
ناظورسيتي | بـدر أعراب
يقول اللّسانيون إن العلاقة بين الدّال والمدلول، أي بين اللّفظ ومعناه، هي علاقة اعتباطية، أيْ تمخضت تلقائياً بمحض الصدفة، ولم يتم الإتفاق بشأنها مسبقاً ولم يوضع موضوعها محل "تدارس"، وهـو ما ينطبق تماماً على أسماء غالبية الأحياء السكنية بالناظور المدينة، التي سيُصاب حتماً أيّ باحثٍ عـن مصدر إطلاق تسميات أحيائها بالإرهاق نتيجة اِنعدامها، مما يُزكي الاعتقاد بكون معظم هذه الأسماء، صاغها القاطنون القدامي للحاضرة، بطريقة أقرب ما تكون عشوائيـة، مثلما بعض الأسماء العائلية المُعيبة.
ونحن نطرح التساؤُل، الذي نعـي مُقدّماً أنه سيظل عالقاً بدون إجابة عملية على أرض الواقع، ألا وهـو "ألم يحِن الوقت بعد، لاِستحداث أسماء التجمعات السكنية بمدينة الناظور واِستبدالها بأخرى شريطة أن تكون خاضعة لمعايير مدروسة ودلالات مُحكمة؟"، لا نغفل أنَّ إطلاق أيّ تسميةٍ على حيٍّ سكني معيّن، يجب أن يخضع لشروط عدة ومعايير جمّة، ليس أقلّه اِنطواءَها على رمزية معيّنة، ولا آخره حمل التسمية بين طيّاتها مدلولاً يختزل معنًى سيميائياً يختص به "الحيّ"، مع مراعاة خصوصية منطقة التجمع السكني، منها التاريخية تحديداً، والحال أنه من المفارقة العجيبة ألا يحمل حيٌّ بالناظور إسماً له دلالة أمازيغية أو ريفية، علماً أن سكانها يعتبرون من الأمازيغ في الأصل.
وتأسيساً عليه، فأسماءٌ مثل "أربوز، إكوناف، إصبّانن، إشوماي، بوتشامارث، عاريض، بوعرورو، ترقاع، حي الناموس، الجوطية، بويزارزان، أريكولاريس، القشلة، تاويمة، رجا فاللـه، شارع طوماطيش.." وغيرها من أسماء أحياء الحاضرة، يمكن الزّعم أنها استنفذت "لامدولوها" العشوائي الذي اِنطوت عليه، بما أنها تفتقد للتأصيل التاريخي وغير ذات مرجعٍ في الذّاكرة الجماعية المشتركة، كما لم تعُد تستبطن "تاريخاً" ولا "معنًى"، سوى إعطاءَهـا الانطباع بكونها أسماء فارغة من أيّ جوهر، ووقع نغمها على طبلة الأذن فجّ ومنفّر، وتُحيل على مدينة كـ"مدن الريح" التي نستعير توصيفها من الروائي الشهير عبد الرحمان منيف.
ونحن نتطرق إلى هذا الموضوع، نستحضر في سياقه، معطى ألوان حافلات النقل بالمدار الحضري داخل حيّز إقليم الناظور، التي جرى طلاؤُها بألوان لم تُراعِ قطعاً، على سبيل العدّ، الشرط الجمالي ولا خصوصية الجغرافية التي تستمده من "السّاحل"، بحكم تموقع الناظور على ضفاف البحر، ممّـا كان حريـاً الأخذ في الاعتبار، أن طلاء الحافلة باللّونيْن "الأخضر المُمْتَقِع والأصفر الفَاقِع" لا يجسّد ولا يرمز إلى المنطقة بشيء، على اعتبار أنها ليست فلاحية وزراعية مثلما تشير إليه الألوان آنفة الذكر، مما كان مُحتماً على المصالح المختصة، اِستبدالها باللّون "الأزرق" و"الأبيض" الدّاليْن على تيمة زُرْقة "البحر" الذي تطّل عليه الحاضرة وتحضن بأطرافها المترامية بحيرة "مارتشيكا"..
