المزيد من الأخبار






فيديو... جنازة مهيبة للوكيل العام السابق بالحسيمة والناظور محمد الشيح محند


فيديو... جنازة مهيبة للوكيل العام السابق بالحسيمة والناظور محمد الشيح محند
ناظورسيتي: سلام المحمودي

بقلوب حزينة وأجواء مهيبة، ودعت جماعة إزمورن بإقليم الحسيمة، ظهر يوم الثلاثاء، ابنها الراحل محمد الشيخ محند، الوكيل العام السابق للملك لدى محكمة الاستئناف بالحسيمة، ووكيل الملك السابق بالناظور، الذي وافته المنية الأحد 6 يوليوز الجاري. وقد وُري جثمانه الثرى بمقبرة "ثفنسة" بمسقط رأسه، وسط حضور أفراد أسرته وأقاربه ومعارفه، في حين سُجل غياب لافت لكبار المسؤولين القضائيين والأمنيين بالمنطقة.

الراحل، المزداد سنة 1942 بدوار ثفنسة، بدأ مشواره العلمي بتحفيظ القرآن الكريم في مسجد قريته، قبل أن ينتقل إلى المعهد الديني بالحسيمة، ثم إلى جامعة القرويين بفاس، ليُكمل مساره لاحقًا بكلية الحقوق بالرباط حيث نال شهادة الإجازة، ومنها إلى معهد القضاء الذي تخرج منه قاضيًا، قبل أن يشغل عدة مناصب مهمة في السلك القضائي، منها نائب وكيل الملك بالحسيمة، ثم وجدة، ووكيلًا للملك بالناظور، ثم وكيلا عاما بالحسيمة، وصولا إلى المجلس الأعلى للقضاء بالرباط، وبعد تقاعده، امتهن المحاماة بمحاكم الحسيمة.


تميّز محمد الشيخ محند بأسلوب خاص في العمل القضائي، حيث عرف عنه الهدوء والرزانة والتدبير العقلاني للملفات، مستندًا في ذلك إلى الحكمة كقيمة مركزية في ممارسته لمهامه، خاصة في مجال النيابة العامة. كان قليل الكلام، كثير الإصغاء، لا يسعى وراء الأضواء، بل يعتبر المسؤولية تكليفًا لا تشريفًا.

طوال مساره، عُرف بمواقفه الصارمة تجاه جرائم الاتجار بالمخدرات والقتل والسرقة الموصوفة، حيث شكل مصدر ثقة وتقدير في صفوف الضابطة القضائية، وكان حريصًا على تتبع الأبحاث الجنائية عن قرب، دون تهاون أو مجاملة، مؤمنا بأن سلطة المجتمع لا تُمارس إلا عبر نصوص قانونية منصفة ومُحكمة.

ولم تقتصر سيرة الفقيد على الجانب المهني فحسب، بل كانت له إسهامات اجتماعية وإنسانية معتبرة. فقد عرف عنه إصلاح ذات البين بين المتقاضين، خاصة في قضايا الطلاق والنزاعات الأسرية، وحرصه على تجنيب العديد من الأسر عناء المحاكم عبر حلول توافقية تحفظ الكرامة والاستقرار.

وفي بُعده الإنساني، تنقل إحدى بناته أنه خلال زياراته لها بفاس أيام الدراسة، كان لا يكتفي بتلبية حاجياتها، بل يُصر على أن تتقاسم ما يشتريه معها ومع زميلاتها من الأسر المحدودة الدخل، في التفاتة تعكس روح التكافل والتواضع التي طبعت شخصيته حتى في أبسط تفاصيل الحياة.

برحيل محمد الشيخ محند، تفقد الحسيمة أحد رجالات العدالة الحكماء، الذين بصموا تجربتهم القضائية بروح المسؤولية والإنصاف، ورحلوا بصمت كما عاشوا... في خدمة القانون والإنسان.



20250708-144415


20250708-144857


20250708-145044


20250708-145055


20250708-145236


20250708-145410


20250708-145427


20250708-145517


20250708-145528


20250708-145629


20250708-145654


20250708-145730


20250708-150532


20250708-150634


20250708-150655


20250708-150659




تعليق جديد

التعليقات المنشورة لا تعبر بأي حال عن رأي الموقع وسياسته التحريرية
شكرا لالتزام الموضوعية وعدم الإساءة والتجريح