المزيد من الأخبار






الخضر الورياشي يكتب عن مهرجان السينما بالناظور: قبَّحَ الله الوهْمَ


الخضر الورياشي يكتب عن مهرجان السينما بالناظور: قبَّحَ الله الوهْمَ
(ردٌّ على رئيس مهرجان السينما)


السيد "عبد السلام بوطيب" المسؤول الأول عن تنظيم مهرجان السينما بالناظور، معجبٌ بقولةٍ لأحد الرفاق اليساريين، وهي (قبَّحَ الله الوَهْمَ)، وقد ساقَ هذه العبارةَ في سياق دفاعه عن مشروع تنظيم المهرجان في الناظور، وقد قال كلاماً مختلطاً، وأكّدَ أن غايات تنظيم المهرجان متعدد، تشمل ما هو فني، سياسي، مالي، إنساني، حقوقي، وهو يحترم الحقوق، وأهمها الحرية.. الحرية المطلقة!

وقال إنه لا ينتظر أحداً أن يشير عليه برأي، ويقترح عليه ما يفعل وما لا يفعل، ويفرض عليه فلاناً أو علانا... هو خاضعٌ لنظام مؤسساتي، وهذا النظامُ له توجهات وأهدافٌ وأبعادٌ...
كلامٌ جميلٌ.. يا سيد "عبد السلام"...

ومِمَّا قال أيضاً إنهم يعرفون الشخصيات السياسية أو الفنية.. المحلية أو الوطنية أو الدولية، التي تستحق الاستضافة والتكريم، وفي طَيِّ هذا الكلامِ أنَّ البيئة المحلية تكادُ تفتقر إلى من يستحقون الاستضافة والتكريم، وبخاصة أهل الفن!

وقد نتفقُ – فرضاً – مع السيد "عبد السلام" على أن الناظور يفتقر إلى فنانين (على المستوى المطلوب)، وأنهم ليسوا في منزلة الممثلين الأجانب، والمطربين والموسيقيين والمسرحيين والرسامين الآخرين... ألمْ يسأل السيد "عبد السلام" نفسه لماذا هم كذلك؟.. ألم يفكر في أسباب ذلك؟.. ألا يعرف أن مدينة الناظور لا تتوفر على ما يجعل الفنانين المحليين في مستوى الفنانين الأجانب؟.. ألا يدرك أنه لا معاهد ولا مراكز ولا منشآت تختص بالفن كالمسرح والموسيقى والرسم والتمثيل؟

ألا يعرفُ أن أجيالاً وأجيالاً من أبناء الناظور لا يدرسون الفنون الجميلة، ولا يتعاملون مع أساتذة للفنون، ولا يجدون قاعات للتعلم، ولا تتوفر لهم الشروط والأدوات والآلات؟
ألا يرى أن الفنانين المحليين ينتجون ما ينتجون ذاتياً، وبالاعتماد على قدراتهم الذاتية البسيطة فقط، وأنهم يعانون كل المعاناة في إبراز مواهبهم وطاقاتهم، وأنهم ينحتون في الصّخْرِ كي يستخرجوا ماءَ الفنِّ وأزهار الجمال الفنيِّ؟..

أمَّا وتَرُ المرأة الذي أرادَ أن يعزف به السيد "عبد السلام" لحْناً جميلاً، ويُبيِّن بنغمْته أنه أكثر احتراماً للمرأة من الذين يحْجبونها في بيوتهم، فأعتقدُ أن الذين يحجبونها، ولا يعرضونها في مهرجاناتٍ لا تنفعُها، ولا تقدمها كفاعلةٍ في المجتمع، أو كمبدعةٍ في الفن وغير الفنِّ، هم أكثر احتراماً للمرأة، وأصونُ لها من العبثِ ومن اتخاذها ديكوراً، وتكملةً لتأثيث الخيمةِ، وفرجة للضيوفِ.. ومنْ أرادَ أن يظهر احترامه للمرأة حقّاً عليه أن يسندَ لها أدواراً حقيقيَّةً ترفعُها ولا تنزلُ بها!

(قبَّح الله الوهْمَ) يا سيد "عبد السلام"، حين تنظم مهرجاناً للسينما في مدينةٍ لا تتوفر على قاعة سينما..

(قبَّح الله الوهم) يا سيد "عبد السلام" حين تستضيف نجوم الفن في مدينةٍ تغرق فغي النفايات والقاذورات..

(قبَّحَ الله الوهْمَ) يا سيد "عبد السلام" حين تأخذ ضيوفَك المشهورين إلى منطقةٍ مختارةٍ مناظرُها جميلةٌ، وتتفادى أن تقع عيونُهم على مناظر القبح والبؤس الطاغية...

(قبح الله الوهمَ) يا سيد "عبد السلام" حين تفكر أن تربط علاقات صداقةٍ مع دول العالم الغنية ومدينتُك تختنق بالمشاكل والأزمات، وترزحُ في الفقر والضياع...

(قبح الله الوهْمَ) يا سيد "عبد السلام" حين تظن أن تنظيم مهرجان سينما بأضوائه ونجومه وحفلات عشائه يخفي ظلام الواقع والمهاجرين السريين والحادثات المُفْجعات...

(قبَّحَ الله الوهْمَ) أنْ نعشق الحرية، والحقوق، والإنسان.. في السينما، بينما لا نجدُ لها أثراً في الواقع..!



