المزيد من الأخبار






وفد من برلمانيي الناتو يزور مليلية لأول مرة… خطوة تحرج مدريد وتغضب الرباط


وفد من برلمانيي الناتو يزور مليلية لأول مرة… خطوة تحرج مدريد وتغضب الرباط
ناظورسيتي: متابعة

تستعد مدينة مليلية المحتلة، نهاية هذا الشهر، لاستقبال وفد من الجمعية البرلمانية لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، في أول زيارة برلمانية مباشرة من نوعها، في خطوة من شأنها أن تعيد تسليط الضوء على ملف المدينتين المحتلتين، مليلية وسبتة، الذي تعتبرهما الرباط أراض مغربية.

وبحسب صحيفة إل كونفيدنسيال الإسبانية (11 شتنبر 2025)، يقود هذه المبادرة السيناتور فرناندو غوتيريث دياز دي أوتاثو، جنرال متقاعد ونائب رئيس الجمعية البرلمانية للناتو، عن حزب الشعب في مليلية. وسيضم الوفد نحو خمسين نائبا من 16 دولة عضوة، بهدف الاطلاع على ما وصفته الصحيفة بـ«التحديات الأمنية في مليلية وسبتة»، إضافة إلى جهود السلطات الإسبانية للحد من الهجرة غير النظامية عبر شمال إفريقيا.


الزيارة تثير الحذر الإسباني، إذ تعاملت الحكومة الإسبانية معها “من دون حماس”، خشية توتر العلاقات مع الرباط. في هذا السياق، تجنبت مدريد الاحتفال مؤخرا بالذكرى المئوية لإنزال الحسيمة (1925)، كما لم يقم الملك فيليبي السادس بأي زيارة رسمية إلى سبتة ومليلية منذ اعتلائه العرش، مراعاة للحساسية الدبلوماسية المرتبطة بالملف المغربي.

البرنامج الرسمي للزيارة يتضمن لقاءات مع مسؤولين من الشرطة الوطنية والحرس المدني والجيش، إضافة إلى جولة في مركز استقبال المهاجرين بمليلية، لكنه يستثني المرور بالسياج الحدودي الفاصل بين المدينة المحتلة وبقية التراب المغربي، في مؤشر على حرص الجانب الإسباني على التهدئة وعدم استفزاز الرباط.

وتأتي هذه المبادرة في ظل توتر متزايد بين الرباط وحزب الشعب الإسباني، بعد إغلاق المغرب مؤخرا المعابر الجمركية مع سبتة ومليلية، في خطوة فسرت على أنها رسالة احتجاج على إدارة الحزب للمدينتين المحتلتين.

ورغم أن معاهدة واشنطن المؤسسة للناتو لا تغطي صراحة المدينتين في إطار الدفاع الجماعي، فإن النقاش المستمر داخل الحلف حول توسيع مفهوم الدفاع الجماعي قد يمنح هذه الزيارة بعدا سياسيا يتجاوز الإطار الجغرافي التقليدي، ما يجعلها حدثا حساسا على مستوى العلاقات المغربية–الإسبانية.


تعليق جديد

التعليقات المنشورة لا تعبر بأي حال عن رأي الموقع وسياسته التحريرية
شكرا لالتزام الموضوعية وعدم الإساءة والتجريح