المزيد من الأخبار






الناظوريون يعيشون حياة جحيمية مع ضوضاء "آليات" الميكانيك والسدور والتلحيم والنجارة وسط الأحياء


الناظوريون يعيشون حياة جحيمية مع ضوضاء "آليات" الميكانيك والسدور والتلحيم والنجارة وسط الأحياء
بدر أعراب

يكاد لا يخلو حيّ سكني من أحياء وسط مدينة الناظور، من محلٍ للصيانة الميكانيكية أو الحدادة أو التلحيم "السدور" و النجارة ومغسل السيارات وغيرها من المهن المماثلة، التي تتطلب طبيعتها الحركية القائمة على الرعونة والخشونة إحداث ضوضاءٍ مستمرة، حيث إن طبيعتها الآلية هي ما يفرض إشتغالها وسط أجواء الجلبة والشوشرة، غير أنها تؤرق مضجع السكان الذين يوجد بينهم مرضى وعجائز ورضّع وأطفال وفئة واسعة من أولئك الذين يحتاجون إلى أخذ قسط وافر من الراحة إستعداداً لمغادرة منازلهم صوب وجهات مقرات العمل لبذل ساعات طوال من الجهد المضني.

مواطنون متأففون من ظاهرة المحلات ذات الطابع الآلي التي تنبعث منها الضوضاء خلال الساعات الباكرة ذات كل صباح حتى المغيب، لا يتوانون في ترديد اللطيف متضرعين إلى الله لتخليصهم من الحياة الجحيمية التي يعيشونها، لا سيما أثناء خلودهم للراحة داخل منازل أسرهم إبّان الفترات النهارية، حيث هناك من المواطنين من يؤكد أنّ الأمر أوصله إلى حدّ إصابته بمشاكل صحية نتيجة إنعدام الراحة، لكون أعصابه لم تعد تستحمل ّالضوضاء" التي يأتي صداها من على بُعد مرمى حجر من بيته الذي يُفترض أن يسوده السكون والهدوء حتى تتجدّد طاقة قاطنيه البدنية.

وفي المقابل، ما تزال الجهات القائمة على الشؤون العامة في مدنٍ كمدينة كالناظور التي نقدمها كأبرز النماذج في هذا الصدد، بالنظر إلى إنتشار نوعية هذه المحلات فيها كالفطريات، تمنح رخص فتح مثيلات هذه الأخيرة دون مراعاة ما يقلق راحة الساكنة أو الأخذ بعين الإعتبار معاناتها مع ما يحدثه الضوضاء من هذا القبيل صباح مساء، لذلك فواقع المعاناة الجحيمية التي تتكبدها الساكنة، من جملة ما يفرزه، سؤالاً تعي العامة من الناس مسبقا أنه لن يجد أذانا صائغة، حول متى تحذو مدينة الناظور حذو حاضرة مليلية المحتلة مثلا في هذا الخصوص، حيث تخصّص على هامش أحيائها السكنية، حيّا خاصا للراغبين في فتح مثل هذه المحلات الآلية؟


تعليق جديد

التعليقات المنشورة لا تعبر بأي حال عن رأي الموقع وسياسته التحريرية
شكرا لالتزام الموضوعية وعدم الإساءة والتجريح