المزيد من الأخبار






ارتفاع أعداد المهاجرين في سبتة.. وقفزة بـ 200% في مليلية


ارتفاع أعداد المهاجرين في سبتة.. وقفزة بـ 200% في مليلية
ناظورسيتي: متابعة

تعيش سبتة المحتلة واحدة من أشد موجات الضغط الهجروي خلال السنوات الأخيرة، بعدما أظهرت معطيات صادرة عن وزارة الداخلية الإسبانية تسجيل 3.268 مهاجرا دخلوا المدينة منذ بداية 2025، سواء عبر القفز فوق السياج الحدودي أو تجاوز الرصيف البحري، في ارتفاع حاد بلغ 39.4 في المئة مقارنة بالعام الماضي.

ورغم ضخامة هذه الأرقام، تؤكد وسائل إعلام إسبانية أن الإحصائيات الرسمية تغض الطرف عن آلاف المحاولات الفاشلة، بما تحمله من مآسٍ يومية في مياه المتوسط.


الحدود البرية بين المغرب وسبتة تظل المسار الأكثر استقطابا وخطورة، حيث سجل العام الجاري مصرع 43 مهاجرا جراء الغرق أو السقوط أو حوادث مرتبطة بمحاولات التسلل. وخلال آخر أسبوعين من شهر نونبر وحده، تمكن 167 شخصا من دخول المدينة عبر السياج أو منطقة الكاسر البحري، في مؤشر على وتيرة مرتفعة تضغط على الأجهزة الأمنية.

ورغم هذا الضغط المتصاعد، تكشف أرقام صحيفة "إل فارو" عن تراجع حاد في محاولات الوصول بحرا، إذ لم يدخل سوى خمسة مهاجرين على متن قوارب صغيرة منذ بداية السنة، مقابل 28 العام الماضي، بانخفاض لافت بلغ 82.1 في المئة.

وفي مليلية المحتلة، تتكرر الصورة مع اختلاف النطاق. فقد سجلت المدينة دخول 291 مهاجرا خلال 2025 عبر البر، بزيادة تناهز 200 في المئة مقارنة بالفترة نفسها من 2024، ما يعكس اتساع الضغط الهجروي على المدينتين معاً، في ظل سياق مشابه بجزر البليار المتوسطية.

وعلى مستوى إسبانيا ككل، وصل مجموع المهاجرين الداخلين بطرق بحرية وبرية إلى 34.251 شخصا خلال 2025، مقابل 56.976 في 2024، أي بانخفاض يقارب 30 في المئة. لكن هذه الأرقام، وفق الصحيفة، تخفي واقعا مغايرا بسبب عدم احتساب المحاولات اليومية التي تجهض عند السياج أو في البحر، والتي غالبا ما تنتهي بضحايا وعشرات حالات الاختفاء.

وتحذر جمعيات حقوقية من أن تجاهل هذه المحاولات "يطمر الحقيقة"؛ فالحوادث تتكرر، والضحايا يتزايدون، وبينهم شباب وقاصرون يتشبثون بعوامات حديدية أو يقفزون من مرتفعات خطرة على أمل بلوغ الضفة الأخرى. ومع ذلك، يبقى جزء كبير من المعاناة خارج أي سجل رسمي.

وتخلص الصحيفة إلى أن سبتة المحتلة تمر بـمرحلة استثنائية من الضغط الهجروي، وأن ما تعلنه الداخلية الإسبانية لا يعرض سوى "الواجهة الهادئة" لأزمة تكاد تتجاوز قدرات الأجهزة الأمنية، بينما تستمر المعاناة الإنسانية على الأرض في الصعود بصمت.


تعليق جديد

التعليقات المنشورة لا تعبر بأي حال عن رأي الموقع وسياسته التحريرية
شكرا لالتزام الموضوعية وعدم الإساءة والتجريح