقاد هذه الدورة خلال السنة الجارية، يأتي في ظل مناخ جيد تعيشه البلاد، تميزه الأوراش الإستراتيجية التي توجد في طور التنفيذ، والتي تجعل من قطاع التعمير محورا أساسيا من محاورها وآلية ناجعة تسهم في عقلنة التدخلات العمومية وتوجيه التنمية العمرانية والإقتصادية.

وفي سياق متصل، قال أمحند العنصر ضمن مداخلته، أن منطقة الناظور ورغم تميّزها بمؤهلات زاخرة ومقوّمات عدة، فإن وضعها مع ذلك كان إلى حدود أمس قريب، هشّاً للغاية لا يرقى إلى مستوى التطلعات، لولا إيلائها العناية والحظوة المولويتين من لدن عاهل البلاد، ما مكّنها من الإرتقاء وجعلها تتبوّأ مكانة مشرّفة، حيث خصّها الملك بمشاريع ضخمة خوّلتها إمكانية تأهيل موقعها السياحي "مارتشيكا" بالأخص، إلى مصاف المواقع العالمية، يردف المتحدث، قبل أن يدعو إلى تعريف المواطنين بالدور الأساس الذي تضطلع به الوكالة الحضرية، حيث أضاف أنه دورٌ توجيهي ودراسي وتخطيطي وإستشرافي وذات صفة تشاركية، لم يعد كلاسيكياً محصورا في إعطاء رخص البناء وحسب، يردف الوزير.

دعـا محمد البوكيلي رئيس بلدية الدريوش، وزير التعمير وإعداد التراب الوطني، وكذا كبار المسؤولين بإقليميْ الناظور والدريوش، إلى ضرورة إحداث وكالة حضرية للدريوش، على غرار الوكالة الحضرية للناظور وباقي الأقاليم، على إعتبار أن الدريوش إقليمٌ مستقل، والتمس إدراجها كنقطة محورية ضمن التوصيات للمصادقة عليها، وهو ما لم يتحقق لكون الدعوة لم تلق أيّ صدى.

في حين وصـى عبد القادر سلامة كافة أعضاء مجلس الوكالة الحضرية للناظور، بتشكيل لجنة تختص ببحث سبل الحلول الكفيلة بإحقاق الحد الأدنى من التأهيل للمداشر والأحياء ناقصة التجهيز، وتزويدها على الأقل بالمادتين الحيويتين "الماء والكهرباء"، داعيا في الوقت نفسه وزارة التعمير وإعداد التراب الوطني إلى وجوب دعم الوكالة بالإعتمادات المادية حتى يتسنى لها القيام بواجبها حيال ساكنة المنطقة.

ونبّه صلاح العبوضي نائب رئيس الجهة الشرقية، في مداخلته، إلى ضرورة قيام الوكالة الحضرية للناظور، بأنشطة إشعاعية موازية داخل رقعة المجال الجغرافي التي تغطيها، للتعريف بدورها، بدعوى أن غالبية الفاعلين ناهيك عن عموم المواطنين، لا يعرفون تحديداً الدور الحقيقي المنوط بهذه المؤسسة، كما تطرق في سياق آخر يتصل بمجال التصميم الحضري للمدينة، إلى إشكالية إنعدام المساحات الخضراء بالناظور ومنه بالتالي إفتقاد المدينة إلى الجمالية، معزيا ذلك إلى سيل الزحف الإسمنتي الذي أتى على "الأخضر" فيها، قبل أن يربط البناء العشوائي واللاتصميم بصفة عامة بالمعاقل المُنتجة للإرهاب، وأعطى مثالاً على ذلك بحيّ سيدي مومن وسط الدار البيضاء وأحياء هامشية أخرى تسودها الفوضى العمرانية.

إلى ذلك، عرفت أشغال إجتماع مجلس الوكالة الحضرية للناظور الذي تمت إبّانه المصادقة بالإجماع على نقاط عدة تتعلق بمجالات التخطيط العمراني وتشجيع الإستثمار والتدبير الحضري، تعيين مدير جديد على رأس إدارتها، حيث تـلا هذا الأخير الخلاصات التي أفرزها النقاش في الختام على شكل توصيات.