
ناظورسيتي: محمد العبوسي
فقدت الساحة العلمية بإقليم الناظور يوم الأربعاء 19 صفر الخير 1447هـ الموافق لـ 13 غشت 2025م الأستاذَ العالم العلامة أحمد بن عمرو اعنونو الكبداني، الذي وافته المنية بدار إقامته بمدينة بركان.
وقد حُمِل نعشه صباح يوم الخميس الموالي إلى مسقط رأسه دوار سيدي إبراهيم البركانيين، حيث أُقيمت صلاة الجنازة على جثمانه الطاهر بمسجد سيدي أولاد إبراهيم بقبيلة كبدانة – إقليم الناظور – بعد صلاة الظهر، ثم ووري الثرى بمقبرة الدوار.
الفقيد رحمه الله من العلماء الذين لم يعقهم تقاعدهم من الوظيفة عن مواصلة العمل والاجتهاد، ولم يُغرِهم المعاش عن الخلود إلى النوم والكسل والتثاقل إلى الأرض، بل ظلّ باحثًا وطالبًا للعلم، معلمًا وواعظًا وخطيبًا ومرشدًا، إلى أن وافاه الأجل المحتوم. وأُحسبه ممن يشملهم قول الله تعالى:
﴿واعبد ربك حتى يأتيك اليقين﴾ [النحل: 99].
نشأته وتعليمه:
وُلد الفقيد رحمه الله في قبيلة كبدانة بإقليم الناظور، وحفظ القرآن الكريم كاملًا في مساجدها. ثم انخرط في بعض المدارس القرآنية بالمنطقة، مثل مدرسة تنملال حيث تعلّم بعض المتون على يد شيخه سيدي محمد عمرو بريسول.
بعد ذلك انتقل إلى المعهد الديني بفرخانة، فجلس في حلقات علماء أجلاء أمثال:
سيدي محمد مولود الكبداني
سيدي بلحاج مروان الكبداني
سيدي محمادي أزناي العباس
سيدي محمد الخضر العدولي
سيدي محمد أمحمادي الطلحاوي (شيخ المعهد)
سيدي علال التنوتي
سيدي عمر لجميلي
سيدي عبد الرحمن القادري وغيرهم.
وكان له الشرف أن يلتحق بجامعة القرويين بفاس بعد هذه الدراسة الأولية سنة 1950م، حيث تخرج منها عالمًا مضطلعًا بعلوم الشريعة، ونال شهادة العالمية سنة 1959م، بعد جدّ واجتهاد ومثابرة في حضور حلقات كبار العلماء مثل:
سيدي العباس بناني
سيدي أحمد العلمي
سيدي عبد الله الداودي
سيدي عبد الكريم الداودي
سيدي أبو بكر جسوس
سيدي عبد العزيز بلخياط
سيدي لغريسي
وغيرهم كثير.
وقد أجازوه جميعًا بشهادة العالمية، وهي أرفع شهادة تمنحها جامعة القرويين، بعد اجتياز امتحانات دقيقة تحريرية وشفوية في مختلف العلوم.
مساره العلمي والمهني:
بعد تخرجه، عُيّن رحمه الله أستاذًا بالتعليم الرسمي بمدينة الرباط، وتخرج على يديه عدد من التلاميذ والتلميذات. وكان يزاوج بين عمله هذا والدراسة القانونية بكلية الحقوق بالرباط، حيث حصل على إجازة في القانون سنة 1963م، ما خوله الالتحاق بالمعهد القضائي.
وفي سنة 1972م التحق بسلك القضاء، حيث عمل فيه إلى حدود سنة 1980م، حين طلب الإحالة على التقاعد النسبي ليتفرغ لمهنة المحاماة، التي مارسها إلى حدود سنة 2010م، ثم استقل منها ليتفرغ لمهام الدعوة والوعظ والإرشاد والخطابة بمدينة تطوان ونواحيها.