1.أرسلت من قبل amaghrabi في 13/10/2018 17:53
الى السيد الأستاذ المحترم الخضر الورياشي حفظه الله,سيدي المحترم من خلال مقالك المحترم شممت فيك من خلاله رائحة التناقض التي يعيشها كل من يدعي التوجه الإسلامي او توجه المحافظين,اولا تدعو الى وجود المرافق الفنية والأدبية والرياضية ولكن كما شممت من مقالك تدعو الى عدم مشاركة الانثى وربما تدعو الى بناء هذه المرافق فقط للذكور.الانثى مكانتها في بيتها ولتربية أبنائها والاختلاط هو السبب الذي افسد الأرض والعرض واسد الحجر والبشر.وهذه الدعوة التي شممتها في مقالك وأتمنى ان أكون كخطئا ولي اليقين انني غير مخطئ لانك أخرجت لسانك طولا وعرضا في حق رجل عظيم ومثقف كبير مثل الأستاذ عبد السلام بوطيب لا لشيئ الا انه يدعو الى التحرر من الاغلال الفكرية القديمة والتي تخلط بالعقيدة والأعراف والتقاليد التي ليس لها مكان في العالم اليوم الذي يعتمد على الدليل العلمي والتفكير المنطقي واحترام الحرية الفردية لكل شخص انثى او ذكر أحببت ام كرهت.وثانيا هل يتنظر الاساذ بوطيب والشباب المتفتح على الفنون العالمية حتى تبنى السينما والمسارح في الناظور بعدذلك ينظم المهرجان.اي منظق هذا اخي الورياشي.وازيدك علما ان برنامج الاخوان بصفة عامة وبرنامج العدالة والتنمية على نهجهم,كانوا يدعو لاصلاح المجتمع المغربي تحت شروط الرجوع الى سلف الامة الصالح وتطبيق الشريعة القرانية ورجم الزاني والزانية والقضاء على الفساد الإداري والاجتماعي وووفخرج منهم الزناة ,واحد يرسل امراته لتخطب له ببنت قد سبق ان ربط علاقته معها وهو وزير إسلامي محترم والأخر يزني بفتاة في عمر حفيدته في فرنسا واخر في طنجة يزني بقروية فقيرة في بته امام اهله وووو ,اين البرنامج الإسلامي الذي كانوا يدعون اليه.المجتمعات الاروبية غير دينية ومجتمعها صالح جدا في جميع الميادين,الثقافي العلمي التربوي كرامة الانسان والحيوان ووو وهي غير دينية,وفيها أماكن للفساد مرخص لها أهلها واصحابها والدولة يقظة باستمرار امامهم.سيدي الورياشي المحترم ان تامر الناس الى المعروف والنهي عن المنكر من حقك ولكن ان تحاول هدم ما هو ضروري وحضاري وليس هناك في العالم باسره من يحاول ان يحرم الفنون ويقصي الاناث من المشاركة في الفنون سواء كانت مسرحيات او سينما او موسيقى او او او وانا هنا لست محاميا على الأستاذ عبد السلام بوطيب ولكني محاميا على الفكر التنويري الحر الذي يجب ان يسود في الأرض اليوم

2.أرسلت من قبل كمال كمال في 13/10/2018 19:53 من المحمول
نحن نختنق وهم يضحكون علينا بالتفاهات.ولا زيادة. لقد قلت ما
شكرا لك على صراحتك. ..كان المئات يودون قوله

3.أرسلت من قبل الخضر الورياشي في 15/10/2018 09:57
السيد المحترم، المختفي وراء صفة (المغربي)، سعدتُ بردِّك الجميل على مقالي المتواضع، وسعدت أكثر بطابع الاحترام الذي طبع كلماتك ونقاشك وتساؤلاتك.
ثم أنتقل إلى الرد على ردِّكَ، إذ تقول إنك وجدت تناقضاً في دعوتي إلى إنشاء فضاءات للفنون، وفي دعوتي إلى حجْبِ المرأة، ومنعها من الخروج إلى الميادين.
كلا، يا سيدي، بل قلتُ إن الذين يحجبونها ، ويمنعونها عن ارتياد الأماكن التي لا نفع لها منها، أكثر احتراما لها.
ودعوتُ الجميعَ إلى أن يسندوا لها أدوارا حقيقية، ويجعلوها فاعلة ومنتجة في الميادين المختلفة.
واقرأ مقالي مرة ثانية، تجد هذه المعاني.
ثم، أحب أن تعلم أني لا أنتمي إلى أي تيار ديني، ولا أنتسب إلى أي جماعة إسلامية...
أنا رجل حر في فكري وفي شعوري، وأعشق الفنون، وأدافع عن الحريات، وأحترم النساء في بيوتهن وخارج بيوتهن.
وأخيراً أقول لك:
إني واضحٌ في مواقفي أكثر منك، وأعلن عن نفسي وأفكاري باسمي ورسمي وصورتي، وقد أتجرأ وأقول أنا أتفوق عنك في هذا الأمر.
بدليل أني لا أنشر ما أنشر باسم مستعار أو صفة عامة مثلك..

تعليق جديد

التعليقات المنشورة لا تعبر بأي حال عن رأي الموقع وسياسته التحريرية
شكرا لالتزام الموضوعية وعدم الإساءة والتجريح