المزيد من الأخبار






هل تسير الناظور نحو فقدان هويتها وخصوصيتها الثقافية والتاريخية؟


هل تسير الناظور نحو فقدان هويتها وخصوصيتها الثقافية والتاريخية؟
ناظورسيتي: متابعة

تحافظ أغلب المدن في العالم على خصوصيتها وثقافتها من خلال مداخل مزينة بالمساحات الخضراء ومجسمات جمالية تعكس الهوية، الجغرافيا، والتاريخ، حتى يتمكن الزائر من أخذ فكرة عامة عن الوجهة التي يقصدها، كما أن هذه الزينة على الواجهة تلعب دورا كبيرا في خدمة السياحة، ما يجعل العديد من البلدان تنخرط في بناء مسجمات جمالية تستغلها في الترويج السياحي والإعلامي لضمان تسويق مدنها على نطاق واسع، لكن في الناظور هذا الجزء الغالي من البلاد والذي يطلق عليه "باب أوروبا"، فإنها أصبحت في الآونة الأخيرة تعيش فراغا أو إفراغا متعمدا لخصوصيتها الثقافية، وذلك بعد إزالة الكثير من مآثرها دون تعويضها بأخرى تحافظ بها على الجمالية التي أصبح يحن إليها أبناء الإقليم، ما يجعل الزائر يتوه حين زيارته للمنطقة غير قادر على تقديم وصف يشجع به الآخرين لتجديد زيارات أخرى.


وعلى المستوى الوطني، نجد الكثير من المجالس الجماعية، تجتهد في تجميل مداخل المدن وتزيين شوارعها وذلك لتمييز كل منطقة عن أخرى، ما يضفى عليها طابعاً خاصة يعكس ثقافة وخصوصية كل مدينة على حدا، وهو الاجتهاد المفقود في الناظور، حيث إن الدخول للمدينة يجعل الزائر غير قادر على التمييز ما إن كان حقا على مقربة من التوجه إلى مدينة متوسطية، أمازيغية، تشكل أقرب نقطة إلى أوروبا في شمال إفريقيا، أم أن الأمر يتعلق بقرية كبيرة غزاها البنيان والعمران بشكل عشوائي دون احترام معايير وتصاميم هندسية تسكبها جمالية خاصة.

مداخل المدن، وإن كانت غير مكلفة، ولا تحتاج إلى الكثير من الاستثمارات، فإنها إذا جرى توظيفها بالوجه الصحيح وتم تسويقها على نطاق واسع، تعد عامل هاما في التسويق السياحي، وهذا الأخير يعتبر هو الآخر من أهم أدوات التنمية السياحية والاقتصادية، وهذان مجالان يساهمان كثيرا في زيادة الدخل الفردي وتوفير مناصب الشغل الموسمية والقارة، وهذا كله يدخل ضمن الاختصاصات الحصرية لمجالس الجماعات، التي أصبح شغلها الشاغل هو التعمير غير مهتمة نهائيا لاضفاء بصمة خاصة تساهم من خلالها في التعريف بمدنها كما تفعل نظيرتها في الواجهة المتوسطية.

وكانت الناظور إلى عهد قريب، تتوفر على مجموعة من المعالم التي تميزها عن المدن الأخرى، قبل أن يتم التخلي عنها بجرة قلم، لكن دون تعويضها بأخرى تحافظ من خلالها على هذه الخصوصية التي أصبح مؤشرها يتراجع يوما بعد آخر.






تعليق جديد

التعليقات المنشورة لا تعبر بأي حال عن رأي الموقع وسياسته التحريرية
شكرا لالتزام الموضوعية وعدم الإساءة والتجريح