نشاطه الدعوي:
أحب الفقيد مهنة الدعوة، فتنقّل من أجلها داخل المغرب وخارجه، إلى الدول الأوروبية خصوصًا، حيث قام بمهام الإرشاد والتوجيه، مؤكدًا على ثوابت البلاد ومرسخا إياها في قلوب الناس داخل الوطن (بالمساجد والمؤسسات السجنية) وخارجه (بمساجد ونوادي الجالية المغربية).
وقد كان مرشدًا ومعلمًا مؤثرًا، أوتي الحكمة والفصاحة، فاستطاع أن يجذب قلوب الناس، خاصة الشباب، وكان سببًا في إسلام عدد من الأوروبيين الذين نطقوا بالشهادتين بين يديه.
في سنواته الأخيرة من إقامته بمدينة بركان، كان يتردد على المجلس العلمي بالناظور لإلقاء دروس الوعظ والإرشاد، وللنيابة في الخطابة بمساجد دائرة رأس الماء بكبدانة مسقط رأسه، وظل مرتبطًا بأهله وأرضه يتفقدهم ويتواصل معهم حتى آخر حياته.
وقد بقي نشيطًا حتى في عقده التاسع، حيث كان خلال رمضان سنة 2024م مشتغلاً بالمساجد بالوعظ والإرشاد.
آثاره العلمية:
من آثاره التي تركها: كتاب جمع فيه مجموعة من الخطب التزم فيها وحدة الموضوع، وأيّد عناصرها بالأدلة من الكتاب والسنة، وقسمها إلى أربعة مباحث:
محاضرات في إصلاح العقيدة للإنسان.
التعريف بشخصية الرسول ﷺ.
إصلاح أخلاق الإنسان مهما كان لونه أو جنسه.
إحياء ذكريات وطنية كلما حل وقتها.
وله مؤلفات أخرى ساهم بها في إصلاح الأخلاق والأسرة، نظرًا لعمله الطويل كقاضٍ للأسرة.
رحم الله الفقيد العالم العلامة أحمد بن عمرو اعنونو الكبداني، وجزاه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء، وأسكنه فسيح جناته، وألهم أهله وذويه وتلامذته الصبر والسلوان.
﴿إنا لله وإنا إليه راجعون﴾.
فقدت الساحة العلمية بإقليم الناظور يوم الأربعاء 19 صفر الخير 1447هـ الموافق لـ 13 غشت 2025م الأستاذَ العالم العلامة أحمد بن عمرو اعنونو الكبداني، الذي وافته المنية بدار إقامته بمدينة بركان.
وقد حُمِل نعشه صباح يوم الخميس الموالي إلى مسقط رأسه دوار سيدي إبراهيم البركانيين، حيث أُقيمت صلاة الجنازة على جثمانه الطاهر بمسجد سيدي أولاد إبراهيم بقبيلة كبدانة – إقليم الناظور – بعد صلاة الظهر، ثم ووري الثرى بمقبرة الدوار.
الفقيد رحمه الله من العلماء الذين لم يعقهم تقاعدهم من الوظيفة عن مواصلة العمل والاجتهاد، ولم يُغرِهم المعاش عن الخلود إلى النوم والكسل والتثاقل إلى الأرض، بل ظلّ باحثًا وطالبًا للعلم، معلمًا وواعظًا وخطيبًا ومرشدًا، إلى أن وافاه الأجل المحتوم. وأُحسبه ممن يشملهم قول الله تعالى:
﴿واعبد ربك حتى يأتيك اليقين﴾ [النحل: 99].
نشأته وتعليمه:
وُلد الفقيد رحمه الله في قبيلة كبدانة بإقليم الناظور، وحفظ القرآن الكريم كاملًا في مساجدها. ثم انخرط في بعض المدارس القرآنية بالمنطقة، مثل مدرسة تنملال حيث تعلّم بعض المتون على يد شيخه سيدي محمد عمرو بريسول.
بعد ذلك انتقل إلى المعهد الديني بفرخانة، فجلس في حلقات علماء أجلاء أمثال:
سيدي محمد مولود الكبداني
سيدي بلحاج مروان الكبداني
سيدي محمادي أزناي العباس
سيدي محمد الخضر العدولي
سيدي محمد أمحمادي الطلحاوي (شيخ المعهد)
سيدي علال التنوتي
سيدي عمر لجميلي
سيدي عبد الرحمن القادري وغيرهم.
