
الياس حجلة
يومه السبت 23 شعبان 1438هـ الموافق لـ 20 مايو 2017م، أشرف المجلس العلمي بالناظور بتعاون مع مندوبية الشؤون الإسلامية على مجموعة من الندوات المسجدية في موضوع: الاعداد لرمضان الابرك.
وهكذا استمع رواد المساجد في مختلف جوامع الإقليم خاصة المركزية منها داخل المدار الحضاري والقروي إلى علماء تناولوا في حديثهم حول استقبال رمضان محورين اثنين:
بداية الشهر التي تتم برؤية الهلال بناء على قوله تعالى: «فَمَنشَهِدَمِنكُمُالشَّهْرَفَلْيَصُمْهُ »وقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «صوموا لرؤيته وافطرو لرؤيته». وهذه الرؤية لها ضوابط وشروط لابد من مراعاتها والتقيدبها، وهو ما أثاره السادة المحاضرون من الأيمةالمؤطرين المتفقهين في مادة التوقيت التي سبقت لهم فيها دراسة في جامع القرويين ومعهد تكوين الأيمة والمرشدات.
وأفاضوا في هذا المحور المهم وبينوا الطريقة التي يعتمدها المغرب في اثبات رؤية الهلال والتي تكلف الدولة كل آخر شهر قمري غاليا حفاظا على هذه الشعيرة التي يجب العناية بها لصلتها القوية بكل العبادات تقريبا كالصلاة والزكاة والصوم والحج، مصداق قوله تعالى:«يَسْأَلُونَكَعَنِالْأَهِلَّةِ ۖ قُلْهِيَمَوَاقِيتُلِلنَّاسِوَالْحَجِّ ».
وفي هذا الاطار تمت بيانات للتقويم الهجري المغربي اعتمادا على الكتيب النفيس الذي تصدره وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية كل سنة والذي يتضمن مداخل الشهور القمرية والنتائج الحسابية لمراقبة الأهلة وتوقيت الصلاة لمختلف مدن المملكة المغربية. كما تطرق السادة العلماء في نفس السياق لشرح مصطلحات فلكية يعتمد عليها المؤقتون في هذا الشأن مثل:
اجتماع القمر والشمس – غروب الهلال – سمته – غروب الشمس- سمتها – مكث الهلال – ارتفاع الهلال – قوس الرؤية – قوس النور – ضوابط الرؤية – بعد السواء – البعد المعدل – مقوم الرؤية – سبف الهلال – دقائق النور – الرؤية قطعية – الرؤية واضحة – الرؤية ممتنعة وغيرها من المصطلحات.
والمغرب – كما يتضح – متضلع تاريخيا في هذا المجال، فكان لا يخلو جامع من جوامعه الكبرى من الساعات الضابطة للوقت ومن المؤقتين الذين يشرفون على ضبط الوقت ولذلك تجد ساعات شمسية المعتمدة على الربع المجيب منصوبة في كثير من صحون الجوامع، ولايزال "دار المؤقت" بجامع القرويين شاهدة على هذا العمل والتي توجد بداخلها ساعات مختلفة اثرية منها رملية ومائية وحائطية.
وحسب النتائج الحسابية الواردة بالكتيب المذكور فإن فاتح رمضان سيكون يوم السبت 27 مايو 2017م، لأن رؤية الهلال عشية يوم 29 شعبان واضحة بناء على ضوابط مدققة مبنية في نفس الكتيب، ولكن يبقى الحسم في ذلك لمراقبة الهلال التي يقوم بها السادة النظار والمندوبون، والقضاة وغيرهم - طاقم كبير في كل إقليم ينتصب لهذا الشأن – والتي تظهر نتائجها الأخيرة عن طريق الأخبار الرسمية.
وقد بين السادة العلماء بخصوص هذا الأمر اننا ننتظر يوم الجمعة المقبل 29 شعبان حين يتصدى الناس لمراقبة الهلال، وتخبر وزارة الأوقاف عن نتيجة ذلك، فالعبرة دائما بحكم الحاكم، فهو الفيصل الحاسم والقاطع كل شك وتردد، فلا يجوز شرعا وعرفا وعقلا مخالفة حكم الحاكم لأنه:
أولا: يحافظ على شؤون الدين.
ثانيا: يحسم الخلاف.
ثالثا:يحافظ على وحدة الأمة
وهنا وجب الانضباط التام درء لكل ما من شأنه ان يفسد عنا ديننا أو يثير فتنة ما داخل الامة المغربية المجتمعة لقرون على امارة المؤمنين حفظها الله وبسط في الأرض سلطانها وأعزها.
