المزيد من الأخبار






من الناظور: أخنوش يقول وأنصاره يمجدون.. بينما الواقع مختلف تماما


من الناظور: أخنوش يقول وأنصاره يمجدون.. بينما الواقع مختلف تماما
ناظورسيتي: متابعة

في جولته المسماة بـ “مسار الإنجازات”، والتي حطت الرحال بمدينة الناظور، يسعى عزيز أخنوش، رئيس الحكومة، إلى تقديم نفسه كزعيم ملتزم بتحقيق التنمية وتحسين حياة المغاربة، غير أن قطاعًا واسعًا من المواطنين يرى في هذه الجولة ممارسة خطابية أكثر منها حصيلة واقعية، في وقت يعاني فيه الاقتصاد الوطني من ضغوط ملموسة على القدرة الشرائية وغلاء المعيشة.

التناقض بين الخطاب والواقع

حديث أخنوش عن “تحويل الالتزامات إلى واقع ملموس” يصطدم بما يعيشه المواطنون يوميًا: ارتفاع الأسعار، تآكل القدرة الشرائية، واتساع الفجوة بين الأغنياء والفقراء. فبينما يروج الخطاب الرسمي لإنجازات حكومية، يرى البعض أن كثيرًا من هذه المشاريع الكبرى كانت قد أُطلقت بتوجيهات ملكية قبل مجيء الحكومة الحالية، ويثيرون تساؤلات حول مدى ارتباطها المباشر بمجهودات حزبية.

كما أن الخطاب الرسمي حول الاستثمار في التعليم والإصلاح الاجتماعي لا يتوافق في كثير من الأحيان مع واقع احتقان القطاع التعليمي والصحي، حيث يشعر المشتغلون بأن السياسات تُفرض بطريقة تقنية باردة، دون إشراك حقيقي أو مراعاة لكرامة المهنة وظروف العاملين فيها. أما الزيادات في الأجور والدعم الاجتماعي، فيراها البعض إجراءات تعويضية جزئية لا تعكس أي تحول جذري في حياة المواطن اليومية.


هشاشة الأثر الاجتماعي والاقتصادي

ورغم الأرقام المعلنة حول التغطية الصحية والدعم المباشر، فإن المواطن يواجه تعقيدات إدارية وخدمات ضعيفة التأثير، حيث لا يُشعر المواطن بأي فرق في الأسعار، فواتير الماء والكهرباء، أو تكاليف النقل والمحروقات.

وفيما يروج الخطاب الرسمي لـ “تحسن القدرة الشرائية”، فإن الإحساس العام للمغاربة يعكس ارتفاع الأسعار وتراجع مستوى المعيشة، ما يجعل أي نمو اقتصادي معلن يبدو بعيدًا عن الواقع المعيشي.

الجولات الحزبية والخطاب المسرحي

تجمعات الحزب وفعاليات مسار الإنجازات تُبنى غالبًا على عرض إعلامي محكم أكثر من كونها لقاءً فعليًا مع المواطن، إذ تُحشد الجماهير لصورة سياسية تقرأ على أنها دلالة على زعيم “محبوب” و”شرعي”. ومع مرور الوقت، فقدت هذه الخطابات مصداقيتها لدى قطاع واسع من المغاربة، الذين باتوا ينظرون إليها كأرقام وكلمات معاد تدويرها، فارغة من الصدق السياسي.

الثقة المفقودة

المشكلة لم تعد فقط في غياب الإنجازات الملموسة، بل في تآكل الثقة بين المواطن والحكومة. فحكومة يقودها رجل أعمال ضخم، مرتبط اسمه بقطاعات حيوية تواجه تحديات اقتصادية، تجد صعوبة في إقناع المواطن بأن كل شيء يسير على ما يرام. بين الخطاب الوردي والواقع القاسي، يتسع الشرخ، وتترسخ شعوريات بالإحباط وعدم الاطمئنان تجاه السياسات الحكومية.

في النهاية، قد تنجح الجولات والخطب في ملء القاعات ووسائل الإعلام بالصور الجذابة، لكنها لن تملأ جيوب المواطنين، ولن تُقنعهم بأن الحكومة قادرة على بناء دولة اجتماعية حقيقية. الواقع اليوم صار أكثر وضوحًا من أي خطاب، ويكشف عن الحاجة إلى تقييم حقيقي ومحاسبة على النتائج الفعلية، وليس مجرد عروض إعلامية متكررة.


تعليق جديد

التعليقات المنشورة لا تعبر بأي حال عن رأي الموقع وسياسته التحريرية
شكرا لالتزام الموضوعية وعدم الإساءة والتجريح