وكان له الشرف أن يلتحق بجامعة القرويين بفاس بعد هذه الدراسة الأولية سنة 1950م، حيث تخرج منها عالمًا مضطلعًا بعلوم الشريعة، ونال شهادة العالمية سنة 1959م، بعد جدّ واجتهاد ومثابرة في حضور حلقات كبار العلماء مثل:
سيدي العباس بناني
سيدي أحمد العلمي
سيدي عبد الله الداودي
سيدي عبد الكريم الداودي
سيدي أبو بكر جسوس
سيدي عبد العزيز بلخياط
سيدي لغريسي
وغيرهم كثير.
وقد أجازوه جميعًا بشهادة العالمية، وهي أرفع شهادة تمنحها جامعة القرويين، بعد اجتياز امتحانات دقيقة تحريرية وشفوية في مختلف العلوم.
مساره العلمي والمهني:
بعد تخرجه، عُيّن رحمه الله أستاذًا بالتعليم الرسمي بمدينة الرباط، وتخرج على يديه عدد من التلاميذ والتلميذات. وكان يزاوج بين عمله هذا والدراسة القانونية بكلية الحقوق بالرباط، حيث حصل على إجازة في القانون سنة 1963م، ما خوله الالتحاق بالمعهد القضائي.
وفي سنة 1972م التحق بسلك القضاء، حيث عمل فيه إلى حدود سنة 1980م، حين طلب الإحالة على التقاعد النسبي ليتفرغ لمهنة المحاماة، التي مارسها إلى حدود سنة 2010م، ثم استقل منها ليتفرغ لمهام الدعوة والوعظ والإرشاد والخطابة بمدينة تطوان ونواحيها.
نشاطه الدعوي:
أحب الفقيد مهنة الدعوة، فتنقّل من أجلها داخل المغرب وخارجه، إلى الدول الأوروبية خصوصًا، حيث قام بمهام الإرشاد والتوجيه، مؤكدًا على ثوابت البلاد ومرسخا إياها في قلوب الناس داخل الوطن (بالمساجد والمؤسسات السجنية) وخارجه (بمساجد ونوادي الجالية المغربية).
وقد كان مرشدًا ومعلمًا مؤثرًا، أوتي الحكمة والفصاحة، فاستطاع أن يجذب قلوب الناس، خاصة الشباب، وكان سببًا في إسلام عدد من الأوروبيين الذين نطقوا بالشهادتين بين يديه.
في سنواته الأخيرة من إقامته بمدينة بركان، كان يتردد على المجلس العلمي بالناظور لإلقاء دروس الوعظ والإرشاد، وللنيابة في الخطابة بمساجد دائرة رأس الماء بكبدانة مسقط رأسه، وظل مرتبطًا بأهله وأرضه يتفقدهم ويتواصل معهم حتى آخر حياته.
وقد بقي نشيطًا حتى في عقده التاسع، حيث كان خلال رمضان سنة 2024م مشتغلاً بالمساجد بالوعظ والإرشاد.
آثاره العلمية:
من آثاره التي تركها: كتاب جمع فيه مجموعة من الخطب التزم فيها وحدة الموضوع، وأيّد عناصرها بالأدلة من الكتاب والسنة، وقسمها إلى أربعة مباحث:
محاضرات في إصلاح العقيدة للإنسان.
التعريف بشخصية الرسول ﷺ.
إصلاح أخلاق الإنسان مهما كان لونه أو جنسه.
إحياء ذكريات وطنية كلما حل وقتها.
وله مؤلفات أخرى ساهم بها في إصلاح الأخلاق والأسرة، نظرًا لعمله الطويل كقاضٍ للأسرة.
رحم الله الفقيد العالم العلامة أحمد بن عمرو اعنونو الكبداني، وجزاه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء، وأسكنه فسيح جناته، وألهم أهله وذويه وتلامذته الصبر والسلوان.
﴿إنا لله وإنا إليه راجعون﴾.