والعلماء القدامى والمعاصرون يجمعون على انه يجب العمل في شؤون الدين كلها من صلاة وصيام وزكاة وحج بما عليه اهل كل قطر وبلد، حفاظا على الوحدة والاجتماع، فإذا كانت الامة الإسلامية الآن وهي ذات المليار ونصف، تفترق شذرمذر، فيجب الحفاظ على وحدة كل بلد.
والمحور الثاني في الندوة دار حول التوبة، انطلاقا من قوله تعالى: «وَتُوبُواإِلَىاللَّهِجَمِيعًاأَيُّهَاالْمُؤْمِنُونَلَعَلَّكُمْتُفْلِحُونَ »: وانطلاقا من الآية شرح السادة العلماء معنى التوبة لغة واصطلاحا مسترشدين بآيات بينات واحاديث نبوية شريفة وبيانات للعلماء وأقوال الصلحاء والحكماء، ثم قسموا الذنوب والمعاصي الى كبائر وصغائر، وبينوا كيف تكون التوبة منهما، وشروطها واركانها.
وأشاروا في السياق إلى معنى التوبة النصوح، وهي الخالصة التي تتم بكل أركانها خاصة ما يتعلق برد المظالم إلى أهلها، فالظلم لا يسقط بالتقادم، بل يبقى معلقا بصاحبه الى يوم القيامة، ولذلك وجب التعجيل بالتحلل من المظالم وردها إلى أهلها. ففي الحديث القدسي يقول رب العزة:«ياعباديإنيحرمتالظلمعلىنفسي،وجعلتهبينكممحرمافلاتظالموا ».
إن الظلم شؤم على صاحبه، يبقى تبعه على الظالم في الدنيا والآخرة، وما أكثر الظالمين الذين نالوا عقابهم، وجزاءهم في الدنيا قبل الآخرة، ورمضان فرصة عظيمة للتوبة ورد المظالم إلى أهلها، والله تعالى يمد يده بالليل ليتوب مسئ النهار ويمد يده بالنهار ليتوب مسئ الليل.
وكل هذه الندوات ختمت بالدعاء الصالح.
يومه السبت 23 شعبان 1438هـ الموافق لـ 20 مايو 2017م، أشرف المجلس العلمي بالناظور بتعاون مع مندوبية الشؤون الإسلامية على مجموعة من الندوات المسجدية في موضوع: الاعداد لرمضان الابرك.
وهكذا استمع رواد المساجد في مختلف جوامع الإقليم خاصة المركزية منها داخل المدار الحضاري والقروي إلى علماء تناولوا في حديثهم حول استقبال رمضان محورين اثنين:
بداية الشهر التي تتم برؤية الهلال بناء على قوله تعالى: «فَمَنشَهِدَمِنكُمُالشَّهْرَفَلْيَصُمْهُ »وقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «صوموا لرؤيته وافطرو لرؤيته». وهذه الرؤية لها ضوابط وشروط لابد من مراعاتها والتقيدبها، وهو ما أثاره السادة المحاضرون من الأيمةالمؤطرين المتفقهين في مادة التوقيت التي سبقت لهم فيها دراسة في جامع القرويين ومعهد تكوين الأيمة والمرشدات.
وأفاضوا في هذا المحور المهم وبينوا الطريقة التي يعتمدها المغرب في اثبات رؤية الهلال والتي تكلف الدولة كل آخر شهر قمري غاليا حفاظا على هذه الشعيرة التي يجب العناية بها لصلتها القوية بكل العبادات تقريبا كالصلاة والزكاة والصوم والحج، مصداق قوله تعالى:«يَسْأَلُونَكَعَنِالْأَهِلَّةِ ۖ قُلْهِيَمَوَاقِيتُلِلنَّاسِوَالْحَجِّ ».
وفي هذا الاطار تمت بيانات للتقويم الهجري المغربي اعتمادا على الكتيب النفيس الذي تصدره وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية كل سنة والذي يتضمن مداخل الشهور القمرية والنتائج الحسابية لمراقبة الأهلة وتوقيت الصلاة لمختلف مدن المملكة المغربية. كما تطرق السادة العلماء في نفس السياق لشرح مصطلحات فلكية يعتمد عليها المؤقتون في هذا الشأن مثل:
اجتماع القمر والشمس – غروب الهلال – سمته – غروب الشمس- سمتها – مكث الهلال – ارتفاع الهلال – قوس الرؤية – قوس النور – ضوابط الرؤية – بعد السواء – البعد المعدل – مقوم الرؤية – سبف الهلال – دقائق النور – الرؤية قطعية – الرؤية واضحة – الرؤية ممتنعة وغيرها من المصطلحات.
