المزيد من الأخبار






"أمي، لا أريد أن أموت".. حفصة طفلة مغربية ببلجيكا جسدها يذبل بانتظار "منقذ" من أصول مغربية


"أمي، لا أريد أن أموت".. حفصة طفلة مغربية ببلجيكا جسدها يذبل بانتظار "منقذ" من أصول مغربية
ناظورسيتي: متابعة

تخوض الطفلة حفصة بدري، ذات الأحد عشر ربيعا، معركة يومية غير متكافئة مع مرض بيتا-ثلاسيميا ماجور، أحد أخطر أمراض الدم الوراثية، والذي يفرض عليها الخضوع لنقل دوري للدم من أجل الاستمرار في الحياة. غير أن هذا المسار العلاجي، رغم ضرورته، لا يشكل حلا نهائيا، إذ يبقى زرع الخلايا الجذعية الخيار العلاجي الوحيد القادر على منح حفصة أمل الشفاء التام.

ورغم وجود أزيد من 42 مليون متبرع مسجل بالخلايا الجذعية عبر العالم، ما تزال حفصة تنتظر المتبرع المتوافق معها وراثيا، في مفارقة صادمة تكشف أن ضخامة الأرقام لا تعني بالضرورة إنقاذ الأرواح. فالتطابق المطلوب في هذا النوع من الزرع يخضع لتعقيدات وراثية دقيقة، تجعل العثور على متبرع مناسب مسألة بالغة الصعوبة، خصوصًا عندما يتعلق الأمر بأطفال من أصول غير أوروبية.


وتؤكد المعطيات الطبية أن المرضى من أصول مغربية وشمال-أفريقية يعانون ضعف الحظوظ في إيجاد متبرعين متطابقين، بسبب محدودية تمثيلهم داخل السجلات الدولية التي يهيمن عليها متبرعون من أصول أوروبية. ففي الوقت الذي تصل فيه فرص التوافق لدى المرضى الأوروبيين إلى حوالي 96 في المائة، تنخفض هذه النسبة بشكل مقلق لدى غيرهم.

وأمام هذا الواقع القاسي، أطلقت عائلة حفصة، مدعومة بفعاليات مدنية، نداءات واسعة للتسجيل في برامج التبرع بالخلايا الجذعية، خاصة في صفوف الجاليات المغاربية، وهو ما أسفر عن انخراط مئات المتبرعين الجدد في وقت وجيز، مانحًا بصيص أمل لا يخص حفصة وحدها، بل عشرات الأطفال الذين يواجهون المصير نفسه في صمت.

وتعيد قصة حفصة بدري طرح سؤال مؤلم حول العدالة الصحية، وتسلط الضوء على الحاجة الملحة لحملات تحسيسية واسعة تعزز التنوع الوراثي في بنوك المتبرعين، حتى لا يتحول الانتماء الجغرافي أو العرقي إلى حكم مسبق يحرم الأطفال من حقهم في الحياة.


تعليق جديد

التعليقات المنشورة لا تعبر بأي حال عن رأي الموقع وسياسته التحريرية
شكرا لالتزام الموضوعية وعدم الإساءة والتجريح