المزيد من الأخبار






المغربي رشيد يقتحم النيران وينقذ أما وأطفالها الثلاثة من موت محقق بفرنسا


المغربي رشيد يقتحم النيران وينقذ أما وأطفالها الثلاثة من موت محقق بفرنسا
ناظورسيتي: متابعة

لم يكن صباح الثلاثاء 23 دجنبر يوما عاديا في بلدة “ماني ليسامو” بضواحي باريس، إذ تحوّل هدوء الصباح في لحظات خاطفة إلى مشهد أقرب إلى ساحة حرب، بعد انفجار مدو هز الحي بأكمله. غير أن هذا الرعب كشف، في المقابل، عن قصة شجاعة نادرة بطلها رجل يدعى “رشيد”.

في حدود الساعة السابعة والنصف صباحا، دوّت انفجارات عنيفة داخل منزل مجاور، لتندلع ألسنة اللهب وسط الركام. رشيد، وهو أب في عقده الثالث، لم يتردد لحظة واحدة. خرج مسرعاً ليستوعب حجم الكارثة، قبل أن يستجيب لنداءات استغاثة صادرة من داخل المنزل المنهار. وبمساعدة أحد جيرانه الذي حمله على كتفيه، تمكن من الوصول إلى الطابق العلوي وسط ظروف وُصفت بغير القابلة للحياة.


داخل الدخان الكثيف والحرارة الخانقة، نجح رشيد في إخراج طفلين، لكن اللحظة الأصعب كانت حين أصرت الأم على عدم مغادرة المكان دون رضيعها البالغ من العمر عامين، العالق تحت الأنقاض. متحديا خطر انفجار ثانٍ، استخدم مطفأة حريق وشق طريقه وسط النيران، لينتشل الرضيع في اللحظات الأخيرة قبل انهيار السقف بالكامل.

نقلت الأم وأطفالها الثلاثة إلى المستشفى في حالة استعجال قصوى، فيما خرج رشيد بحروق طفيفة في يديه وقدميه. وبرغم ما فعله، رفض أن يُوصف بالبطل، مؤكداً بتواضع أن إنقاذ الأطفال كان واجباً إنسانيا لا يقبل التردد.

اليوم، وبينما تواصل السلطات الفرنسية التحقيق في أسباب الانفجار، يتردد اسم رشيد في أزقة الحي كرمز للشجاعة ونكران الذات، وتتزايد الدعوات لتكريمه رسميا ومنحه وسام شرف يليق بعمل إنساني أنقذ أربع أرواح من موت محقق.


تعليق جديد

التعليقات المنشورة لا تعبر بأي حال عن رأي الموقع وسياسته التحريرية
شكرا لالتزام الموضوعية وعدم الإساءة والتجريح