المزيد من الأخبار






العدالة الإسبانية تنصف مهاجرا مغربيا بعد اتهامه زوراً في حادث حريق



ناظور سيتي: متابعة

أثار حادث اندلاع حريق في مبنى مهجور بجزر الكناري، أصيبت خلاله فتاة قاصر بجروح خطيرة، جدلاً واسعًا في إسبانيا، بعد أن جرى توقيف مهاجر مغربي يبلغ من العمر 20 عامًا على خلفية الحادث، واتهامه بمحاولة القتل، في قضية استغلتها أطراف سياسية، خصوصًا من اليمين المتطرف، لإشعال خطاب الكراهية ضد المهاجرين.

غير أن التحقيقات القضائية والشرطية كشفت معطيات مغايرة تمامًا، بعدما أكدت محكمة التحقيق رقم 3 في لاس بالماس هذا الأسبوع أن الحريق كان عرضيًا، ونفى قرارها الرسمي وجود أي فعل متعمد أو اعتداء من قبل الشاب المغربي على الضحية. كما دعمت شهادة الفتاة نفسها هذا الطرح، حيث صرّحت بأن رفيقها حاول إنقاذها من النيران.


التقارير الطبية والفنية أيدت بدورها هذه الرواية، مشيرة إلى أن الإصابات ناجمة عن احتكاك مباشر بالنار، وليس عن استعمال مواد قابلة للاشتعال. وكشفت التحقيقات أن الشاب المغربي نفسه تعرّض للاختناق أثناء محاولته إخراج القاصر من مكان الحريق، ما دفع القضاء إلى الإفراج عنه بعد اعتقال احتياطي، مع إبقائه تحت المراقبة لاستكمال التحقيق.

واتضح أن المكان الذي اندلع فيه الحريق يستخدم كمأوى غير رسمي للمتشردين ومدمني المخدرات، وأن الفتاة القاصر كانت قد هربت من مؤسسة رعاية حكومية، وتعرفت على الشاب في الليلة نفسها التي وقعت فيها الحادثة، حيث بدأ الحريق نتيجة اشتعال عرضي لفراش داخل إحدى الغرف.

تطورات الملف وضعت حزب "فوكس" اليميني المتطرف في موقف حرج، بعد أن تبين زيف الرواية التي روّج لها على نطاق واسع عبر الإعلام والمنصات الاجتماعية. وانتقد عدد من السياسيين هذا التوظيف السياسي للقضية، من بينهم النائب خوان أنطونيو ديلغادو راموس، الذي وصف رئيس الحزب سانتياغو أباسكال بـ"الفاسق"، معتبرًا أن استغلال مأساة إنسانية لنشر الكراهية يمثل سقطة أخلاقية.

وأعادت هذه الواقعة الجدل حول خطورة استخدام الأحداث الفردية المأساوية في الحملات السياسية، وأثارت دعوات إلى التصدي لخطاب الكراهية، وتحميل المسؤولية للتيارات الشعبوية التي تسيء للمهاجرين دون سند قانوني أو أخلاقي.


تعليق جديد

التعليقات المنشورة لا تعبر بأي حال عن رأي الموقع وسياسته التحريرية
شكرا لالتزام الموضوعية وعدم الإساءة والتجريح