يقول اللّسانيون إن العلاقة بين الدّال والمدلول، أي بين اللّفظ ومعناه، هي علاقة اعتباطية، أيْ تمخضت تلقائياً بمحض الصدفة، ولم يتم الإتفاق بشأنها مسبقاً ولم يوضع موضوعها محل "تدارس"، وهـو ما ينطبق تماماً على أسماء غالبية الأحياء السكنية بالناظور المدينة، التي سيُصاب حتماً أيّ باحثٍ عـن مصدر إطلاق تسميات أحيائها بالإرهاق نتيجة اِنعدامها، مما يُزكي الاعتقاد بكون معظم هذه الأسماء، صاغها القاطنون القدامي للحاضرة، بطريقة أقرب ما تكون عشوائيـة، مثلما بعض الأسماء العائلية المُعيبة.
ونحن نطرح التساؤُل، الذي نعـي مُقدّماً أنه سيظل عالقاً بدون إجابة عملية على أرض الواقع، ألا وهـو "ألم يحِن الوقت بعد، لاِستحداث أسماء التجمعات السكنية بمدينة الناظور واِستبدالها بأخرى شريطة أن تكون خاضعة لمعايير مدروسة ودلالات مُحكمة؟"، لا نغفل أنَّ إطلاق أيّ تسميةٍ على حيٍّ سكني معيّن، يجب أن يخضع لشروط عدة ومعايير جمّة، ليس أقلّه اِنطواءَها على رمزية معيّنة، ولا آخره حمل التسمية بين طيّاتها مدلولاً يختزل معنًى سيميائياً يختص به "الحيّ"، مع مراعاة خصوصية منطقة التجمع السكني، منها التاريخية تحديداً، والحال أنه من المفارقة العجيبة ألا يحمل حيٌّ بالناظور إسماً له دلالة أمازيغية أو ريفية، علماً أن سكانها يعتبرون من الأمازيغ في الأصل.
وتأسيساً عليه، فأسماءٌ مثل "أربوز، إكوناف، إصبّانن، إشوماي، بوتشامارث، عاريض، بوعرورو، ترقاع، حي الناموس، الجوطية، بويزارزان، أريكولاريس، القشلة، تاويمة، رجا فاللـه، شارع طوماطيش.." وغيرها من أسماء أحياء الحاضرة، يمكن الزّعم أنها استنفذت "لامدولوها" العشوائي الذي اِنطوت عليه، بما أنها تفتقد للتأصيل التاريخي وغير ذات مرجعٍ في الذّاكرة الجماعية المشتركة، كما لم تعُد تستبطن "تاريخاً" ولا "معنًى"، سوى إعطاءَهـا الانطباع بكونها أسماء فارغة من أيّ جوهر، ووقع نغمها على طبلة الأذن فجّ ومنفّر، وتُحيل على مدينة كـ"مدن الريح" التي نستعير توصيفها من الروائي الشهير عبد الرحمان منيف.
ونحن نتطرق إلى هذا الموضوع، نستحضر في سياقه، معطى ألوان حافلات النقل بالمدار الحضري داخل حيّز إقليم الناظور، التي جرى طلاؤُها بألوان لم تُراعِ قطعاً، على سبيل العدّ، الشرط الجمالي ولا خصوصية الجغرافية التي تستمده من "السّاحل"، بحكم تموقع الناظور على ضفاف البحر، ممّـا كان حريـاً الأخذ في الاعتبار، أن طلاء الحافلة باللّونيْن "الأخضر المُمْتَقِع والأصفر الفَاقِع" لا يجسّد ولا يرمز إلى المنطقة بشيء، على اعتبار أنها ليست فلاحية وزراعية مثلما تشير إليه الألوان آنفة الذكر، مما كان مُحتماً على المصالح المختصة، اِستبدالها باللّون "الأزرق" و"الأبيض" الدّاليْن على تيمة زُرْقة "البحر" الذي تطّل عليه الحاضرة وتحضن بأطرافها المترامية بحيرة "مارتشيكا"..