المزيد من الأخبار






اعتقال وزير التعليم على خلفية أزمة طباعة الكتب المدرسية في ليبيا


ناظورسيتي: متابعة

في تطور جديد يعكس عمق أزمة التعليم في ليبيا، أعلنت السلطات توقيف وزير التربية والتعليم المكلّف احتياطيًا على خلفية التحقيق في ملف طباعة الكتب المدرسية، وذلك بعد سبعة أشهر فقط من إدانة سلفه بالسجن في قضية مشابهة.

وقال مكتب النائب العام الليبي في بيان رسمي إن النيابة العامة أمرت بحبس وزير التربية والتعليم المكلّف في حكومة الوحدة الوطنية، ومدير عام مركز المناهج التعليمية والبحوث التربوية، بتهمة “الإضرار بالمصلحة العامة والإخلال بالحق في التعلم”، مشيرًا إلى أن التحقيقات كشفت تجاوزات مالية وإدارية في عقود طباعة الكتب للعام الدراسي 2025-2026.

ويتولى الوزير علي العابد مهام وزارة التربية بالنيابة عن موسى المقريف، الذي كان قد حُكم عليه في مارس الماضي بالسجن ثلاث سنوات ونصف على خلفية أزمة نقص الكتب المدرسية عام 2021، ما تسبب حينها في موجة استياء واسعة داخل الأوساط التعليمية والأسرية.


ووفق بيان النائب العام، أظهرت نتائج التحقيق أن إجراءات التعاقد على طباعة الكتب المدرسية شابتها “أنماط إساءة في التسيير والإهمال الإداري”، ما حال دون توفير الكتب لمليوني طالب في المواعيد المحددة ضمن استراتيجية التعليم الرسمية.

وبسبب هذه الاختلالات، انطلقت السنة الدراسية الحالية متأخرة قرابة شهرين، إذ لم تبدأ الدروس إلا في 20 أكتوبر، وسط غياب شبه تام للكتب المدرسية لأكثر من 2.5 مليون تلميذ، الأمر الذي دفع كثيرًا من الأسر إلى تحمل تكاليف إضافية لطباعة نسخ مصوّرة من الكتب على نفقتها الخاصة.

ويُوزّع الكتاب المدرسي في ليبيا مجانًا على تلاميذ المدارس الحكومية من المرحلة الابتدائية إلى الثانوية، مع تخصيص بند مالي لذلك في ميزانية وزارة التربية والتعليم، غير أن تكرار أزمات التأخير والطباعة بات يثير تساؤلات حول كفاءة تدبير هذا القطاع الحيوي وشفافية تسييره في ظل الانقسام الإداري والسياسي الذي تعرفه البلاد.


تعليق جديد

التعليقات المنشورة لا تعبر بأي حال عن رأي الموقع وسياسته التحريرية
شكرا لالتزام الموضوعية وعدم الإساءة والتجريح