والمغرب – كما يتضح – متضلع تاريخيا في هذا المجال، فكان لا يخلو جامع من جوامعه الكبرى من الساعات الضابطة للوقت ومن المؤقتين الذين يشرفون على ضبط الوقت ولذلك تجد ساعات شمسية المعتمدة على الربع المجيب منصوبة في كثير من صحون الجوامع، ولايزال "دار المؤقت" بجامع القرويين شاهدة على هذا العمل والتي توجد بداخلها ساعات مختلفة اثرية منها رملية ومائية وحائطية.
وحسب النتائج الحسابية الواردة بالكتيب المذكور فإن فاتح رمضان سيكون يوم السبت 27 مايو 2017م، لأن رؤية الهلال عشية يوم 29 شعبان واضحة بناء على ضوابط مدققة مبنية في نفس الكتيب، ولكن يبقى الحسم في ذلك لمراقبة الهلال التي يقوم بها السادة النظار والمندوبون، والقضاة وغيرهم - طاقم كبير في كل إقليم ينتصب لهذا الشأن – والتي تظهر نتائجها الأخيرة عن طريق الأخبار الرسمية.
وقد بين السادة العلماء بخصوص هذا الأمر اننا ننتظر يوم الجمعة المقبل 29 شعبان حين يتصدى الناس لمراقبة الهلال، وتخبر وزارة الأوقاف عن نتيجة ذلك، فالعبرة دائما بحكم الحاكم، فهو الفيصل الحاسم والقاطع كل شك وتردد، فلا يجوز شرعا وعرفا وعقلا مخالفة حكم الحاكم لأنه:
أولا: يحافظ على شؤون الدين.
ثانيا: يحسم الخلاف.
ثالثا:يحافظ على وحدة الأمة
وهنا وجب الانضباط التام درء لكل ما من شأنه ان يفسد عنا ديننا أو يثير فتنة ما داخل الامة المغربية المجتمعة لقرون على امارة المؤمنين حفظها الله وبسط في الأرض سلطانها وأعزها.
والعلماء القدامى والمعاصرون يجمعون على انه يجب العمل في شؤون الدين كلها من صلاة وصيام وزكاة وحج بما عليه اهل كل قطر وبلد، حفاظا على الوحدة والاجتماع، فإذا كانت الامة الإسلامية الآن وهي ذات المليار ونصف، تفترق شذرمذر، فيجب الحفاظ على وحدة كل بلد.
والمحور الثاني في الندوة دار حول التوبة، انطلاقا من قوله تعالى: «وَتُوبُواإِلَىاللَّهِجَمِيعًاأَيُّهَاالْمُؤْمِنُونَلَعَلَّكُمْتُفْلِحُونَ »: وانطلاقا من الآية شرح السادة العلماء معنى التوبة لغة واصطلاحا مسترشدين بآيات بينات واحاديث نبوية شريفة وبيانات للعلماء وأقوال الصلحاء والحكماء، ثم قسموا الذنوب والمعاصي الى كبائر وصغائر، وبينوا كيف تكون التوبة منهما، وشروطها واركانها.
وأشاروا في السياق إلى معنى التوبة النصوح، وهي الخالصة التي تتم بكل أركانها خاصة ما يتعلق برد المظالم إلى أهلها، فالظلم لا يسقط بالتقادم، بل يبقى معلقا بصاحبه الى يوم القيامة، ولذلك وجب التعجيل بالتحلل من المظالم وردها إلى أهلها. ففي الحديث القدسي يقول رب العزة:«ياعباديإنيحرمتالظلمعلىنفسي،وجعلتهبينكممحرمافلاتظالموا ».
إن الظلم شؤم على صاحبه، يبقى تبعه على الظالم في الدنيا والآخرة، وما أكثر الظالمين الذين نالوا عقابهم، وجزاءهم في الدنيا قبل الآخرة، ورمضان فرصة عظيمة للتوبة ورد المظالم إلى أهلها، والله تعالى يمد يده بالليل ليتوب مسئ النهار ويمد يده بالنهار ليتوب مسئ الليل.
وكل هذه الندوات ختمت بالدعاء الصالح.

































