المزيد من الأخبار






أزمة داخلية تضرب الحزب الإسباني الأشد عداء للمغرب


أزمة داخلية تضرب الحزب الإسباني الأشد عداء للمغرب
ناظورسيتي: متابعة

تعيش الساحة السياسية الإسبانية على وقع أزمة داخلية متصاعدة داخل حزب “فوكس” اليميني المتطرف، المعروف بخطابه العدائي تجاه المغرب، بعدما تفجّرت خلافات حادة بين قياداته العليا، انتهت بإبعاد أحد أبرز مؤسسي الحزب عن دوائر القرار، في مؤشر على تصدّع واضح داخل هياكله التنظيمية.

وفي خطوة تعكس عمق هذه الأزمة، أقدم زعيم الحزب سانتياغو أباسكال على إعفاء خافيير أورتيغا سميث من مهامه داخل الأمانة العامة والهيئة التنفيذية، واضعًا حدًا لمسار طويل من التوترات والصراعات الداخلية التي ظلت تطفو إلى السطح بين الفينة والأخرى خلال الأشهر الماضية.

ووفق ما أوردته وسائل إعلام إسبانية، فقد اختارت قيادة “فوكس” تعويض أورتيغا سميث بوجه شاب صاعد داخل الحزب، حيث جرى تعيين جوليا كالفيت، الناطقة الوطنية باسم شبيبة الحزب، في خطوة قُدمت على أنها جزء من عملية إعادة هيكلة داخلية تهدف إلى تجديد القيادات وضمان انسجام أكبر مع الخط الذي يرسمه أباسكال، بينما اعتبرها منتقدون محاولة لإحكام السيطرة على مفاصل الحزب عبر تحييد الأصوات المخالفة.


ورغم إبعاده من مواقع القرار التنظيمي، لا يزال أورتيغا سميث يحتفظ بعدد من المناصب التمثيلية، من بينها عضويته في البرلمان الإسباني ومشاركته في لجنة العدل، إضافة إلى استمراره كمستشار بلدي في مدريد، بعدما جرى تقليص صلاحياته الحزبية تدريجيًا خلال الفترة الأخيرة.

وتعود جذور هذه الأزمة إلى خلافات قديمة داخل الحزب، برزت بشكل أوضح عقب خروج القيادية السابقة ماكارينا أولونا سنة 2022، وهي المرحلة التي شهدت بداية تراجع نفوذ أورتيغا سميث داخل هياكل “فوكس”، وفتحت الباب أمام صراعات قيادية مكتومة.

وتشير معطيات متداولة إلى أن حدة الخلاف تفاقمت بعد تصريحات وانتقادات علنية وجّهها أورتيغا سميث للقيادة الحالية، إلى جانب حديث عن طموحاته لمنافسة أباسكال على زعامة الحزب، وهو ما سرّع من عملية تهميشه وإبعاده عن مراكز التأثير.

ويُنظر إلى تعيين جوليا كالفيت، البرلمانية الجهوية عن كاتالونيا وأحد الوجوه الشابة داخل الحزب، باعتباره رسالة سياسية واضحة من أباسكال تؤكد سعيه لإعادة ترتيب البيت الداخلي، في وقت تتزايد فيه الضغوط والانقسامات داخل حزب “فوكس”، وتطفو إلى السطح خلافات القيادات وتضارب الطموحات، بما يهدد تماسك الحزب الذي طالما بنى خطابه على المواجهة والصدام.



تعليق جديد

التعليقات المنشورة لا تعبر بأي حال عن رأي الموقع وسياسته التحريرية
شكرا لالتزام الموضوعية وعدم الإساءة والتجريح