المزيد من الأخبار






11 هوية و19 قضية: مغربي يربك ألمانيا ومحاكم هانوفر على صفيح ساخن


11 هوية و19 قضية: مغربي يربك ألمانيا ومحاكم هانوفر على صفيح ساخن
ناظورسيتي: متابعة

في قضية تهز الرأي العام بألمانيا وتعيد النقاش حول آليات الترحيل والرقابة على الهويات، يجد مواطن مغربي يبلغ من العمر 24 سنة، ويعرف باسم رضوان.ح، نفسه وسط محاكمة معقدة تتداخل فيها محاولة القتل والسرقة بالعنف واستخدام هويات متعددة. وقائع الملف، كما تكشفها وسائل الإعلام الألمانية، تضع المتهم في قلب مسار مليء بالتناقضات القانونية والسلوكية.

بدأت فصول القصة سنة 2015، حين وصل رضوان.ح إلى ألمانيا دون أي وثائق تعريفية، وقدّم طلب لجوء رفض بسرعة. غير أن الرجل لم يختف عن الرادار الأمني؛ إذ سجلت بحقه 19 قضية تتنوع بين السرقة والابتزاز والاعتداء والاتجار بالمخدرات. هذا المسار الجنائي المزدحم ترافق مع معطى مثير: المتهم يشتبه في أنه استعمل 11 هوية مختلفة لعرقلة أي إجراء يهدف إلى ترحيله نحو المغرب.


لكن اللحظة المفصلية في هذا المسار حدثت يوم 27 ماي 2025 داخل محطة القطار المركزية بمدينة هانوفر. كاميرات المراقبة وثقت اعتداء عنيفا على رجل يبلغ من العمر 47 سنة، حيث ظهر المتهم وهو يضربه بقفل للدراجات عدة مرات، قبل أن يوجه له ركلات متتالية وهو ملقى أرضا. الضحية نُقل إلى المستشفى في حالة حرجة، لكنه تمكن من النجاة.

شهود عيان تحدثوا عن «عدوانية غير مفهومة» و«سلوك منفلت تماما»، ما جعل النيابة تتعامل مع الملف بحذر شديد. ورغم محاولة المتهم التمسك برواية «الدفاع عن النفس»، فإن التسجيلات المصورة تقدم صورة مغايرة تماما، وتزيد من حجم المتاعب القانونية التي يواجهها.

وما زاد من تعقيد الوضع، أنه بعد 48 ساعة فقط من هذا الاعتداء، تورط المتهم في قضية جديدة تتعلق بسرقة هاتف محمول في حي شتاينتور بهانوفر، وهو ما اعتبرته السلطات دليلا إضافيا على خطورة سلوكه.

المفارقة التي لفتت انتباه المتابعين أن ألمانيا كانت على وشك ترحيله قبل يومين فقط من حادث الاعتداء، غير أن العملية توقفت لأن الرجل كان مطالبا بالمثول في مساطر قضائية أخرى.

ومع غياب أي تقدم في إصدار الوثائق القنصلية الضرورية لترحيله، يبدو أن رضوان.ح. مقبل على عقوبة حبسية طويلة، فيما ينتظر صدور الحكم النهائي خلال شهر دجنبر، وسط متابعة إعلامية واسعة في ألمانيا.


تعليق جديد

التعليقات المنشورة لا تعبر بأي حال عن رأي الموقع وسياسته التحريرية
شكرا لالتزام الموضوعية وعدم الإساءة والتجريح