المزيد من الأخبار






يوسف بحار.. الإذاعيُّ الذي اصْطّف في الخط الأمامي لمجابهة شبح الجّائحة بكلمةٍ ونغمة


ناظورسيتي: حسن رامي

ليس من السهل أن يُذاع صيت الإعلامي في مضمارٍ كـ"الإذاعة"، سيما في زمنٍ فرضت فيه الصورة سطوة جاذبيتها على المُتلقي؛ فإذا كان متاحاً للمشغلين في ميادين الإعلام سواء المقروء أو في شقّه البصري، فرص البروز واكتساب الشهرة كنارٍ على علم، فإن ذلك غير مخوّلٍ في الإذاعة للأصوات المُتحدثة عبر أثيرها إلا نادراً في حال شحذِ حبال الأوتار الصوتيّة استعدادا لبذلِ جُهدٍ مضاعف أكبر وأكثر، مثلما ينطبق تحديدًا على الإعلامي المغربي يوسف بحار.

فمن لا يعرف يوسف بحار، كاسمٍ سطع نجمه في مضمار الإعلام السمعي خلال الأعوام الأخيرة؛ فحتى الذي تعذر التعرّف عليه وجهًا، رغم كونه مألوفـًا لحضوره باستمرار في الشّاشة الصغيرة بالموازاة لعمله خلف "الصورة"، فسُرعان ما سوف يتعرّف عليه من نبراته الصوتية، أوليس للصوت بصمة خاصة بصاحبه مثلما يُقال..

فمن كل المحطات العديدة التي ميّزت المشوار والمسار المتألق للإعلامي يوسف بحار، ما بصمه مؤخراً بنجاح وتفرُّد في ظرفية عصيبة صاغتها تداعيات الجائحة العالمية، إذ لم يتوان، بشهادة كل مستمعيه، عن تشمير ساعديه للإسهام في تعطير وتليين أجواء "كورونا" الكئيبة التي خيمت بشبحها على سماء البلد، من خلال برنامجه الذي استطاع أن يذيع صيته "كلمة ونغمة"، إنها فعلا "كلمة" طبْطبَ بها الإذاعي على النفوس الهلعة، وإنها لَـ"نَغمة" شنَّف بها المسامع في زمن بعبع كـ"كورونا".

وفي خضم ما عاشه الجميع من حالة فزع وترقب وقلق بفعل رجّة الجائحة التي ألقت بثقلها وارتداداتها على النفوس، فقد أفلح بحار في استضافة كبار وألمع نجوم الأغنية المغربية والعربية، من قامات كبيرة ومن كل الأصقاع سواء من داخل المغرب أو خارجه، ضمن البرنامج المتفرد "كلمة ونغمة" على راديو دوزيم، متحديا بذلك ما يمكن أن يترتب عن الحجر الصحي من وفتور.

فأن تنجح في استضافة نجومٍ ومشاهير، من طينة الفنانة اللبنانية نجوى كرم على سبيل العد، أو الكويتية أحلام، ملحم زين، مروان الخوري، وجورج قرداحي، وأعمدة الأغنية المغربية عبد الوهاب الدكالي ولطيفة رأفت، ونعمان لحلو، وفي عز زحف الجائحة على كل الأقطار، حاصدة الأرواح بحصيلة يومية ثقيلة، محاولا إجلاء ما استقر في النفوس، فذاك يعني في ما يعنيه نكرانا للذّات في أسمى تجلياته، وهذا ليس بغريب عن إعلاميّ شقّ طريقه بكل عصامية كيوسف بحار.


























تعليق جديد

التعليقات المنشورة لا تعبر بأي حال عن رأي الموقع وسياسته التحريرية
شكرا لالتزام الموضوعية وعدم الإساءة والتجريح